شبكة ومنتديات صانع المعروف
عزيزي الزائر ... إن كانت هذه زيارتك الأولى لمنتديات صانع المعروف ندعوك للتسجيل معنا لترى كل ما هو جديد ومفيد
فأهلا ومرحبا بك عضوا فعالا في شبكة ومنتديات صانع المعروف

الإدارة
شبكة ومنتديات صانع المعروف
عزيزي الزائر ... إن كانت هذه زيارتك الأولى لمنتديات صانع المعروف ندعوك للتسجيل معنا لترى كل ما هو جديد ومفيد
فأهلا ومرحبا بك عضوا فعالا في شبكة ومنتديات صانع المعروف

الإدارة

شبكة ومنتديات صانع المعروف


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
نرحب بالعضوة الجديدة الاخت حلـآي غير يا هلا ومرحبا
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ}
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» الأحاديث الضعيفة
من طرف حلا السعودية الخميس أبريل 21, 2022 11:37 am

» ألوااان الدنيا
من طرف حلا السعودية الخميس أبريل 21, 2022 11:34 am

» مسبح وهمي
من طرف صانع المعروف الجمعة أغسطس 11, 2017 4:45 pm

» حصريا // جميع حلقات سري للغاية
من طرف samha الجمعة سبتمبر 09, 2011 9:54 pm

» كل عام وأنتم بخير
من طرف الإدارة الخميس أغسطس 25, 2011 4:43 pm

» إنتقالات الدوري السعودي لعام 2011
من طرف حلا السعودية الخميس أغسطس 25, 2011 11:42 am

» إليك حبيبتي
من طرف أمير الحب الخميس أغسطس 25, 2011 10:06 am

» أنثى !!!
من طرف عابد الأربعاء أغسطس 24, 2011 1:23 pm

» المغرب الفاسي يعود بنقطة ثمينة من الكونجو
من طرف الإدارة الثلاثاء أغسطس 23, 2011 9:20 am

» أسباب بسيطة قد تدمر الحياة الزوجية وقد تحييها وتنعشها ,,,,
من طرف الإدارة الثلاثاء أغسطس 23, 2011 8:40 am

المواضيع الأكثر نشاطاً
أسماء الله الحسنى
حصريااا موسوعة أشعار نزار
موسوعة الأدعية الصحيحة
خواطر الشيخ الشعراوي حول القرأن الكريم
تفريغ حلقات شرح التجويد للدكتور أيمن سويد
-----(( هل فات الأوان لتبدأ من جديد ؟!!))-----
قصص الأنبياء ( رائع جداااا )
إنتقالات الدوري السعودي لعام 2011
حملة لن ننسى غزة
قهوتي الصباحية
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 20 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو فتو فتو فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2343 مساهمة في هذا المنتدى في 416 موضوع

شاطر | 
 

 حصريااا موسوعة أشعار نزار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:52 am

قانا


1

وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

و هواء البحر في نيسان,

أمطار دماء, و دموع…

2

دخلوا قانا على أجسادنا

يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

و يعيدون فصول المحرقة..

هتلر أحرقهم في غرف الغاز

و جاؤوا بعده كي يحرقونا..

هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

و هم من أرضنا قد هجرونا.

هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

و يريح الأرض منهم..

فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

3

دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.

يشعلون النار في بيت المسيح.

و يدوسون على ثوب الحسين..

و على أرض الجنوب الغالية..

4

قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,

و أصوات البلابل..

قصفوا قدموس في مركبه..

قصفوا البحر..و أسراب النوارس..

قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..

و تلاميذ المدارس.

قصفوا سحر الجنوبيات

و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

5

….و رأينا الدمع في جفن علي.

و سمعنا صوته و هو يصلي

تحت أمطار سماء دامية..

6

كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

سيسميها على أوراقه:

(كربلاء الثانية)!!.

7

كشفت قانا الستائر..

و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

و تقود المجزرة..

تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

و على زوجاتنا دون سبب.

و على أشجارنا دون سبب.

و على أفكارنا دون سبب.

فهل الدستور في سيدة العالم..

بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

8

هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

قتلنا, نحن العرب؟

9

انتظرنا عربي واحداً.

يسحب الخنجر من رقبتنا..

انتظرنا هاشميا واحداً..

انتظرنا قريشياً واحداً..

دونكشوتاً واحداً..

قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…

انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..

فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..

أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه

بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

10

ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

فهو نص واحد نكتبه

لجميع الشهداء الراحلين.

و جميع الشهداء القادمين!!.

11

ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟

و جرير ..و الفرذدق؟

و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..

ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..

و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..

و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..

بل كنا ملوك الثرثرة…

12

ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..

و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟

ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

13

نحن في غيبوبة قومية

ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

14

نحن شعب من عجين.

كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..

نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

15

وطن يزداد ضيقاً.

لغة قطرية تزداد قبحاً.

وحدة خضراء تزداد انفصالاً.

و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

16

كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟

كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟

و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..

و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..

و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..

و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.

17

ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب

بعد ما صاروا يهودا؟؟…

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:53 am

قارئة الفنجان


جلست والخوف بعينيها

تتأمل فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تحزن

فالحب عليك هو المكتوب

يا ولدي،

قد مات شهيداً

من مات على دين المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتك أسفارٌ وحروب..

ستحب كثيراً يا ولدي..

وتموت كثيراً يا ولدي

وستعشق كل نساء الأرض..

وترجع كالملك المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحان المعبود

فمها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتها موسيقى و ورود

لكن سماءك ممطرةٌ..

وطريقك مسدودٌ.. مسدود

فحبيبة قلبك.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصر كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسه.. وجنود

وأميرة قلبك نائمةٌ..

من يدخل حجرتها مفقود..

من يطلب يدها..

من يدنو من سور حديقتها.. مفقود

من حاول فك ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود

بصرت.. ونجمت كثيراً

لكني.. لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبه فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أحزاناً تشبه أحزانك

مقدورك.. أن تمشي أبداً

في الحب .. على حد الخنجر

وتظل وحيداً كالأصداف

وتظل حزيناً كالصفصاف

مقدورك أن تمضي أبداً..

في بحر الحب بغير قلوع

وتحب ملايين المرات...

وترجع كالملك المخلوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:53 am

تلومني الدنيا


تلومني الدنيا إذا أحببته

كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته

كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته

كأنني أنا التي..

للطير في السماء قد علمته

وفي حقول القمح قد زرعته

وفي مياه البحر قد ذوبته..

كأنني.. أنا التي

كالقمر الجميل في السماء..

قد علقته..

تلومني الدنيا إذا..

سميت من أحب.. أو ذكرته..

كأنني أنا الهوى..

وأمه.. وأخته..

هذا الهوى الذي أتى..

من حيث ما انتظرته

مختلفٌ عن كل ما عرفته

مختلفٌ عن كل ما قرأته

وكل ما سمعته

لو كنت أدري أنه..

نوعٌ من الإدمان.. ما أدمنته

لو كنت أدري أنه..

بابٌ كثير الريح.. ما فتحته

لو كنت أدري أنه..

عودٌ من الكبريت.. ما أشعلته

هذا الهوى.. أعنف حبٍ عشته

فليتني حين أتاني فاتحاً

يديه لي.. رددته

وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته..

هذا الهوى الذي أراه في الليل..

على ستائري..

أراه.. في ثوبي..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراه.. مرسوماً على وجه يدي..

أراه منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنه

طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته

وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته

لو أخبروني أنه..

سيضرم النيران في دقائقٍ

ويقلب الأشياء في دقائقٍ

ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ

لكنت قد طردته..

يا أيها الغالي الذي..

أرضيت عني الله.. إذ أحببته

هذا الهوى أجمل حبٍ عشته

أروع حبٍ عشته

فليتني حين أتاني زائراً

بالورد قد طوقته..

وليتني حين أتاني باكياً

فتحت أبوابي له.. وبسته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:54 am

المهرولون


1

سقطت آخر جدران الحياء.

و فرحنا.. و رقصنا..

و تباركنا بتوقيع سلام الجبناء

لم يعد يرعبنا شيئٌ..

و لا يخجلنا شيئٌ..

فقد يبست فينا عروق الكبرياء…

2

سقطت..للمرة الخمسين عذريتنا..

دون أن نهتز.. أو نصرخ..

أو يرعبنا مرأى الدماء..

و دخلنا في زمان الهرولة..

و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

و ركضنا.. و لهثنا..

و تسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..

3

جوعوا أطفالنا خمسين عاماً.

و رموا في آخر الصوم إلينا..

بصلة...

4

سقطت غرناطةٌ

للمرة الخمسين من أيدي العرب.

سقط التاريخ من أيدي العرب.

سقطت أعمدة الروح, و أفخاذ القبيلة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت إشبيلة.

سقطت أنطاكيه..

سقطت حطين من غير قتالً..

سقطت عمورية..

سقطت مريم في أيدي الميليشيات

فما من رجلٍ ينقذ الرمز السماوي

و لا ثم رجولة...

5

سقطت آخر محظياتنا

في يد الروم, فعن ماذا ندافع؟

لم يعد في قصرنا جاريةٌ واحدةٌ

تصنع القهوة و الجنس..

فعن ماذا ندافع؟؟

6

لم يعد في يدنا

أندلسٌ واحدةٌ نملكها..

سرقوا الابواب

و الحيطان و الزوجات, و الأولاد,

و الزيتون, و الزيت

و أحجار الشوارع.

سرقوا عيسى بن مريم

و هو ما زال رضيعاً..

سرقوا ذاكرة الليمون..

و المشمش.. و النعناع منا..

و قناديل الجوامع...

7

تركوا علبة سردينٍ بأيدينا

تسمى (غزةً)..

عظمةً يابسةً تدعى (أريحا)..

فندقاً يدعى فلسطين..

بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..

تركونا جسداً دون عظامٍ

و يداً دون أصابع...

8

لم يعد ثمة أطلال لكي نبكي عليها.

كيف تبكي أمةٌ

أخذوا منها المدامع؟؟

9

بعد هذا الغزل السري في أوسلو

خرجنا عاقرين..

وهبونا وطناً أصغر من حبة قمحٍ..

وطناً نبلعه من غير ماءٍ

كحبوب الأسبرين!!..

10

بعد خمسين سنة..

نجلس الآن, على الأرض الخراب..

ما لنا مأوى

كآلاف الكلاب!!.

11

بعد خمسين سنة

ما وجدنا وطناً نسكنه إلا السراب..

ليس صلحاً,

ذلك الصلح الذي أدخل كالخنجر فينا..

إنه فعل إغتصاب!!..

12

ما تفيد الهرولة؟

ما تفيد الهرولة؟

عندما يبقى ضمير الشعب حياً

كفتيل القنبلة..

لن تساوي كل توقيعات أوسلو..

خردلة!!..

13

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

و هلالٍ أبيضٍ..

و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلة..

و وجدنا فجأة أنفسنا.. في مزبلة!!.

14

من ترى يسألهم عن سلام الجبناء؟

لا سلام الأقوياء القادرين.

من ترى يسألهم

عن سلام البيع بالتقسيط..

و التأجير بالتقسيط..

و الصفقات..

و التجار و المستثمرين؟.

من ترى يسألهم

عن سلام الميتين؟

أسكتوا الشارع

و اغتالوا جميع الأسئلة..

و جميع السائلين...

15

... و تزوجنا بلا حبٍ..

من الأنثى التي ذات يومٍ أكلت أولادنا..

مضغت أكبادنا..

و أخذناها إلى شهر العسل..

و سكرنا.. و رقصنا..

و استعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل..

ثم أنجبنا, لسوء الحظ, أولاد معاقين

لهم شكل الضفادع..

و تشردنا على أرصفة الحزن,

فلا ثمة بلدٍ نحضنه..

أو من ولد!!

16

لم يكن في العرس رقصٌ عربي.ٌ

أو طعامٌ عربي.ٌ

أو غناءٌ عربي.ٌ

أو حياء عربي.ٌ ٌ

فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد..

17

كان نصف المهر بالدولار..

كان الخاتم الماسي بالدولار..

كانت أجرة المأذون بالدولار..

و الكعكة كانت هبةً من أمريكا..

و غطاء العرس, و الأزهار, و الشمع,

و موسيقى المارينز..

كلها قد صنعت في أمريكا!!.

18

و انتهى العرس..

و لم تحضر فلسطين الفرح.

بل رأت صورتها مبثوثةً عبر كل الأقنية..

و رأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..

نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

و هي مثل الطائر المذبوح تصرخ:

ليس هذا الثوب ثوبي..

ليس هذا العار عاري..

أبداً..يا أمريكا..

أبداً..يا أمريكا..

أبداً..يا أمريكا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:54 am

الحب في الجاهليه


شاءت الأقدار، يا سيدتي،

أن نلتقي في الجاهليه!!...

حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه

والنباتات، خطوطا أفقيه...

والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر،

والأنهار، والأفكار، والأشجار،

والأيام، والساعات،

تجري في خطوط أفقيه...

------------

شاءت الأقدار...

أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح...

وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه

حيث شمس الصيف فأس حجريه

والنهارات قطارات كآبه...

شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه

في صحارى ليس فيها...

نخله...

أو قمر ...

أو أبجديه

***

شاءت الأقدار، يا سيدتي،

أن تمطري مثل السحابه

فوق أرض ما بها قطرة ماء

وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء...

وتكوني صورة شعريه

في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء

وتكوني امرأة نادره

في بلاد طردت من أرضها كل النساء

***

أو يا سيدتي...

يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه...

يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان...

من تنورة أندلسيه...

شاءت الأقدار أن نعشق بالسر...

وأن نتعاطى الجنس بالسر...

وأن تنجبي الأطفال بالسر...

وأن أنتمي - من أجل عينيك -

لكل الحركات الباطنيه...

***

شاءت الأقدار يا سيدتي...

أن تسقطي كالمجدليه...

تحت أقدام المماليك...

وأسنان الصعاليك...

ودقات الطبول الوثنيه...

وتكوني فرسا رائعه...

فوق أرض يقتلون الحب فيها...

والخيول العربيه...

شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي

مثل آلاف الخيول العربيه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 6:55 am

هوامش على دفتر النكسة


أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمه

والكتب القديمه

أنعي لكم..

كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمه..

ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهاية الفكر الذي قاد إلى الهزيمه

2

مالحةٌ في فمنا القصائد

مالحةٌ ضفائر النساء

والليل، والأستار، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

3

يا وطني الحزين

حولتني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتب الحب والحنين

لشاعرٍ يكتب بالسكين

4

لأن ما نحسه أكبر من أوراقنا

لا بد أن نخجل من أشعارنا

5

إذا خسرنا الحرب لا غرابه

لأننا ندخلها..

بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابه

بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه

لأننا ندخلها..

بمنطق الطبلة والربابه

6

السر في مأساتنا

صراخنا أضخم من أصواتنا

وسيفنا أطول من قاماتنا

7

خلاصة القضيه

توجز في عباره

لقد لبسنا قشرة الحضاره

والروح جاهليه...

8

بالناي والمزمار..

لا يحدث انتصار

9

كلفنا ارتجالنا

خمسين ألف خيمةٍ جديده

10

لا تلعنوا السماء

إذا تخلت عنكم..

لا تلعنوا الظروف

فالله يؤتي النصر من يشاء

وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف

11

يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح

يوجعني.. أن أسمع النباح..

12

ما دخل اليهود من حدودنا

وإنما..

تسربوا كالنمل.. من عيوبنا

13

خمسة آلاف سنه..

ونحن في السرداب

ذقوننا طويلةٌ

نقودنا مجهولةٌ

عيوننا مرافئ الذباب

يا أصدقائي:

جربوا أن تكسروا الأبواب

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثواب

يا أصدقائي:

جربوا أن تقرؤوا كتاب..

أن تكتبوا كتاب

أن تزرعوا الحروف، والرمان، والأعناب

أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب

فالناس يجهلونكم.. في خارج السرداب

الناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب...

14

جلودنا ميتة الإحساس

أرواحنا تشكو من الإفلاس

أيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاس

هل نحن "خير أمةٍ قد أخرجت للناس" ؟...

15

كان بوسع نفطنا الدافق بالصحاري

أن يستحيل خنجراً..

من لهبٍ ونار..

لكنه..

واخجلة الأشراف من قريشٍ

وخجلة الأحرار من أوسٍ ومن نزار

يراق تحت أرجل الجواري...

16

نركض في الشوارع

نحمل تحت إبطنا الحبالا..

نمارس السحل بلا تبصرٍ

نحطم الزجاج والأقفالا..

نمدح كالضفادع

نشتم كالضفادع

نجعل من أقزامنا أبطالا..

نجعل من أشرافنا أنذالا..

نرتجل البطولة ارتجالا..

نقعد في الجوامع..

تنابلاً.. كسالى

نشطر الأبيات، أو نؤلف الأمثالا..

ونشحذ النصر على عدونا..

من عنده تعالى...

17

لو أحدٌ يمنحني الأمان..

لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان

قلت له: يا سيدي السلطان

كلابك المفترسات مزقت ردائي

ومخبروك دائماً ورائي..

عيونهم ورائي..

أنوفهم ورائي..

أقدامهم ورائي..

كالقدر المحتوم، كالقضاء

يستجوبون زوجتي

ويكتبون عندهم..

أسماء أصدقائي..

يا حضرة السلطان

لأنني اقتربت من أسوارك الصماء

لأنني..

حاولت أن أكشف عن حزني.. وعن بلائي

ضربت بالحذاء..

أرغمني جندك أن آكل من حذائي

يا سيدي..

يا سيدي السلطان

لقد خسرت الحرب مرتين

لأن نصف شعبنا.. ليس له لسان

ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟

لأن نصف شعبنا..

محاصرٌ كالنمل والجرذان..

في داخل الجدران..

لو أحدٌ يمنحني الأمان

من عسكر السلطان..

قلت له: لقد خسرت الحرب مرتين..

لأنك انفصلت عن قضية الإنسان..

18

لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب

لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب

لو بقيت في داخل العيون والأهداب

لما استباحت لحمنا الكلاب..

19

نريد جيلاً غاضباً..

نريد جيلاً يفلح الآفاق

وينكش التاريخ من جذوره..

وينكش الفكر من الأعماق

نريد جيلاً قادماً..

مختلف الملامح..

لا يغفر الأخطاء.. لا يسامح..

لا ينحني..

لا يعرف النفاق..

نريد جيلاً..

رائداً..

عملاق..

20

يا أيها الأطفال..

من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال

وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال

ويقتل الأفيون في رؤوسنا..

ويقتل الخيال..

يا أيها الأطفال أنتم –بعد- طيبون

وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال

فنحن خائبون..

ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون

ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال

لا تقرؤوا أخبارنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحن جيل القيء، والزهري، والسعال

ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال

يا أيها الأطفال:

يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال

أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمه

وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:37 am

حوار مع ملك المغول


يا ملك المغول ..

يا وارث الجزمه والكرباج عن جدّك أرطغولْ

يا من ترانا كلنّا خيولْ..

لا فرق- من نوافذ القصور-

بين الناس والخيولْ..

يا ملك المغولْ ..

يا أيها الغاضب من صهيلنا..

يا أيهل الخائف من تفتّح الحقولْ..

أريد أن أـقول:

من قبل أن يقتلني سيّافكم مسرورْ..

وقبل أن يأتي شهود الزورْ..

أريد أن أقول كلمتينْ

لزوجت يالحامل من شهورْ..

وأصدقائي كلّهم..

وشعبي المقهورْ..

أريد أن أقول انّي شاعر

أحمل في حنجرتي عصفور

أرفض أن أبيعه..

وأنت من حنجرتي

تريد أن تصادر العصفورْ..

يا ملك المغولْ..

يا قاهر الجيوش يا مدحرج الرؤوس..

يا مدوّخ البحورْ..

يا عاجن الحديد يا مفتت الصخور

يا آكل الأطفال

يا مغتصب الأبكار

يا مفترس العطور

واعجبي ... واعجبي

أأنت , والشرطة , والجيش

على عصفور


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:38 am


متى يعلنون وفاة العرب



1 -

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ

تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ

تُسامحُني إن **رتُ زُجاجَ القمرْ...

وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ

وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

ككلّ العصافير فوق الشجرْ...

أحاول رسم بلادٍ

تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي

وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

- 2 -

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

لها برلمانٌ من الياسَمينْ.

وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.

تنامُ حمائمُها فوق رأسي.

وتبكي مآذنُها في عيوني.

أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.

ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.

ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ

وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

- 3 -

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...

تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...

فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

- 4 -

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...

ولافائدهْ...

فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...

وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-

رائحةٌ واحدهْ...

وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ

ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

- 5 -

أحاول منذ البداياتِ...

أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...

رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.

رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

- 6 -

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

- 7 -

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي

ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...

وأنفُضَ عني غُباري.

وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...

أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...

وداعا قريشٌ...

وداعا كليبٌ...

وداعا مُضَرْ...

- 8 -

أحاول رسْمَ بلادٍ

تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

سريري بها ثابتٌ

ورأسي بها ثابتٌ

لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...

ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.

ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

- 9 -

أحاول منذ الطفولةِ

فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ

وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...

ليستقبلَ العاشقينْ...

وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...

بين الرجال...وبين النساءْ...

وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...

وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...

ولكنهم...أغلقوا فندقي...

وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...

وطُهْرِ العربْ...

وإرثِ العربْ...

فيا لَلعجبْ!!

- 10 -

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي

وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...

وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،

وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.

أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...

وبين نُهور اللبنْ...

وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي

فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...

ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...

ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

- 11 -

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...

وأزرعَ نخلا...

ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...

أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا

ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

- 12 -

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

خارجَ كلِ الطقوسْ...

وخارج كل النصوصْ...

وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

في أي منفى ذهبت إليه...

لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -

بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

- 13 -

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

تحدّث عن أنبياء العربْ.

وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...

فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...

فيا للعَجَبْ!!

ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...

وبين الرُطَبْ...

فيا للعَجَبْ!!

ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...

لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...

وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...

وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...

فيا للعَجَبْ!!

- 14 -

أنا منذ خمسينَ عاما،

أراقبُ حال العربْ.

وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا

ولا يهضمونْ...

- 15 -

أنا منذ خمسينَ عاما

أحاولُ رسمَ بلادٍ

تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

رسمتُ بلون الشرايينِ حينا

وحينا رسمت بلون الغضبْ.

وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:

إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟

ومَن سوف يبكي عليهم؟

وليس لديهم بناتٌ...

وليس لديهم بَنونْ...

وليس هنالك حُزْنٌ،

وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

- 16 -

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري

قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.

رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...

رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...

وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...

فقتلى على شاشة التلفزهْ...

وجرحى على شاشة التلفزهْ...

ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

- 17 -

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

نتابع أحداثهُ في المساءْ.

فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

- 18 -

أنا...بعْدَ خمسين عاما

أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...




دكتوراة شرف في كيمياء الحجر


يرمي حجراً..

أو حجرينْ.

يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْ

يمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،

ويأتينا..

من غيرِ يدينْ..

في لحظاتٍ..

تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،

ويولدُ وطنٌ في العينينْ

في لحظاتٍ..

تظهرُ حيفا.

تظهرُ يافا.

تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِ

تضيءُ القدسُ،

كمئذنةٍ بين الشفتينْ..

يرسمُ فرساً..

من ياقوتِ الفجرِ..

ويدخلُ..

كالإسكندرِ ذي القرنينِ.

يخلعُ أبوابَ التاريخِ،

وينهي عصرَ الحشّاشينَ،

ويقفلُ سوقَ القوَّادين،

ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،

ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،

عن الكتفينْ..

في لحظاتٍ..

تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،

يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..

يرسمُ أرضاً في طبريّا

يزرعُ فيها سنبلتينْ

يرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،

يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،

وفنجانينْ..

وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،

ويولدُ وطنٌ في العينينْ

يرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،

وقد يرمي قمرينْ..

يرمي قلماً.

يرمي كتباً.

يرمي حبراً.

يرمي صمغاً.

يرمي كرّاسات الرسمِ

وفرشاةَ الألوانْ

تصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ.."

وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.

يسقطُ ولدٌ

في لحظاتٍ..

يولدُ آلافُ الصّبيانْ

ي**فُ قمرٌ غزّاويٌ

في لحظاتٍ...

يطلعُ قمرٌ من بيسانْ

يدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،

يولدُ وطنٌ في العينين..

ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..

ويدخلُ في مملكةِ الماء.

يفتحُ نفقاً آخرَ.

يُبدعُ زمناً آخرَ.

يكتبُ نصاً آخرَ.

ي**رُ ذاكرةَ الصحراءْ.

يقتلُ لغةً مستهلكةً

منذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..

يفتحُ ثقباً في القاموسِ،

ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..

وموتَ قصائدنا العصماءْ..

يرمي حجراً.

يبدأ وجهُ فلسطينٍ

يتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..

يرمي الحجرَ الثاني

تطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْ

يرمي الحجرَ الثالثَ

تطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْ

يرمي الحجر العاشرَ

حتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..

ويظهرُ نورُ الفجرْ..

يرمي حجرَ الثورةِ

حتّى يسقطَ آخر فاشستيّ

من فاشستِ العصرْ

يرمي..

يرمي..

يرمي..

حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍ

بيديهِ،

ويرميها في البحرْ..

تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:

أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ؟

أيُّ صبيٍّ؟

هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ؟

أيُّ نباتٍ أسطوريٍّ

هذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ؟

أيُّ نهورٍ من ياقوتٍ

فاضت من ورقِ القرآنْ؟

يسألُ عنهُ العرَّافونَ.

ويسألُ عته الصوفيّونَ.

ويسألُ عنه البوذيّونَ.

ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،

ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.

من هوَ هذا الولدُ الطالعُ

مثلَ الخوخِ الأحمرِ..

من شجرِ النسيانْ؟

من هوَ هذا الولدُ الطافشُ

من صورِ الأجدادِ..

ومن كذبِ الأحفادِ..

ومن سروالِ بني قحطانْ؟

من هوَ هذا الولدُ الباحثُ

عن أزهارِ الحبِّ..

وعنْ شمسِ الإنسانْ؟

من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..

كآلهةِ اليونانْ؟

يسألُ عنهُ المضطهدونَ..

ويسألُ عنهُ المقموعونَ.

ويسألُ عنه المنفيّونَ.

وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.

من هوَ هذا الآتي..

من أوجاعِ الشمعِ..

ومن كتبِ الرُّهبانْ؟

من هوَ هذا الولدُ

التبدأُ في عينيهِ..

بداياتُ الأكوانْ؟

من هوَ؟

هذا الولدُ الزّارعُ

قمحَ الثورةِ..

في كلِّ مكانْ؟

يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،

ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.

من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،

ومن سوسِ الكلماتْ؟

من هوَ؟

هذا الطافشُ من م**لةِ الصبرِ..

ومن لُغةِ الأمواتْ؟

تسألُ صحفُ العالمِ،

كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..

يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟

تسألُ صحفٌ في أمريكا

كيف صبيٌّ غزّاويٌّ،

حيفاويٌّ،

عكَّاويٌّ،

نابلسيٌّ،

يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،

وي**رُ بللورَ التوراةْ؟؟؟


أيظن


أيظن أني لعبة بيديه؟

أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن

وبراءة الأطفال في عينيه

ليقول لي : إني رفيقة دربه

وبأنني الحب الوحيد لديه

حمل الزهور إليّ .. كيف أرده

وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده .. وكأنني

طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها

فرحت به .. رقصت على قدميه

سامحته .. وسألت عن أخباره

وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه ..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من قال إني قد حقدت عليه؟

كم قلت إني غير عائدة له

ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه ..




في المقهى


جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها..
وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:40 am

عيد ميلادها


بطاقة من يدها ترتعد

تفدى اليد

تقول : عيدي الأحد

ما عمرها؟

لو قلت .. غنى في جبيني العدد

إحدى ثوانيه إذا

أعطت، عصورا تلد

وبرهة من عمرها

يكمن فيها .. أبد

ترى إذا جاء غد

وانشال تول أسود

واندفعت حوامل الزهر..

وطاب المشهد

ورد..وحلوى ..وأنا

يأكلني التردد

بأي شيء أفد

إذا يهل الأحد

بخاتم ..بباقة؟

هيهات. لا أقلد

أليس من يدلني؟

كيف .. وماذا أقتني؟

ليومها الملحن

أحزمة من سوسن؟

أنجمة مقيمة في موطني؟

أهدي لها

الله .. ما أقلها؟ ..

من ينتقي؟

لي من كروم المشرق

من قمر محترق

حقا غريب العبق

آنية مسحورة خالقها لم يخلق..

أحملها ..غدا لها

الله ..ما أقلها

لو بيدي الفرقد

والدر والزمرد

فصلتها جميعها

رافعة لنهدها

ومحبسا لزندها

هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها

لعلها

إذا أنا حملتها

غدا لها

ستسعد

يا مرتجي .. يا أحد ..



الى صديقة جديدة


وَدَّعتُكِ الأمس ، و عدتُ وحدي

مفكِّراً بنَوْحكِ الأخيرِ

كتبتُ عن عينيكِ ألفَ شيءٍ

كتبتُ بالضوءِ و بالعبيرِ

كتبتُ أشياءَ بدون معنى

جميعُها مكتوبة ٌ بنورِ

مَنْ أنتِ . . مَنْ رماكِ في طريقي ؟

مَنْ حرَّكَ المياهَ في جذوري ؟

و كانَ قلبي قبل أن تلوحي

مقبرةً ميِّتَةَ الزُهورِ

مُشْكلتي . . أنّي لستُ أدري

حدّاً لأفكاري و لا شعوري

أضَعْتُ تاريخي ، و أنتِ مثلي

بغير تاريخٍ و لا مصيرِ

محبَّتي نار ٌ فلا تُجَنِّي

لا تفتحي نوافذ َ السعيرِ

أريدُ أن أقيكِ من ضلالي

من عالمي المسمَّم ِ العطورِ

هذا أنا بكلِّ سيئاتي

بكلِّ ما في الأرضِ من غرورِ

كشفتُ أوراقي فلا تُراعي

لن تجدي أطهرَ من شروري

للحسن ثوراتٌ فلا تهابي

و جرِّبي أختاهُ أن تثوري

و لتْشقي مهما يكنْ بحُبِّي

فإنَّه أكبر ُ من كبيرِ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:41 am


لاتحبيني




هذا .. الهوى ما عاد يغرينيَ ! فلتستريحيِ .. ولترُيحينيِ
إن كان حبكِ .. في تقلبه ما قد رأيتُ .. فلا تُحبينيِ
حبي . . هو الدنيا بأجمعها أما هواك فليس يعنيني
أحزانيَ الصغرى .. تعانقنيَ وتزورنيَ ... أن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به إن أفتكاري فيكِ يكفيني
فالحبُ . وهمٍ في خواطرنا كالعطر , في بال البساتين
عيناكِ . من حزني خلقتُهما ما أنتِ ؟ ما عيناكِ ؟ من دوني
فمُكِ الصغيرً ... أدرتهُ بيدي وزرعتهُ أزهار ليمون
حتى جمالُك , ليس يذهلني إن غاب من حينٍ إلى حين
فالشوقُ يفتحُ ألف نافذةٍ خضراء ... عن عينيكِ تغنينيَ
لا فرق عنديَ يا معذبتيِ أحببتنيِ ، أم لم تُحبينيِ
أنتِ أستريحيِ ... من هواي أنا لكن سألتكِ ... لا ترُيحني




مهرجة




أتريدين إذ وجدت العشيقا أتريدين أن أكون صديقا
وتقولينها بكل غبــاء بؤبؤا جامدا . . ووجها صفيقا
موقفي تعرفينه .. فتواري عن طريقي يا من أضعتي الطريقا
مضحك ما اقترحت .. يا بهلوانا يستحق الرثاء .. لا التصفيقا
أصديق .. وبعد خمس سنين كنت فيها الشذا وكنت الرحيقا
يا له من منطق النساء .. أمثلي يقبل الآن أن يكون صديقــا
أسالي ....... عن بصماتي كل ....... أشعلت فيه حريقا
هكذا بين ليلة وضحاهـــا نتلاقى شقيقة .. وشقيقـــا
فكأني لم أملأ الصدر لوزا وعلى الثغر ما سكبت العقيقا
إطمئني .. فلن ازور نفسي قدر النسر أن يظل طليقــا
ابدا .. لن أكون قطا أليفا تستضيفينه .. وثوبا عتيقا
سيدا كنت .. في مقاصير حبي ومن الصعب أن أصير رقيقا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:43 am


مرثاةُ قِطّة


عرفتُكِ من عامين.. ينبوعَ طيبةٍ

ووجهاً بسيطاً كان وجهي المُفَضّلا..

وعينينِ أنقى من مياه غمامةٍ

وشَعْراً طفوليّ الضفائر مُرْسَلا

وقلباً كأضواء القناديل صافياً

وحُبّاً، كأفراخ العصافير، أوّلا..

أصابعُكِ الملساءُ كانتْ مناجما

أُلملمُ عنها لؤلؤاً وقرنفلا..

وأثوابُكِ البيضاء كانت حمائماً

ترشرش ثلجاً – حيث طارتْ- ومخملا

*

عرفتُكِ صوتاً ليس يُسْمعُ صوتُهُ

وثغراً خجولاً كان يخشى المُقبِّلا..

فأين مضتْ تلك العذوبةُ كلُّها..

وكيف مضى الماضي.. وكيف تبدَّلا؟.

توحّشتِ.. حتى صرتِ قِطّةَ شارعٍ

وكنتِ على صدري تحومين بُلبلا..

فلا وجهك الوجه الذي قد عبدتُهُ

ولا حسنك الحسن الذي كان مُنْزَلا..

وداعتُك الأولى استحالتْ رعونةً

وزينتكِ الأولى استحالتْ تبذلا..

أيمكن أن تغدو المليكةُ هكذا؟

طلاءً بدائياً.. وجفناً مكحّلا...

أيمكن أن يغتالَ حسنُكِ نفسَهُ

وأن تصبح الخمرُ الكريمةُ حنظلا..

يروّعني أن تصبحي غجريةً

تنوء يداها بالأساور والحُلى..

تجولينَ في ليل الأزقة.. هرةً

وجوديةً.. ليستْ تثير التخيّلا..

*

سلامٌ على من كُنْتِها.. يا صديقتي

فقد كنتِ أيامَ البساطةِ أجملا..



المجدُ للضفائر الطويلة


.. وكان في بغداد يا حبيبتي، في سالف الزمانْ

خليفةٌ لهُ ابنةٌ جميلَهْ..

عيونُها.

طَيْرانِ أخضرانْ..

وشَعْرها قصيدةٌ طويلَهْ..

سعى لها الملوكُ والقياصرَه..

وقدّموا مَهْراً لها..

قوافلَ العبيد والذهبْ

وقدّموا تيجانَهُم

على صحافٍ من ذهبْ..

ومن بلاد الهند جاءها أميرْ..

ومن بلاد الصين جاءها الحريرْ..

لكنما الأميرةُ الجميلَهْ

لم تقبلِ الملوكَ والقصورَ والجواهرا..

كانت تحبّ شاعرا..

يلقي على شُرفتِها

كلَّ مساءٍ وردةً جميلَهْ

وكِلْمةً جميلَهْ..

تقولُ شهرزادْ:

.. وانتقم الخليفةُ السفّاحُ من ضفائر الأميرَهْ

فقصّها..

ضفيرةً.. ضفيرَهْ..

وأعلنتْ بغدادُ – يا حبيبتي- الحدادْ

عامينِ..

أعلنتْ بغدادُ – يا حبيبتي – الحدادْ

حُزْناً على السنابل الصفراء كالذهَبْ

وجاعت البلادْ..

فلم تعُد تهتزّ في البيادرِ

سنبلةٌ واحدةٌ..

أو حبّةٌ من العنبْ..

وأعلنَ الخليفةُ الحقودْ

هذا الذي أفكاره من الخشبْ

وقلبهُ من الخشبْ

عن ألف دينارٍ لمن يأتي برأس الشاعرِ.

وأطلقَ الجنودْ..

ليحرقوا..

جميعَ ما في القصر من ورودْ..

وكلّ ما في مُدُنِ العراقِ من ضفائرِ.

*

سيمسحُ الزمانُ، يا حبيبتي..

خليفةَ الزمانْ..

وتنتهي حياتُهُ

كأيّ بهلوانْ..

فالمجدُ .. يا أميرتي الجميلَهْ..

يا مَنْ بعينها، غفا طيرانِ أخضَرانْ

يظلّ للضفائر الطويلَهْ..

والكِلْمةِ الجميلَهْ..



بَريدهَا الذي لا يَأتي


تلكَ الخطاباتُ ال**ولةُ بيننا

خيرٌ لها.. خيرٌ لها.. أن تُقْطَعَا

إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْرَةً

لا تكتبي. فالحبّ ليس تبرّعا

أنا أرفضُ الاحسانَ من يد خالقي

قد يأخذ الاحسانُ شكلاً مُفْجِعا

إني لأقرأ ما كتبتِ فلا أرى

إلاّ البرودةَ .. والصقيعَ المفْزِعا..

عفويةً كوني. وإلاّ فاسكتي

فلقد مللتُ حديثَكِ المتميّعا

*

حَجَريّةَ الإحساس .. لن تتغيّري

إني أخاطبُ ميّتاً لن يَسمعا

ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعينها

لو كان يمكنني بها أن أقنعا

سنةٌ مضتْ. وأنا وراء ستائري

أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا..

كلُّ الذي عندي رسائلُ أربعٌ

بقيتْ – كما جاءت- رسائلَ أربعا.

هذا بريدٌ. أم فتاتُ عواطفٍ

إني خُدعتُ. ولن أعودَ فأُخدعا.

*

يا أ**ل امرأةٍ .. تخطّ رسالةً

يا أيتها الوهمُ الذي ما أشبَعَا..

أنا من هواكِ .. ومن بريدكِ مُتْعبٌ

وأريدُ أن أنسى عذابكما معا..

لا تُتْعبي يدَكِ الرقيقةَ. إنني

أخشى على البللور أن يتوجعا..

إني أريحُكِ من عناء رسائلٍ..

كانتْ نفاقاً كلُّها.. وتصنّعا

الحرفُ في قلبي نزيفٌ دائمٌ

والحرفُ عندكِ.. ما تعدّى الإصبعا.


تريدين..


تُريدينَ مثلَ جميعِ النساءِ..

كنوزَ سليمانَ..

مثلَ جميع النساءِ

وأحواض عطرٍ

وأمشاط عاجٍ

وسرْبَ إماءِ

تُريدينَ مَوْلى..

يُسبّح باسمك كالبَبَغاءِ

يقولُ: (أحبّكِ) عند الصباحِ

يقولُ: (أحبّكِ) عند المساءِ

ويغسلُ بالخمر رجليْكِ..

يا شهرزادَ النساءِ..

تريدينَ مثل جميع النساءِ

تريدينَ مني نجومَ السماءِ

وأطباقَ مَنٍّ..

وأطباقَ سلوى..

وخُفّينِ من زَهر ال**تناءِ..

تريدينَ..

من شَنغَهَاي الحريرَ..

ومن أصفهانَ

جلودَ الفراءِ..

ولستُ نبياً من الأنبياءِ..

لألقي عصايَ..

فينشقّ بحرٌ..

ويولدُ حِجَارته من ضياءِ..

تريدينَ مثلَ جميع النساءِ..

مراوحَ ريشٍ

وكُحلاً..

وعطرا..

تريدينَ عبداً شديدَ الغباءِ

ليقرأ عند سريركِ شعرا.

تريدينَ..

في لحظتينِ اثْنَتيْنِ

بَلاطَ الرشيدِ

وإيوانَ كِسرى..

وقافلةً من عبيد وأسرى

تجرّ ذيولكِ..

يا كلْيوبترا...

ولستُ أنا..

سندبادَ الفضاءِ..

لأحضر بابلَ بين يديكِ

وأهرامَ مصرٍ..

وإيوانَ **ْرى

وليس لديّ سراجُ علاءِ

لآتيكِ بالشمسِ فوقَ إناءِ..

كما تتمنى.. جميعُ النساءِ..

وبعدُ..

أيا شهرزادَ النساءِ..

أنا عاملٌ من دمشقَ .. فقيرٌ

رغيفي أغمّسه بالدماءِ..

شعوري بسيط

وأجري بسيطٌ

وأؤمنُ بالخبز والأولياءِ..

وأحلم بالحبّ كالآخرينْ..

وزوجٍ تخيطُ ثقوبَ ردائي..

وطفلٍ ينامُ على ركبتيَّ

كعصفور حقلٍ

كزهرةِ ماءِ..

أفكر بالحب كالآخرينْ..

لأن المحبة مثل الهواءِ..

لأن المحبة شمسٌ تضيء..

على الحالمينَ وراء القصورِ..

على الكادحينَ..

على الأشقياءِ..

ومن يملكونَ سريرَ حريرٍ

ومن يملكونَ سريرَ بُكاءِ..

تريدينَ مثلَ جميع النساءِ..

تريدينَ ثامنةَ المعجزاتِ..

وليس لديَّ..

سوى كبريائي

لا تحِبّيني


يجوزُ أن تكوني



يجوزُ أن تكوني

واحدةً من أجمل النساءِ..

دافئةً..

كالفحم في مواقد الشتاءِ..

وَحْشيةً..

كقطةٍ تموءُ في العَراءِ..

آمرةً.. ناهيةً

كالربّ في السماءِ..

يجوز أن تكوني

سمراءَ.. إفريقيةَ العيونِ.

عنيدةً..

كالفَرَسِ الحَرُونِ..

عنيفةً..

كالنارِ، كالزلزالِ، كالجنونِ..

يجوز أن تكوني..

جميلةً، ساحقةَ الجمالِ..

مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيالِ..

وتُتقنين اللهوَ في مصائر الرجالِ..

يجوزُ أن تضطجعي أمامي..

عاريةً..

كالسيف في الظلام..

مليسةً كريشة النعامِ..

نهدُكِ مُهْرٌ أبيضٌ

يجري..

بلا سرجٍ ولا لجامِ..

يجوز أن تبقي هُنا..

عاماً وبعضَ عام..

فلا يثيرُ حسنُكِ المدمّرُ اهتمامي..

كأنما..

ليست هناك امرأةٌ.. أمامي..

يجوزُ أن تكوني

سلطانةَ الزمان والعصور..

وأن أكون أبلهاً.. معقّد الشعورِ..

يجوز أن تقولي

ما شئتِ عن جُبني.. وعن غروري.

وأنّني .. وأنّني..

لا أستطيعُ الحُبَّ.. كالخصيانِ في القصورِ

يجوز أن تهدّدي..

يجوز أن تعربدي..

يجوز أن تثوري..

لكن أنا..

رغمَ دموع الشمع والحريرِ..

وعُقْدة (الحريم) في ضميري.

لا أقبلُ التزويرَ في شعوري..

يجوزُ أن تكوني

شفّافةً كأدمع الربابَهْ

رقيقةً كنجمةٍ،

عميقةً كغابَهْ..

لكنني أشعر بالكآبَهْ..

فالجنسُ – في تصوري-

حكايةُ انسجامِ..

كالنحتِ ، كالتصوير، كالكتابَهْ..

وجسمكُ النقيُّ. كالقشطةِ والرُخَامِ

لا يُحسن الكتابَهْ..



تعوّد شَعْري عَلَيكْ


تعوَّدَ شَعْري الطويلُ عليكْ

تعوّدتُ أرخيه كلَّ مساءٍ

سنابلَ قمح على راحتيكْ

تعوّدتُ أتركه يا حبيبي..

كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..

فكيف تَمَلّ صداقةَ شَعْري؟

وشَعْري ترَعْرعَ بين يديكْ.

ثلاثُ سنينْ..

ثلاثُ سنينْ..

تُخدّرني بالشؤون الصغيرَه..

وتصنع ثوبي كأيّ اميرَهْ..

من الأرجوانِ..

من الياسمينْ..

وتكتبُ إسمَكَ فوق الضفائرْ

وفوق المصابيح.. فوق الستائرْ

ثلاثُ سنينْ..

وأنتَ تردّد في مسمعيّا..

كلاماً حنوناً.. كلاماً شهيّا..

وتزرعُ حبّك في رئتيّا..

وها أنتَ.. بعد ثلاث سنينْ..

تبيعُ الهوى.. وتبيعُ الحنينْ

وتترك شَعْري..

شقيّاً.. شقيّا..

كطيرٍ جريحٍ.. على كتفيّا

*

حبيبي!

أخافُ اعتيادَ المرايا عليكْ..

وعطري. وزينةِ وجهي عليكْ..

أخافُ اهتمامي بشكل يديكْ..

أخافُ اعتيادَ شفاهي..

مع السنواتِ، على شفتيكْ

أخافُ أموتُ

أخافُ أذوبُ

كقطعة شمعٍ على ساعديْك..

فكيف ستنسى الحريرَ؟

وتنسى..

صلاةَ الحرير على ركْبتيكْ؟

*

لأني أحبّكَ، أصبحت أجمّلْ

وبعثرتُ شعري على كتفيَّ..

طويلاً .. طويلاً..

كما تتخيّلْ..

فكيفَ تملّ سنابلَ شعري؟

وتتركه للخريف وترحَلْ

وكنتَ تريحُ الجبينَ عليه

وتغزلُهُ باليدينِ فيُغْزَلْ..

وكيف سأخبر مِشْطي الحزينْ؟

إذا جاءني عن حنانكِ يسألْ..

أجبني. ولو مرةً يا حبيبي

إذا رُحْتَ..

ماذا بِشَعْري سأفعَلْ؟



إلاّ مَعي


ستذكرينَ دائماً أصابعي..

لو ألفَ عام عشتِ.. يا عزيزتي

ستذكرين دائماً

أصابعي..

فضاجعي من شئتِ أن تُضاجعي..

ومارسي الحُبَّ..

على أرصفةِ الشوارعِ

نامي مع الحوذيّ، واللوطيّ،

والإسكافِ.. والمُزَارعِ..

نامي مع الملوك، واللصوص،

والنُسَّاكِ في الصوامعِ..

نامي مع النساءِ – لا فرقَ-

مع الريح، مع الزوابعِ..

فلن تكوني امرأةً..

إلاّ معي..

إلاّ معي...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:44 am

ديك الجنّ الدِمَشقي


إنّي قتلتُكِ.. واسترحتُ

يا أرخصَ امرأةً عرفتُ..

أغمدتُ في نهدَيْكِ.. سِكِّيني

وفي دمكِ اغتسلتُ..

وأكلتُ من شفة الجراحِ

ومِنْ سُلافتها شربتُ..

وطعنتُ حبَّكِ في الوريدِ..

طعنتُهُ.. حتى شبعتُ

ولُفافتي بفمي.. فلا انفعلَ

الدخانُ.. ولا انفعلتُ

ورميتُ للأسماكِ.. لحمَكِ

ولا رحمتُ.. ولا غفرتُ

لا تستغيثي.. وانزفي

فوق الوسادة كما نزفتُ

نفّذتُ فيكِ جريمتي

ومسحتُ سِكِّيني.. نمتُ..

ولقد قتلتُكِ عَشْرَ مرّاتٍ

ولكني.. فشلتُ

وظننتُ، والسكّينُ تلمعُ

في يدي، أني انتصرتُ

وحملتُ جُثتكِ الصغيرةَ

طيّ أعماقي وسرتُ

وبحثتُ عن قبر لها..

تحت الظلام فما وجدتُ

وهربتُ منكِ.. وراعني

أني إليكِ.. أنا هربتُ

في كلِّ زاويةٍ.. أراكِ

وكلِّ فاصلة كتبتُ

في الطيب، في غَيْم السجائر،

في الشراب إذا شربتُ

أنتِ القتيلةُ.. أم أنا

حتى بموتكِ.. ما استرحتُ

*

حسناءُ.. لم أقتُلْكِ أنتِ..

وإنما نفسي.. قتلتُ..



أوراقٌ إسْبَانيّة





(1)

الجسر

إسبانيا..

جسرٌ من البكاءْ..

يمتدُّ بين الأرضِ والسماءْ..

(2)

سوناتا

على صدر قيثارةٍ باكيَهْ

تموتُ..

وتولدُ إسبانيَهْ..

(3)

الفارسُ والوردة

إسبانيا..

مراوحٌ هفهافةٌ

تمشّطُ الهواءْ..

وأعينٌ سوداءُ..

لا بدءٌ لها.. ولا انتهاءْ

قُبّعةٌ تُرمى أمام شرفة الحبيبَه.

ووردةٌ رطيبَه..

تطيرُ من مقصورة النساءْ

تحملُ في أوراقها الصلاةَ والدعاءْ.

لفارسٍ من الجنوب.. أحمرِ الرداءْ.

يداعبُ الفناءْ..

وكلُّ ما يملُكهُ..

سيفٌ.. كبرياءْ..

(4)

بيتُ العصافير

بإشبيليهْ

تعلِّق كلُّ جميلَهْ

على شَعْرها وردةً قانيَهْ

تحطُّ عليها مساءً

جميعُ عصافير إسبانيَهْ

(5)

مراوحُ الاسبانيات

إذا لَمْلَمَ الصيفُ أشياءَهُ

ومات الربيعُ على الرابيَهْ

تفتّح ألفُ ربيعٍ جديدٍ

على ألف مروحةٍ زاهيَه..

(6)

اللؤلؤ الأسود

شوارعُ غرناطة في الظهيرَهْ

حقولٌ من اللؤلؤ الأسودِ..

فمِنْ مقعدي..

أرى وطني في العيون الكبيرَهْ

أرى مئذناتِ دمشقَ

مُصوَّرةً..

فوقَ كلِّ ضفيرَهْ

(7)

دونيا ماريا

تُمزِّقني.. دونيا ماريّهْ

بعَيْنينِ أوسعَ من باديَهْ

ووجهٍ عليه شموسُ بلادي

وروعةُ آفاقها الصاحيَهْ..

فأذكرُ منزلنا في دمشق

وَلثْغةَ بِرْكته الصافيَهْ

ورقْصَ الظلال بقاعاتِه

وأشجارَ ليمونه العاليَهْ

وباباً قديماً.. نقشتُ عليه

بخطّ رديء.. حكاياتيَهْ

بعينيكِ.. يا دونيا ماريَهْ

أرى وطني مرةً ثانيَهْ...

(Cool

القُرط الطموح

على أُذُنيْ هذه الغانيَهْ

تأرجح قُرْطٌ رفيعْ

كما يضحكُ الضوءُ في الآنيَهْ

يمدُّ يديهِ.. ولا يستطيعْ

وصولاً.. إلى الكتِفِ العاريَهْ..

(9)

الثور

برغْمِ النزيف الذي يعتريهِ..

برغمِ السهام الدفينةِ فيهِ..

يظلُّ القتيلُ على ما به..

أجلَّ .. وأكبرَ .. من قاتليهِ..

(10)

نزيفُ الأنبياء..

كُوريدَا...

كُوريدَا...

ويندفع الثورُ نحو الرداءْ

قوياً.. عنيداً..

ويسقُطُ في ساحة الملعب..

كأيِّ شهيدٍ..

كأيِّ نبي..

ولا يتخلى عن الكبرياءْ...

(11)

بقايا العرب

فْلامنكُو..

فْلامنكُو..

وتستيقظُ الحانةُ الغافيَهْ

على قهقهاتِ صنوج الخَشَبْ

وبحّةِ صوتٍ حزينِ..

يسيلُ كنافورةٍ من ذهبْ

وأجلسُ في زاويَهْ

ألُمُّ دموعي..

ألُمُّ بقايا العربْ...




حُبٌ إستثنائي.. لامرأةٍ إستثنائية



1

أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ..

أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ..

وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ..

أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ..

إنَّ امرأةً إستثنائيةً مثلكِ

تحتاجُ إلى أحاسيسَ إستثنائيَّهْ..

وأشواقٍ إستثنائيَّهْ..

ودموعٍ إستثنايَّهْ..

وديانةٍ رابعَهْ..

لها تعاليمُها ، وطقوسُها، وجنَّتُها، ونارُها.

إنَّ امرأةً إستثنائيَّةً مثلكِ..

تحتاجُ إلى كُتُبٍ تُكْتَبُ لها وحدَها..

وحزنٍ خاصٍ بها وحدَها..

وموتٍ خاصٍ بها وحدَها

وزَمَنٍ بملايين الغُرف..

تسكنُ فيه وحدها..

لكنّني واأسفاهْ..

لا أستطيع أن أعجنَ الثواني

على شكل خواتمَ أضعُها في أصابعكْ

فالسنةُ محكومةٌ بشهورها

والشهورُ محكومةٌ بأسابيعها

والأسابيعُ محكومةٌ بأيامِها

وأيّامي محكومةٌ بتعاقب الليل والنهارْ

في عينيكِ البَنَفسجيتيْنْ...

2

أكثرُ ما يعذِّبني في اللغة.. أنّها لا تكفيكِ.

وأكثرُ ما يضايقني في الكتابة أنها لا تكتُبُكِ..

أنتِ امرأةٌ صعبهْ..

كلماتي تلهثُ كالخيول على مرتفعاتكْ..

ومفرداتي لا تكفي لاجتياز مسافاتك الضوئيَّهْ..

معكِ لا توجدُ مشكلة..

إنَّ مشكلتي هي مع الأبجديَّهْ..

مع ثمانٍ وعشرين حرفاً، لا تكفيني لتغطية بوصة

واحدةٍ من مساحات أنوثتكْ..

ولا تكفيني لإقامة صلاة شكرٍ واحدةٍ لوجهك

الجميلْ...

إنَّ ما يحزنني في علاقتي معكِ..

أنكِ امرأةٌ متعدِّدهْ..

واللغةُ واحِدهْ..

فماذا تقترحين أن أفعلْ؟

كي أتصالح مع لغتي..

وأُزيلَ هذه الغُربَهْ..

بين الخَزَفِ، وبين الأصابعْ

بين سطوحكِ المصقولهْ..

وعَرَباتي المدفونةِ في الثلجْ..

بين محيط خصركِ..

وطُموحِ مراكبي..

لاكتشاف كرويّة الأرضْ..

3

ربما كنتِ راضيةً عنِّي..

لأنني جعلتكِ كالأميرات في كُتُب الأطفالْ

ورسمتُكِ كالملائكة على سقوف الكنائس..

ولكني لستُ راضياً عن نفسي..

فقد كان بإمكاني أن أرسمكِ بطريقة أفضلْ.

وأوزّعَ الوردَ والذَهَبَ حول إليتيْكِ.. بشكلٍ أفضلْ.

ولكنَّ الوقت فاجأني.

وأنا معلَّقٌ بين النحاس.. وبين الحليبْ..

بين النعاس.. وبين البحرْ..

بين أظافر الشهوة.. ولحم المرايا..

بين الخطوط المنحنية.. والخطوط المستقيمهْ..

ربما كنتِ قانعةً، مثل كلّ النساءْ،

بأيّة قصيدة حبٍ . تُقال لكِ..

أما أنا فغير قانعٍ بقناعاتكْ..

فهناك مئاتٌ من الكلمات تطلب مقابلتي..

ولا أقابلها..

وهناك مئاتٌ من القصائدْ..

تجلس ساعات في غرفة الإنتظار..

فأعتذر لها..

إنني لا أبحث عن قصيدةٍ ما..

لإمرأةٍ ما..

ولكنني أبحث عن "قصيدتكِ" أنتِ....

4

إنني عاتبٌ على جسدي..

لأنه لم يستطع ارتداءكِ بشكل أفضلْ..

وعاتبٌ على مسامات جلدي..

لأنها لم تستطع أن تمتصَّكِ بشكل أفضلْ..

وعاتبٌ على فمي..

لأنه لم يلتقط حبّات اللؤلؤ المتناثرة على امتداد

شواطئكِ بشكلٍ أفضلْ..

وعاتبٌ على خيالي..

لأنه لم يتخيَّل كيف يمكن أن تنفجر البروق،

وأقواسُ قُزَحْ..

من نهدين لم يحتفلا بعيد ميلادهما الثامنِ عشر..

بصورة رسميَّهْ...

ولكن.. ماذا ينفع العتب الآنْ..

بعد أن أصبحتْ علاقتنا كبرتقالةٍ شاحبة،

سقطت في البحرْ..

لقد كان جسدُكِ مليئاً باحتمالات المطرْ..

وكان ميزانُ الزلازلْ

تحت سُرّتِكِ المستديرةِ كفم طفلْ..

يتنبأ باهتزاز الأرضْ..

ويعطي علامات يوم القيامهْ..

ولكنني لم أكن ذكياً بما فيه الكفايه..

لألتقط إشاراتكْ..

ولم أكن مثقفاً بما فيه الكفايه...

لأقرأ أفكار الموج والزَبَدْ

وأسمعَ إيقاعَ دورتكِ الدمويّهْ....

5

أكثر ما يعذِّبني في تاريخي معكِ..

أنني عاملتُكِ على طريقة بيدبا الفيلسوفْ..

ولم أعاملكِ على طريقة رامبو.. وزوربا..

وفان كوخ.. وديكِ الجنّ.. وسائر المجانينْ

عاملتُك كأستاذ جامعيّْ..

يخاف أن يُحبَّ طالبته الجميلهْ..

حتى لا يخسَر شرَفَه الأكاديمي..

لهذا أشعر برغبةٍ طاغية في الإعتذار إليكِ..

عن جميع أشعار التصوُّف التي أسمعتكِ إياها..

يوم كنتِ تأتينَ إليَّ..

مليئةً كالسنبُلهْ..

وطازجةً كالسمكة الخارجة من البحرْ..

6

أعتذر إليكِ..

بالنيابة عن ابن الفارض، وجلال الدين الرومي،

ومحي الدين بن عربي..

عن كلَّ التنظيرات.. والتهويمات.. والرموز..

والأقنعة التي كنتُ أضعها على وجهي، في

غرفة الحُبّْ..

يوم كان المطلوبُ منِّي..

أن أكونَ قاطعاً كالشفرة

وهجومياً كفهدٍ إفريقيّْ..

أشعرُ برغبة في الإعتذار إليكِ..

عن غبائي الذي لا مثيلَ له..

وجبني الذي لا مثيل له..

وعن كل الحكم المأثورة..

التي كنتُ أحفظها عن ظهر قلبْ..

وتلوتُها على نهديكِ الصغيريْْنْ..

فبكيا كطفلينِ معاقبينِ.. وناما دون عشاءْ..

7

أعترفُ لكِ يا سيّدتي..

أنّكِ كنتِ امرأةً إستثنائيَّهْ

وأنَّ غبائي كان استثنائياً...

فاسمحي لي أن أتلو أمامكِ فِعْلَ الندامَهْ

عن كلِّ مواقف الحكمة التي صدرتْ عنِّي..

فقد تأكّد لي..

بعدما خسرتُ السباقْ..

وخسرتُ نقودي..

وخيولي..

أن الحكمةَ هي أسوأُ طَبَقٍ نقدِّمهُ..

لامرأةٍ نحبُّها....



من منكما أحلى؟


شِعْري ووجهُكِ.. قطعتا ذَهَبٍ

وحمامتانِ. وزهرتا دِفْلى..

ما زلتُ محتاراً.. أمامكما..

مَنْ منكُما.. مَنْ منكُما أحلى؟



قبْل.. وبَعْد




قصائدي قَبْلَكِ. يا حُلوتي

كانتْ كلاماً.. مثلَ كلِّ الكلامْ

وحين أحببتُكِ صار الذي

أكتبُهُ للناسِ أحلى الكلامْ..



أخاف




أخافُ أن أقولَ للتي أُحبُّها

(أُحبُّها)

فالخمرُ في جِرارِها

تخسرُ شيئاً

عندما نصبُّها..



مَاذَا سَتفعل؟


لا تُقبِّلني بعنفٍ..

زهرةُ الرُمَّانِ ليستْ تتحمّلْ..

لا تقبّلني..

فلو ذابَ فمي..

ماذا ستفعلْ؟


حَديثُ يَدَيْها



قليلاً من الصَمْت..

يا جاهلَهْ..

فأجملُ من كلِّ هذا الحديثْ

حديثُ يديْكِ

على الطاولَهْ..



سَاعَة الصِّفر


أنتِ لا تُحتملينْ!!

كلُّ أطواركِ فَوْضى

كلُّ أفكاركِ طينْ..

صوتُكِ المبحوحُ وحشيّ، غريزي الرنينْ

خنجر يأكلُ من لحمي. فلاّ تسكتينْ

يا صُداعاً عاش في رأسي

سنيناً.. وسنينْ..

يا صُداعي.

كيفَ لم أقتلْكِ من خمس سنينْ؟

*

إننا .. في ساعة الصِفْر..

فما تقترحينْ؟.

أصبحتْ أعصابُنا فحماً

فما تقترحينْ؟

عُلَبُ التبغ رميناها

وأحرقنا السفينْ

وقتلنا الحبَّ في أعماقنا

وهو جنينْ..

سبعَ ساعاتٍ..

تكلَّمتِ عن الحبِّ الذي لا تعرفينْ

وأنا أمضغُ أحزاني

كعصفورٍ حزين

سبعَ ساعاتٍ..

**نجابٍ لئيم.. تكذبينْ

وأنا أصغي إلى الصوت الذي أدمنتُهُ

خمسَ سنينْ..

ألعنُ الصوتَ الذي أدمنتُهُ

خمسَ سنينْ..

*

معطفي هاتيهِ.

ما تنتظرينْ؟

فمع الأمطار والفجر الحزينْ

أنتهي منكِ. ومني تنتهينْ

إنني أتركك الآنَ.. لزيف الزائفينْ

ونفاق المعجبينْ..

فاجعلي من بيتك الحالم مأوى التافهينْ

واخطري جاريةً بين كؤوس الشاربينْ

كيف أبقى؟

عابراً بين ألوف العابرينْ؟

كيف أرضى؟

أن تكوني في ذراعي..

وذراعي الآخرينْ.

كيفَ يا مُلكي ومُلْكَ الآخرينْ

كيف لم أقتُلْكِ

من خمس سنينْ؟.

*

أبْعِدي الوجهَ الذي أكرهُهُ..

أنتِ عندي

في عِدَادِ الميتينْ..



التفكير بالأصابع




ماذا يهمّكِ من أكونُ؟

حجرٌ..

كتابٌ..

غيمةٌ..

ماذا يهمُّكِ من أكونُ؟.

خلّيكِ في وهمي الجميلِ..

فسوفَ يقتلك اليقينُ..

ماذا يهمُّك من أنا؟

ما دمتُ أحرثُ كالحصانِ

على السرير الواسعِ..

ما دمتُ أزرعُ تحت جلدِكِ

ألفَ طفلٍ رائعِ..

ما دمتُ أسكبُ في خليجك

رَغْوتي وزوابعي..

ما شأن أفكاري؟

دعيها جانباً..

إني أفكّر عادةً بأصابعي...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:47 am


النقاط على الحُروف


لا تكوني عَصَبيَّهْ!!

لنْ تثيريني بتلك الكلماتِ البربريَّهْ

ناقشيني بهدوءٍ ورويّهْ

من بنا كان غبيّاً؟

يا غبيَّهْ..

إنزعي عنكِ الثيابَ المسرحيّهْ..

وأجيبي..

من بنا كان الجبانا؟.

من هو المسؤولُ عن موتِ هوانا؟.

من بنا قد باع للثاني.. القصورَ الورقيّهْ؟

من هو القاتلُ فينا والضحيّهْ؟.

من تُرى أصبح منَّا بهلوانا..؟

بين يوم وعشيّهْ؟

*

إمْسَحي دمعَ التماسيحِ..

وكوني منطقيّهْ..

أزمةُ الشكّ التي نجتازُها

ليس تُنهيها الحلولُ العاطفيَّهْ..

أنتِ نافقتِ كثيرا...

وتجبّرتِ كثيرا..

ووضعتِ النارَ في كل الجُسُور الذهبيَّهْ

أنتِ منذ البدء ، يا سيّدتي

لم تعيشي الحبَّ يوماً.. كقضيَّهْ

دائماً. كنت على هامشِهِ..

نقطةً حائرةً في أبجديَّهْ..

قشّةً تطفو..

على وجه المياه الساحليَّهْ.

كائناً..

من غير تاريخٍ.. ومن غير هويَّهْ..

لا تكوني عَصَبيَّهْ!

كلُّ ما أرغبُ أن أسألَهُ.

من بنا كان غبيَّاً...

يا غبيَّهْ؟




دمُوع شهريَار




ما قيمةُ الحوارِ؟

ما قيمةُ الحوارِ؟

ما دمتِ، يا صديقتي، قانعةً

بأنني وريثُ شهريارِ..

أذبحُ، كالدجاجِ، كلَّ ليلةٍ

ألفاً من الجواري..

أدحرجُ النهودَ كالثمارِ..

أذيبُ في الأحماض.. كلَّ امرأةٍ

تنامُ في جواري..

لا أحد يفهمني..

لا أحدٌ يفهمُ ما مأساةُ شهريارِ

حين يصير الجنْسُ في حياتنا

نوعاً من الفرارِ..

مخدّراً نشمّهُ في الليل والنهارِ..

ضريبةً ندفعُها

بغير ما اختيارِ..

حين يصير نهدُكِ المعجونُ بالبهارِ

مقصلتي..

وصخرةَ انتحاري..

صديقتي،

مللتُ من تجارة الجواري..

مللتُ من مراكبي

مللتُ من بحاري..

لو تعرفين مرةً..

بشاعةَ الإحساسِ بالدُوارِ..

حين يعود المرءُ من حريمِهِ

منكمشاً كدودة المحارِ..

وتافهاً كذرّةِ الغبارِ..

حين الشفاهُ كلُّها..

تصير من وفرتها

كالشوك في البراري..

حين النهودُ كلُّها..

تدقّ في رتابةٍ

**اعة الجدارِ...

*

لن تفهميني أبداً..

لن تفهمي أحزانَ شهريارِ..

فحين ألفُ امرأةٍ..

ينمنَ في جواري..

أُحسّ أنْ لا أحدٌ..

ينامُ في جواري





إمرأة من زجاج




عيناكِ.. كلُّها تحدّي

ولقد قبلتُ أنا التحدّي!!

يا أجبنَ الجبناء.. إقتربي

فرقُكِ دون رعدِ

هاتي سلاحَكِ.. واضربي

سَتَريْنَ كيف يكون ردّي..

إنْ كان حقدُكِ قطرةً

فالحقدُ كالطوفان عندي

أنا لستُ أغفر كالمسيحِ

ولن أُديرَ إليكِ خدّي

السَوْطُ.. أصبحَ في يدي

فتمزَّقي بسياط حقدي

*

يا آخر امرأةٍ.. تحاولُ

أن تسدَّ طريقَ مجدي

جدرانُ بيتكِ من زجاجٍ

فاحذري أن تستبدّي!

سنرى غداً .. سنرى غداً

من أنتِ بعد ذُبُول وردي

*

أتهدِّدينَ بحبِّك الثاني..

وزندٍ غير زندي؟

إني لأعرفُ، يا رخيصةُ،

أنَّني ما عدتُ وحدي..

هذا الذي يسعى إليكِ الآنَ...

لا أرضاهُ عَبْدي..

فليَمْضغِ النهدَ الذي

خلّفتُهُ أنقاضَ نهدِ..

يكفيه ذُلاًّ ... أنّه

قد جاءَ ماءَ البئر.. بعدي


حين أحبك





يتغيَّرُ – حينَ أُحِبُّكِ – شكلُ الكرة الأرضيَّهْ..

تتلاقى طُرق العالم فوق يديْكِ.. وفوقَ يَدَيَّهْ

يتغيَّرُ ترتيبُ الأفلاكْ

تتكاثرُ في البحر الأسماكْ

ويسافرُ قَمَرٌ في دورتي الدَمَوِيَّهْ

يتغيَّرُ شَكْلي:

أُصبحُ شَجَراً.. أُصبحُ مَطَراً..

أُصبِحُ أسودَ، داخلَ عينٍ إسبانيَّهْ..

***

تتكوَّنُ – حينَ أُحبّكِ- أَوديَةٌ وجبالْ

تزدادُ ولاداتُ الأطفالْ

تتشكَّلُ جُزرٌ في عينيكِ خرافيَّهْ..

ويشاهدُ أهلُ الأرضِ كواكبَ لم تخطُرْ في بالْ

ويَزيدُ الرزق، يزيدُ العشقُ، تزيدُ الكُتُبُ الشِعريَّهْ..

ويكونُ اللهُ سعيداً في حجْرَتِهِ القَمَريَّهْ..

تتحضَّرُ – حينَ أُحبّكِ- آلافُ الكَلماتْ

تتشكَّلُ لغةٌ أخرى..

مُدُنٌ أُخرى..

أُمَمٌ أُخرى..

تُسرِعُ أنفاسُ الساعاتْ

ترتاحُ حروفُ العَطْف.. وتَحْبَلُ تاءاتُ التأنيثِ..

وينبتُ قمحٌ ما بين الصَفَحَاتْ

وتجيءُ طيورٌ من عينيكِ.. وتحملُ أخباراً عسليَّهْ

وتجيءُ قوافلُ من نهديكِ.. وتحملُ أعشاباً هنديَّهْ

يتساقطُ ثَمَرُ المانغو.. تشتعلُ الغاباتْ

وتَدُقُّ طُبُولٌ نُوبِيَّهْ..

***

يمتلئُ البحرُ الأبيضُ - حينَ أُحِبُّكِ- أزهاراً حمراءْ

وتلوحُ بلادٌ فوق الماءْ

وتغيبُ بلادٌ تحت الماءْ

يتغيَّرُ جلدي..

تخرجُ منهُ ثلاثُ حماماتٍ بيضاءْ

وثلاثُ ورودٍ جُوريَّهْ

تكتشفُ الشمسُ أنوثَتَها..

تَضَعُ الأقراطَ الذهبيَّهْ

ويهاجرُ كلُّ النحل إلى سُرَّتكِ المنسيَّهْ

وبشارع ما بين النهدينْ..

تتجمَّعُ كلُّ المَدَنِيَّهّْ..

يستوطنُ حزنٌ عبَّاسيٌّ في عينيكِ..

وتبكي مُدُنٌ شِيعيَّهْ

وتلوحُ مآذنُ من ذَهَبٍ

وتُضيءُ كُشُوفٌ صوفيَّهْ

وأنا الأشواقُ تُحوِّلني

نَقْشاً.. وزخارفَ كُوفيَّهْ

أتمشّى تحت جسور الشَعْر الأسودِ،

أَقرأُ أشعاري الليليَّهْ

أَتَخَيَّلُ جُزُراً دافئةً

ومراكبَ صيدٍ وهميَّهْ

تحمل لي تبغاً ومحاراً.. من جُزُر الهند الشرقيَّهْ..

***

يتخلَّصُ نهدُكِ - حينَ أُحِبُّكِ – من عُقْدَتِهِ النفسيَّهْ

يتحوَّلُ برقاً. رعداً. سيفاً. عاصفةً رمليَّهْ..

تَتَظَاهرُ - حينَ أُحِبُّكِ – كلُّ المُدُنِ العربيَّهْ

تتظاهر ضدَّ عصور القَهرِ،

وضدَّ عصور الثأر،

وضدَّ الأنظمة القبليَّهْ..

وأنا أتَظَاهرُ - حينَ أُحِبُّكِ – ضدَّ القبح،

وضدَّ ملوكِ الملحِ،

وضدَّ مؤسَّسة الصحراءْ..

ولسوفَ أَظَلَّ أُحِبُّكِ حتى يأتي زَمَنُ الماءْ...

ولسوفَ أَظَلَّ أُحِبُّكِ حتى يأتي زَمَنُ الماءْ...



البرتقالة





يُقشِّرُني الحبُّ كالبُرْتُقَالةِ..

يفتحُ في الليل صدري،

ويتركُ فيهِ:

نبيذاً، وقمحاً، وقنديلَ زيتْ

ولا أتذكَّرُ أنّي انْذَبَحتُ

ولا أتذكَّرتُ أني نَزَفْتُ

ولا أتذكّرُ أنّي رأيتْ..

2

يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ،

يُلغي مكانَ الولادةِ،

يُلغي سنينَ الدراسةِ،

ييُلغي الإقامةَ، يُلغي الدِيانةَ،

يُلغي الزواجَ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاكمَ..

يسحبُ منِّي جوازَ السَفَرْ..

ويغسلُ كلَّ غُبار القبيلةِِ عنِّي

ويجعلني..

من رعايا القَمَرْ..

3

يُغيِّرُ حُبُّكِ طقسَ المدينةِ، ليلَ المدينةِ،

تغدو الشوارعُ عيداً من الضوء تحت رَذّاذ المَطَرْ

وتغدو الميادينُ أكثرَ سحرا

ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شِعْرا

ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف

أشدَّ حماساً، وأطولَ عمرا..

وتضحكُ أكشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ..

تجيئينَ بالمعطفِ الشَتَويِّ إلى الموعد المنتظَرْ..

فهل صدفةٌ أن يكونَ زمانُكِ

مرتبطاً بزمانِ المَطَرْ؟..

4

يُعلِّمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ،

يكشفُ لي الغيبَ، يجترحُ المعجزاتْ

ويفتَحُ بابي ويدخُلُ..

مثلَ د*** القصيدة،

مثلَ د*** الصلاةْ..

وينثرني كعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ

ويشرحُ لي كيف تجري الجداولُ،

كيف تموجُ السنابلُ،

كيف تُغنِّي البلابلُ والقُبَّراتْ

ويأخُذ مني الكلامَ القديمَ،

ويكتُبُني بجميع اللُّغَاتْ..

5

يقاسمني الحبُّ نصفَ سريري..

ونصفَ طعامي،

ونصفَ نبيذي،

ويسرق منِّي الموانئَ والبحرَ،

يسرقُ منِّي السفينَهْ

وينقُرُ كالديكِ وجهَ الشراشفِ،

يصرخُ فوق قباب المساجدِ..

يصرخُ فوقَ سطوح الكنائسِ..

يوقظُ كلَّ نساءِ المدينَهْْ..

يعلّمني الحبُّ كيف تكونُ القصائدُ مائيَّةَ اللونِ،

كيف تكون الكتابةُ بالياسمينْ..

وكيف تكون قراءةُ عينيكِ..

عَزْفاً جميلاً على المانْدُولينْ

ويأخذني من يدي.. ويُريني بلاداً

نهودُ جميلاتها من نحاسٍ..

وأجسادُهُنَّ مزارعُ بُنٍّ..

وأعيُنُهُنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ

وحينَ أقولُ: تعبتُ

يمدُّ عباءتَهُ تحت رأسي

ويقرأ لي ما تيسَّرَ من سورةِ الصابرينْ

7

يفاجئني الحبُّ مثلَ النُبُوءة حين أنامْ

ويرسمُ فوق جبيني

هلالاً مضيئاً، وزوجَ حَمَامْ

يقولُ: تكلَّمْ!!

فتجري دموعي، ولا أستطيعُ الكلامْ

يقولُ: تألَّمْ!!

أُجيبُ: وهل ظلَّ في الصدر غيرُ العظامْ

يقولُ: تعلَّمْ!!

أجاوبُ: يا سيِّدي وشفيعي

أنا منذُ خمسينَ عاماً

أحاولُ تصريف فعل الغرامْ

ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ

فلا في الحروب ربحتُ..

ولا في السلامْ..




قِراءةٌ في ***** إفريقيَّينْ





أعطيني وقتاً..

كي أستقبلَ هذا الحبَّ الآتي من غير استئذانْ

أعطيني وقتاً..

كي أتذكَرَ هذا الوجهَ الطالعَ من شَجَر النسيانْ

أعطيني وقتاً..

كي أتجنَّبَ هذا الحبَّ الواقفَ في نِصْفِ الشِرْيَانْ

أعطيني وقتاً..

حتَّى أعرفَ ما اسِْمُكِ..

حتَّى أعرفَ ما اسْمِي..

حتَّى أعرفَ أين ولدتُ،

وأينَ أموتُ،

وكيف سأُبْعَثُ عُصفوراً بين الأجفان

أعطيني وقتاً..

حتى أدرسَ حالَ الريحِ،

وحالَ الموجِ،

وأدرسَ خارطةَ الخلجانْ..

***

يا امرأةً تسكُنُ في الآتي..

يا حَبَّ الفُلْفُلِ والرُمَّانْ..

أعطيني وطناً يُنسيني كلَّ الأوطانْ

أعطيني وقتاً..

كي أتفادى هذا الوجهَ الأندلسيَّ، وهذا الصوتَ الأندلسيَّ،

وهذا الموتَ الأندلسيَّ..

وهذا الحزنَ القادمَ من كلّ مكانْ..

أعطيني وقتاً يا سيِّدتي

كي أتنبَّأ بالطوفانْ..

***

يا امرأةً..

كانوا كتبوها في كُتُب السِّحْرْ

من قَبْلِكِ كان العالمُ نثراً..

ثم أتيتِ فكان الشِّعْرْ

أعطيني وقتاً..

كي أستوعبَ هذا النهدَ الراكضَ نحوي مثلَ المهْرْ..

كرويٌّ نهدُكِ مثل النقطة فوق السطرْ..

بدويٌّ.. مثل حبوبِ الهالِ،

ومثلَ القهوة فوق الجمرْ..

وقديمٌ مثل نحاس الشامِ..

قديمٌ مثل معابد مصرْ..

وأنا مهتمٌ بالتاريخِ،

وعصرٍ يُخرجُني من هذا العصرْ

وأنا بدويٌّ.. أَخزنُ في رئتيَّ الريحَ،

وأخزنُ في شفتيَّ الشمسَ،

وأخزن في أعصابي الثأرْْ..

فان**ِري فوق سرير الحُبِّ، ان**ري

مثل دواة الحبرْ..

وانتشري.. كالعطر الهنديّ

فإنّي اللحمُ.. وأنتِ الظِفْرْ..

***

أَعطيني الفرصةَ..

كي ألتقطَ السَمَكَ السابحَ تحت مياه الخصرْ..

قَدَماكِ على وَبَرِ السُجَّادةِ.. حالةُ شِعْرْ

ويداكِ.. على البطن المتحمّسِ للأطفالِ،

قصيدةُ شِعْرْ..

أعطيني الفرصةَ..

كي أكتشف الحدَّ الفاصلَ بين يقين الحُبّ..

وبين الكُفْرْ..

أعطيني الفرصةَ..

حتى أَقْنَعَ أنيِّ قد شاهدتُ النجمَ

وكَلَّمني سيِّدُنا الخُضْرْ..

***

يا امرأةً.. يسقُطُ من فخذيْها البَلَحُ الأشقرُ..

مثلَ النخلة في الصحراءْ..

يتكلَّمُ نهدُكِ سبعَ لُغَاتٍ..

وأنا أحترفُ الإصغاءْ..

أعطيني الفرصةَ..

كي أتجنّبَ هذا الحبَّ العاصفَ،

هذا الحبَّ الجارفَ..

هذا الحبَّ الشَتَويَّ الأجواءْ

أعطيني الفرصةَ حتى أقنعَ، حتى أؤمنَ، حتى أكفرَ..

حتى أدخلَ في لحم الأشياءْ..

أعطيني الفرصةَ.. حتى أمشيَ فوقَ الماءْ..

***

أعطيني الفرصةَ..

كي أتَهَيّأَ قبل نزول البحرْ..

فكثيفٌ ملحُ البحر العالقُ بين السُرَّةِ.. والنهدينْ

وكثيفٌ سَمَكُ القرش القادمُ.. لا أدري من أينْ؟

أعطيني الفرصةَ كي أتنفَّسَ..

إن حشيشَ البحر خرافيٌّ تحت الإبطينْ

أعطيني الفرصةَ..

حتى أقرأ حظّي في عينيكِ المغلقتينْ..

فأنا سيِّدتي لم أتعوّدْ..

أن أتقمَّصَ في رَجُلَيْنْ..

***

يا ذاتَ الوجه الإفريقيِّ، المأساوِيِّ، السِنْجاني..

يا امرأةً تدخل في تركيب النار، وفي تركيب الأعشابِ..

أعطيني الفرصةَ كي أتهيَّأَ..

كي أتأقلَمَ..

كي أتعوَّدَ..

كي أتأكَّد من ماهيّة إعجابي..

أعطيني عشرَ دقائقَ.. خمس دقائقَ..

حتى يهدأَ زَبَدُ الجنسِ، وتهدأَ حربُ الأعصابِ..

***

أعطيني الفرصةَ كي أرتاحَ..

وعند الفجر، سأُعطيكِ جوابي..



أُحبّك.. أُحبّك.. والبقية تأتي




حديثُكِ سُجَّادةٌ فارسيَّهْ..

وعيناكِ عُصفوتانِ دمشقيّتانِ..

تطيرانِ بين الجدار وبين الجدارْ..

وقلبي يسافرُ مثل الحمامة فوقَ مياه يديكِ،

ويأخُذُ قَيْلُولةً تحت ظلِّ السِّوارْ..

وإنِّي أُحبُّكِ..

لكنْ أخافْ التورُّطَ فيكِ،

أخافُ التوحُّدَ فيكِ،

أخافُ التقمُّصَ فيكِ،

فقد علَّمتْني التجاربُ أن أتجنَّب عشقَ النساءِ،

وموجَ البحارْ..

أنا لا أناقش حبَّكِ.. فهو نهاري

ولستُ أناقشُ شمسَ النهارْ

أنا لا أناقش حبَّكِ..

فهو يقرِّرُ في أيِّ يوم سيأتي.. وفي أيَّ يومٍ سيذهبُ..

وهو يحدّدُ وقتَ الحوارِ، وشكلَ الحوارْ..

***

دعيني أصبُّ لكِ الشايَ،

أنتِ خرافيَّةُ الحسن هذا الصباحَ،

وصوتُكِ نَقْشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيَّهْ

وعِقْدُكِ يلعبُ كالطفل تحت المرايا..

ويرتشفُ الماءَ من شفة المزهريَّهْْ

دعيني أصبُّ لكِ الشايَ، هل قلتُ إنِّي أُحبُّكِ؟

هل قلتُ إنِّي سعيدٌ لأنكِ جئتِ..

وأنَّ حضورَكِ يُسْعِدُ مثلَ حضور القصيدَهْ

ومثلَ حضور المراكبِ، والذكرياتِ البعيدَهْْ..

***

دعيني أُترجمُ بعضَ كلام المقاعدِ وهي تُرحِّبُ فيكِ..

دعيني، أعبِّرُ عمّا يدورُ ببال الفناجينِ،

وهي تفكّرُ في شفتيكِ..

وبالِ الملاعقِ، والسُكَّريَّهْ..

دعيني أُضيفُكِ حرفاً جديداً..

على أحرُفِ الأبجديَّهْ..

دعيني أُناقضُ نفسي قليلاً

وأجمعُ في الحبّ بين الحضارة والبربريَّهْ..

***

- أأعجبكِ الشايُ؟

- هل ترغبينَ ببعض الحليبِ؟

- وهل تكتفينَ –كما كنتِ دوماً- بقطعةِ سُكَّرْ؟

- وأمّا أنا فأفضّلُ وجهكِ من غير سُكَّرْ..

أُكرّرُ للمرَّة الألفِ أنّي أُحبُّكِ..

كيف تريدينني أن أفسِّرَ ما لا يُفَسَّرْ؟

وكيف تريدينني أن أقيسَ مساحةَ حزني؟

وحزنيَ كالطفل.. يزدادُ في كلِّ يوم جمالاً ويكبرْ..

دعيني أقولُ بكلِّ اللغات التي تعرفينَ والتي لا تعرفينَ..

أُحبُّكِ أنتِ..

دعيني أفتّشُ عن مفرداتٍ..

تكون بحجم حنيني إليكِ..

وعن كلماتٍ.. تغطّي مساحةَ نهديكِ..

بالماء، والعُشْب، والياسمينْ

دعيني أفكّرُ عنكِ..

وأشتاقُ عنكِ..

وأبكي، وأضحكُ عنكِ..

وأُلغي المسافةَ بين الخيال وبين اليقينْ..

***

دعيني أنادي عليكِ، بكلِّ حروف النداء..

لعلّي إذا ما تَغَرْغَرْتُ باسْمِكِ، من شفتي تُولدينْ

دعيني أؤسّسُ دولةَ عشقٍ..

تكونينَ أنتِ المليكةَ فيها..

وأصبحُ فيها أنا أعظمَ العاشقينْ..

دعيني أقودُ انقلاباً..

يوطّدُ سلطةَ عينيكِ بين الشعوبِ،

دعيني.. أغيّرُ بالحبِّ وجهَ الحضارةِ..

أنتِ الحضارةُ.. أنتِ التراث الذي يتشكّلُ في باطن الأرض

منذ ألوف السنينْ..

***

أُحبُّكِ..

كيفَ تريديني أن أبرهنَ أنّ حضوركِ في الكون،

مثل حضور المياهِ،

ومثل حضور الشَجَرْ

وأنّكِ زهرةُ دوَّار شمسٍ..

وبستانُ نَخْلٍ..

وأُغنيةٌ أبحرتْ من وَتَرْ..

دعيني أقولُك بالصمتِ..

حين تضيقُ العبارةُ عمّا أُعاني..

وحين يصيرُ الكلامُ مؤامرةً أتورّط فيها.

وتغدو القصيدةُ آنيةً من حَجَرْ..

***

دعيني..

أقولُكِ ما بين نفسي وبيني..

وما بينَ أهداب عيني، وعيني..

دعيني..

أقولكِ بالرمزِ، إن كنتِ لا تثقينَ بضوء القمرْ..

دعيني أقولُكِ بالبَرْقِ،

أو برَذَاذ المَطَرْ..

دعيني أُقدّمُ للبحر عنوانَ عينيكِ..

إن تقبلي دعوتي للسَفَرْ..

لماذا أُحبُّكِ؟

إنَّ السفينةَ في البحر، لا تتذكَّرُ كيف أحاط بها الماءُ..

لا تتذكَرُ كيف اعتراها الدُوارْ..

لماذا أُحبّكِ؟

إنَّ الرصاصةَ في اللحم لا تتساءلُ من أينَ جاءتْ..

وليست تُقدِّمُ أيَّ اعتذارْ..

***

لماذا أُحبُّكِ.. لا تسأليني..

فليسَ لديَّ الخيارُ.. وليس لديكِ الخيارْ..



تناقضات ن.ق الرائعة




1

وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ..

وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني..

وواحدةٍ سوف تأتي..

أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ..

كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ..

كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ..

فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني

صباحَ مساءْ..

وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ..

حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟.

2

وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ..

وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي..

هنالكَ خمسُ دقائقَ..

أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها أطمئنُّ عليكِ قليلا..

وأشكو إليكِ همومي قليلا..

وأشتُمُ فيها الزمانَ قليلا..

هنالكَ خمسُ دقائقْ..

بها تقلبينَ حياتي قليلا..

فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ..

هذا التمزُّقَ..

هذا العذابَ الطويلا الطويلا..

وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟

وكيف يكونُ النفاقُ جميلا؟...

3

وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ

هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ..

وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ..

وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ

يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ

وما بين نُقْطَة حِبْرٍ..

ونُقْطَة حِبْرٍ..

هنالكَ وقتٌ..

ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ..

4

وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ

هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ..

وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ

كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ

وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ..

ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ

وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها..

ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ،

لا شيءَ فيها..

أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق

عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها...

5

وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ.

وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ

وفي لحظات التناقضِ،

حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي..

وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي..

وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي

وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي..

أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ..

فتغدو حياتي حديقةَ وردِ..

6

وفي اللحظاتِ القليلةِ..

حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ

وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ

وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ..

تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْْ

فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟

وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟

وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟

كيفَ أجالسُ غيركِ؟

كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ..

وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ...

7

وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ.

وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. وما أقنعتْني

وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي..

أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ..

وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشموع، وعصرِ البَخُورْ

وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ

فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟

وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ

وكيفَ أكونُ هنا.. وأكونً هناكْ؟

وكيف يريدونني أن أراهُمْ..

وليس على الأرض أنثى سواكْ

8

أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..

وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ

ويعثر دوماً لساني..

فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..

وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..

بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..

وبينَ خطوط يديها..

وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ...

حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..

وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..

حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها..

فماذا تسمّينَ هذا؟

ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..

وكيف أكونُ لديكِ؟

وأزعُمُ أنّي لديها..



دعوة إلى حفلة قتل




ما لعينيكِ على الأرض بديلْ

كلُّ حبٍّ غيرُ حبِّي لكِ، حبٌّ مستحيلْ

فلماذا أنتِ، يا سيدتي، باردةٌ؟

حين لا يفصلني عنكِ سوى

هضبتيْ رملٍ.. وبُسْتَانَيْ نخيلْ

ولماذا؟

تلمسينَ الخيلَ إن كنتِ تخافين الصهيلْ؟

طالما فتّشتُ عن تجربةٍ تقتلني

وأخيراً... جئتِ يا موتي الجميلْ..

فاقتليني.. نائماً أو صاحياً

أقتليني.. ضاحكاً أو باكياً

أقتليني.. كاسياً أو عارياً..

فلقد يجعلني القَتْلُ وليَّاً مثل كلِّ الأولياءْ

ولقد يجعلني سنبلةً خضراءَ.. أو جدولَ ماءْ..

وحماماً...

وهديلْ..

***

اقتليني الآنَ...

فالليلُ مُمِلٌّ.. وطويلْ..

اقتليني دونما شرطٍ.. فما من فارقٍ..

عندما تبتدئُ اللعبةُ يا سيِّدتي..

بين من يَقْتُلُ.. أو بين القتيلْ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:47 am


قصة قصيرة




لا تقنطي أبداً من رحمةِ المَطَرِ..

فقد أُحبّكِ في الخمسينَ من عُمُري..

وقد أُحِبُّكِ، والأشجارُ يابسةٌ

والثلج يسقطُ في قلبي، وفي شَعري

وقد أُحبُّكِ، حين الصيفُ غادَرَنا

فالأرضُ من بعدهِ، تبكي على الَثَمَر

وقد أُحِبُّكِ، يا عصفورتي، وأنا

مُحَاصَرٌ بجبال الحزنِ والضَجَر..

قد تحملُ الريحُ أخباراً مُطَمْئِنةً

لناهديكِ، قُبَيْلَ الفجر، فانتظري..

لَنْ تخرجي من رهان الحبِّ خاسرةً

عندي تُراثي.. وعندي حِكْمَةُ الشَجَرِ..

فاستمتعي بالحضاراتِ التي بقيتْ

على شفاهي، فإنّي آخرُ الحَضَرِ..

***

قرأتُ شعري عليها .. وهي نائمةٌ

فما أحسَّتْ بتجريدي، ولا صُوَري

ولا تحمَّسَ نهداها لقافيةٍ

ولا استجابا لقَيْثَارٍ ولا وَتَرِ..

هَزَزْتُها من ذراعَيْها.. فما انْتَبَهَتْ

ناديتُ: يا قِطّتي البيضاءَ.. يا عُمُري

قُومي.. سأُهديكِ تيجاناً مُرَصَّعةً

وأشتري لكِ ما في البحر من دُرَرِ..

وأشتري لكِ بلداناً بكاملها...

وأشتري لكِ ضوءَ الشمس.. والقَمَرِ..

***

ناديتُ .. ناديتُ.. لكنْ لم يُجِبْ أحَدٌ

في مخدع الحُبِّ، غيرُ الريحِ والمَطَرِ..

أَزَحتُ أثوابَها عنها.. فما اكترثتْ

كأنَّها يئِستْ مِنّي.. ومن خَطَري..

***

وكان ليلي طويلاً.. مثلَ عادتِهِ

وكنتُ أبكي على قبريْن من حَجَرِ..



وصفةٌ عربيةٌ لمداواة العشق




تصوَّرتُ حُبَّكِ..

طَفْحَاً على سطح جلْدِي..

أداويهِ بالماء.. أو بالكُحُولْ

وبرَّرتُهُ باختلافِ المناخْ..

وعلَّلتُه بانقلاب الفُصٌولْ..

وكنتُ إذا سألوني، أقولْْ:

هواجسُ نَفْسٍ..

وضَرْبَةُ شمسٍ..

وخَدْشٌ صغيرٌ على الوجهِ.. سوف يزولْ...

سَيُحيي المراعي.. ويَرْوي الحقولْ..

ولكنَّهُ اجتاحَ برَّ حياتي..

فأغرَقَ كلَّ القرى..

وأتلفَ كلَّ السُهُولْ..

وجرَّ سريري..

وجدرانَ بيتي..

وخَلَّفني فوق أرض الذُهُولْ..

***

تصوَّرتُ في البدءِ..

أنَّ هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامَه

وأنَّكِ شطُّ الأمانْْ

وبرُّ السلامَهْ..

وقدَّرتُ أن القضيّةَ بيني وبينكِ..

سوفَ تهونُ ككُلِّ القضايا..

وأنّكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا..

وأنَّ مرورَ الزمانْ..

سيقطعُ كلَّ جُذور الحنانْ

ويغمُرُ بالثلج كلَّ الزوايا

***

تصوَّرتُ أنَّ حماسي لعينيكِ كان انفعالاً..

كأيِّ انفعالْ..

وأنَّ كلامي عن الحُبِّ، كان كأيِّ كلامٍ يُقَالْ

واكتَشفتُ الآنَ.. أنيَ كنتُ قصيرَ الخيالْ

فما كان حُبُّكِ طَفْحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسُونْ

ولا كان خَدْشاً طفيفاً يُعالَجُ بالعشب أو بالدُهُونْ..

ولا كان نوبةَ بَرْدٍ..

سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ..

ولكنَّهُ كان سيفاً ينامُ بلحمي..

وجَيْشَ احتلالْ..

وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..

وأوَّلَ مرحلةٍ في طريق الجُنونْ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:48 am

ن الأنُوثة من علم ربّي



1

يذوبُ الحنانُ بعينيكِ مثلَ دوائر ماءْ

يذوبُ الزمانُ، المكانُ، الحقولُ، البيوتُ،

البحارُ، المراكبُ،

يسقطُ وجهي على الأرض مثلَ الإناءْ

وأحملُ وجهي الم**َّرِ بين يديَّ..

وأحلُمُ بامرأةٍ تشتريهِ..

ولكنَّ من يشترونَ الأواني القديمةَ، قد أخبروني

بأنّ الوجوهَ الحزينةَ لا تشتريها النساءْ

***

2

وصلنا إلى نقطة الصِفْرِ..

ماذا أقولُ؟ وماذا تقولينَ؟

كلُّ المواضيع صارتْ سواءْ..

وصارَ الوراءُ أَمَاماً..

وصار الأَمَامُ وراءْ..

وصلنا إلى ذروة اليأس.. حيث السماءُ رصاصٌ..

وحيثُ العناقُ قِصاصٌ..

وحيثُ ممارسةُ الجنس، أقسى جزاءْ..

***

3

تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ..

إنَّ القضيَّةَ تعنيكِ أنتِ على أيٍِّ حالْ

فلستُ أجيدُ القراءةَ في شفتيكِ..

لكي أتنبَّأ في أيِّ وقتٍ..

سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ

وفي أيِّ شهرٍ تكونينَ أكثرَ عُشْباً..

وأكثرَ خِصْباً..

وفي أيِّ يومٍ تكونينَ قابلةً للوصالْ

***

4

تُريدينَ.. أو لا تُريدينَ..

إنَّ الأنوثةَ من علم ربّي..

ولو كنتُ أملكُ خارطةَ الطقس،

كنتُ قرأتكِ سطراً.. فسطراً

وبرّاً.. وبحراً..

ونهداً.. وخصراً..

وكنتُ تأكّدتُ من أيِّ صوبٍ.

تهبُّ رياحُ الجنوبِ،

ومن أيِّ صَوْبٍ، تهبُّ رياحُ الشمالْ

وكنتُ اكتشفتُ طريقي

إلى جُزُر التبغ، والشاي، والبرتُقَالْ..

***

تُحِبِّين.. أو لا تُحِبِّينَ..

إنَّ السنينَ، الشهورَ، الأسابيعَ،

تمرقُ كالرمل من راحَتَيْنَا..

أحاولُ تفسيرَ هذا التشابه في الحزنِ في نظرتَيْنَا.

أحاولُ تفسيرَ هذا الخرابِ..

الذي يتراكمُ شيئاً.. فشيئاً على شَفَتَيْنَا..

أحاولُ أن أتذكَّرَ عصرَ الكلام الجميلْ

وعصرَ المياهِ وعصرَ النخيلْ

أحاولُ ترميمَ حبِّكِ.. رغمَ اقتناعي

بأنَّ التصاقَ الزُجَاجِ الم**َّرِ ضربٌ من المستحيلْ..

***

تجيئينَ .. أو لا تجيئينَ..

إنَّ القضيَّةَ لا تستحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً..

ولا تستحقُّ الغَضَبْ..

لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ

لقد أَصبحَ الماءُ مثلَ الخَشَبْ

وكلُّ النساء اللواتي دخلنَ حياتي

أَتَيْنَ.. ورُحْنَ.. بغير سَبَبْ!!


تكذيبٌ رسمي لسيدة ثرثارة




لماذا تقولينَ للناس إنِّي حَبيبُكِ؟...

في حينَ لا أتذكَّرُ أنِّي..

وتروينَ أشياءَ مرّتْ بظنّكِ أنتِ،

لكنَّها لم تمُرَّ بظنّي؟

لماذا تقولينَ ما لا يُقالْ؟

وتبنينَ كلَّ قصورِكِ فوق الرمالْ

وَتَسْتَمْتِعينَ بنَسْج أقاصيصَ فاقتْ حدودَ الخيالْ

لماذا تقولينَ: إنِّي خدعتُكِ..

إنّي ابتَزَزْتُكِ..

إنّي اغتصبتُكِ..

في حين لا أتذكَّرُ أنِّي..

فهل تفعلينَ الذي تفعلينْ؟

ترى من قبيل التمنِّي..

***

لماذا تَغِشِّينَ في وَرَق الحُبِّ؟.

تحترفينَ الفضيحةَ،

تحترفينَ الإشاعةَ،

تحترفينَ التجنّي..

لماذا تقولينَ:

إنَّ بقايا الأظافرِ فوق ذراعيْكِ مِنِّي...

وإنَّ النزيفَ الخفيفَ بزاوية الثغر مِنِّي...

وإنَّ شظايا الزُجاج الم**َّرِ ما بين نهديكِ.. مِنِّي..

لماذا تقولينَ هذي الحماقاتِ؟

في حين لا أتذكَّرُ أنّي رأيتُكِ..

لا أتذكَّرُ أنّي اشتهيتُكِ..

لا أتذكَّرُ أنّي..

فهل تفعلينَ الذي تفعلينْ؟

تُرى من قبيل التمنّي..

***

لماذا تُسيئينَ فَهْمَ حناني؟

وتخترعينَ كلاماً عن الحُبِّ ما مرَّ فوق لساني

وتخترعينَ بلاداً إليها ذَهَبْنَا..

وتخترعينَ فنادقَ فيها نَزَلْنَا..

وتخترعينَ بحاراً..

وتخترعينَ مَوَاني

وتخترعينَ لنفسكِ ثوباً

من الورد، والنار، والأُرجوانِ..

لماذا ، على اللهِ سيِّدتي، تكذبينْ؟

وهل تفعلينَ الذي تفعلينْ؟

ترى من قبيل التمنّي..

لماذا تقولينَ؟

إنَّ ثلاثةَ أرباع شعري..

عن الحُبِّ، كانتْ إليكِ..

وإني اقتبستُ حروفَ الكتابةِ من شَفَتَيْكِ..

وإنّي تربَّيْتُ مثلَ خَرُوفٍ صغيرٍ على ركبتيْكِ..

لماذا تجيدينَ فنَّ الروايةِ؟

تختلقينَ الزمانَ..

المكانَ..

الوجوهَ..

الحوارَ..

الثيابَ..

المَشَاهِدَ...

في حين لا أتذكَّرُ وَجْهَكِ بين حُطَام الوجوهِ،

وبين حُطَام السنينْ..

ولا أتذكَّرُ أنِّي قرأتُكِ.. في كُتُب الورد والياسمينْ

فهل تكتُبينَ السيناريو الذي تشتهينْ؟

لكي تطمئِّني..

هل تفعلينَ الذي تفعلينْ؟

ترى، من قبيل التمنّي...

***

لماذا تقولينَ بين الصديقاتِ والأصدقاءْ؟

بأنّي اختطفتُكِ...

_ رغمَ احتجاج رجالِ القبيلةِ،

رغمَ نباح الكلابِ، وسُخْطِ السماءْ _

لماذا تُعانينَ من عُقْدَة النَقْص؟

تختلقينَ الأكاذيبَ..

تنتحرينَ بقطرة ماءْ..

وتستعملينَ ذكاءكِ حتى الغباءْ..

لماذا تُحبّينَ تمثيلَ دور الضحيّةِ؟

في حين ليسَ هناكَ دليلٌ..

وليسَ هناكَ شهودٌ...

وليسَ هناكَ دماءْ...

لماذا تقولينَ:

إنّكِ منِّي حَمَلْتِ.. وأَجْهَضْتِ..

في حين لا أتذكّرُ أنّي تشرَّفتُ يوماً بهذا اللقاءْ

ولا أتذكَّرُ من أنتِ.. بين زحام النساءْ

ولا ربَطَ الجنْسُ بيني وبينكِ..

لا في الصباحِ.. ولا في المساءْ

ولا في الربيعِ.. ولا في الشتاءْ

فكيف إذن تزعُمينْ

بأنِّي .. وأنيِّ.. وأنِّي..

وهل كان حَمْلُكِ منِّي

تُرى من قَبيل التمنّي؟...



سأبدأ من أول السطر




سأَبدأُ من أَوَّلِ السطر.. إن كنتِ تعتقدينْ

بأنيِّ سقطتُ أمام التحدّي الكبيرْ!!

سأَبدأُ من أوَّلِ الخَصْر.. إن كنتِ تعتقدينْ

بأنِّي تلعثمتُ، مثل التلاميذ، فوق السريرْ..

سأبدأ من قِمّة الصدر.. إن كنتِ تعتقدينْ

بأنّي تصرّفتُ كالأغبياءْْ

أمام دموع المرايا.. وشكوى الحريرْ..

سأبدأُ من شفتيكِ نزولاً..

إذا كنتِ تخشينَ من غربة الليل والزمهريرْ

سأَبدأُ من قَدَمَيْكِ صعوداً..

إذا كان لا بدَّ لي أن أموتَ..

لأَربَحَ هذا الرهانَ الكبيرْ!!



راسبوتين العَربي





صراخُكِ دونما طائلْ

ورفضُكِ دونما طالْ

أنا القاضي بأمر اللهِ، والناهي بأمر اللهِ،

فامْتَثِلي لأحكامي،

فحبّي دائماً عادلْ..

أنا المنحدرُ كُليّاً إلى نهديْكِ..

والعصريُّ والحجريُّ..

والمَدَنيُّ والهَمَجيُّ..

والرُوحيُّ والجِنْسيُّ..

والوثنيُّ والصوفيُّ..

والمتناقضُ الأبديُّ..

والمقتولُ والقاتلْ..

أنا المكتوبُ بالكوفيِّ.. فوق عباءة العشّاق..

والعلنيُّ والسريُّ..

المرئيُّ والمخفيُّ..

والمجذوبُ، والمسلوبُ، والحشَّاشُ، والمتعهِّرُ الفاضلْ.

أنا الممتدُّ مثل القوس بين الثلج والتُفَّاح،

بين النار والياقوتِ،

بين البحر والخلجانِ..

والموجودُ والمفقودُ

والمولودُ كالأسماك عند سواحل الكلماتْ

أنا المُتَسَكِّعُ الغَجَريُّ تأخذني خطوطُ الطولِ

في سَفَرٍ إلى الأعلى.. وتأخذني خطوطُ العرضِ

في سَفَرٍ إلى الأحلى.. فأسقط مثلَ درويشٍ

أمام تقاطع الفخذين.. والطُرُقاتْ..

وأستلقي على ظهري

وتنزلُ فوقيَ الآياتْ...

أنا القِدّيسُ تأتيني نساءُ العالم الثالثْ

فأَغسِلُهُنَّ بالكافور والحِنَّهْ..

وأغمرُهُنَّ بالبَرَكاتْ..

وأعطي كلَّ واحدةٍ بنفسجةً.. ومُوالاً..

وأرزقهنَّ أطفالا..

وأزرعهنَّ كالأشجار في الغاباتْ

وأوصيهنَّ أن يحفظنَ أشعاري

فشِعْري يُدْخِلُ الجنَّهْ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:50 am


يوميّات مريض ممنوع من الكتابة






1

ممنوعةٌ أنتِ من الد***، يا حبيبتي ، عَلَيَّهْ..

ممنوعةٌ أن تلمسي الشراشفَ البيضاءَ، أو أصابعي الثلجيَّهْ

ممنوعةٌ أن تجلسي.. أو تهمسي.. أو تتركي يديكِ في يَديَّهْ

ممنوعةٌ أن تحملي من بيتنا في الشامْ..

سرْباً من الحَمَامْ

أو فُلَّةً.. أو وردةً جُوريَّهْ..

ممنوعةٌ أن تحملي لي دُمْيَةً أحضُنُها..

أو تقرأي لي قصّةَ الأقزام، والأميرةِ الحسناء، والجنيَّهْ.

ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي..

يصادرونَ الحبَّ، والأشواقَ ، والرسائلَ السريَّهْ..

2

لا تَشْهَقي .. إذا قرأتِ الخَبَرَ المثيرَ في الجرائد اليوميَّهْ

قد يشعرُ الحصانُ بالإرهاق يا حبيبتي

حينَ يدقُّ الحافرَ الأوّلَ في دمشقْ

والحافرَ الآخرَ في المجموعة الشمسيَّهْ..

3

تَمَاسَكي.. في هذه الساعات يا حبيبتي

فعندما يقرّرُ الشاعرُ أن يثقبَ بالحروفِ..

جِلْدَ الكُرَة الأرضيَّهْ.

وأن يكونَ قلبُهُ تُفّاحةً

يقضُمُهَا الأطفالُ في الأزِقّة الشعبيَّهْ..

وعندما يحاول الشاعرُ أن يجعل من أشعارِهِ

أرغِفَةً.. يأكُلُها الجياعُ للخبز وللحُريَّهْ

فلن يكونَ الموتُ أمراً طارئاً..

لأنَّ من يكتبُ يا حبيبتي..

يحملُ في أوراقه ذبْحَتَهُ القلبيَّهْ..

4

أرجوكِ أن تبتسمي.. أرجوكِ أن تبتسمي..

يا نَخْلَةَ العراق، يا عصفورةَ الرصافة الليليَّهْ

فَذّبْحةُ الشاعر ليستْ أبداً قضيَّةً شخصيَّهْ

أليسَ يكفي أنني تركتُ للأطفال بعدي لغةً

وأنني تركتُ للعُشّاق أبجديَّهْ..

5

أغطِيتي بيضاءْ..

والوقتُ، والساعاتُ، والأيَّامُ كلُّهَا بيضاءْ

وأوجُهُ الممرضات حولي كُتُبٌ أوراقُهَا بيضاءْ

فهل من الممكن يا حبيبتي؟

أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساءْ

فمنذ شهرٍ وأنا.. أحلُمُ كالأطفال أن تزورَني

فَرَاشةٌ كبيرةٌ حمراءْ..

6

أَطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلامْ...

أطلبُ أيَّامي التي ليس لها أيَّامْ

أسألُهمْ برشامةً تُدخلني في عالم الأحلامْ

حتى حبوبُ النوم قد تعوَّدتْ مثلي على الصحو.. فلا تنامْ..

7

إن جِئتني زائرةً..

فحاولي أن تلبسي العقودَ، والخواتمَ الغريبةَ الأحجارْ

وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجارْ..

وحاولي أن تلبسي قبّعةً مفرحةً كمعرض الأزهارْ

فإنّني سئمتُ من دوائر الكِلْسِ.. ومن دوائر الحَوَّارْ..

8

ما يفعلُ المشتاقُ يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديَّه

وبيننا الأبوابُ ، والحُرَّاسُ، والأوامرُ العُرْفيَّهْ..

وبيننا أكثرُ من عشرين ألفَ سنةٍ ضوئِيَّهْ..

ما يفعلهُ المشتاقُ للحُبِّ، وللعزف على الأنامل العاجيَّهْ

والقلب لا يزالُ في الإقامة الجبريَّهْ..

9

لا تَشْعُري بالذنْبِ يا صغيرتي.. لا تشْعُري بالذَنْبْ..

فإنَّ كلَّ امرأةٍ أحببتُها..

قد أورثَتْني ذبحةً في القلب..

10

وصيَّةُ الطبيب لي:

أن لا أقولَ الشعرَ عاماً كاملاً..

ولا أرى عينيكِ عاماً كاملاً..

ولا أرى تحوُّلاتِ البحر في العين البنفسجيَّه

الله.. كم تُضْحِكُني الوصيَّهْ..



100 رسالة حُبّ (1)-(10)




(1)

أريد أن أكتب لك كلاماً

لا يُشبهُ الكلامْ

وأخترع لغةً لكِ وحدكِ

أفصّلها على مقاييس جسدك

ومساحةِ حبّي.

*

أريدُ أن أسافرَ من أوراق القاموس

وأطلبَ إجازةً من فمي.

فلقد تعبتُ من استدارة فمي

أريدُ فماً آخر..

يستطيع أن يتحوّل متى أرادْ

إلى شجرة كَرَز

أو علبة كبريت

أريد فماً جديداً

تخرج منه الكلماتْ

كما تخرج الحوريّات من زَبَد البحر

وكما تخرج الصيصَانُ البيضاء

من قبَّعة الساحر..

*

خذُوا جميعَ الكتب

التي قرأتُها في طفولتي

خذُوا جميع كراريسي المدرسيّة

خذوا الطباشيرَ..

والأقلامَ..

والألواحَ السوداءْ..

وعلّموني كلمةً جديدة

أُعلّقها كالحَلَقْ

في أُذُن حبيبتي

*

أريدُ أصابعَ أخرى..

لأكتبَ بطريقةٍ أخرى

فأنا أكرهُ الأصابعَ التي لا تطول .. ولا تقصر

كما أكرهُ الأشجار التي لا تموت .. ولا تكبر

أريد أصابعَ جديدة..

عاليةً كصوراي المراكبْ

وطويلةً ، كأعناق الزرافاتْ

حتى أفصّل لحبيبتي

قميصاً من الشِعرْ..

لم تلبسه قبلي.

أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة

غيرَ كلّ الأبجدياتْ.

فيها شيء من إيقاع المطرْ

وشيء من غبار القمرْ

وشيء من حزن الغيوم الرماديّة

وشيء من توجّع أوراق الصفصاف

تحت عَرَبات أيلول.

*

أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ

لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك..

ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ.

يا امرأةً..

ليس قَبْلَها قَبْلْ

وليس بَعْدَها بَعْدَ

*

أريدُ أن أعلَّم نهديْكِ ال**وليْنْ

كيف يُهجِّيان اسمي..

وكيف يقرءان مكاتيبي

أريدُ .. أن أجعلكِ اللغة..

(2)

نهارَ دخلتِ عليَّ

في صبيحة يومٍ من أيام آذارْ

كقصيدةٍ جميلةٍ .. تمشي على قَدَمَيْها

دخلت الشمسُ معك..

ودخل الربيعُ معك..

كان على مكتبي أوراقٌ.. فأورقَتْ

وكان أمامي فنجانُ قهوة

فشربني قبل أن أشربه

وكان على جداري لوحةٌ زيتية

وكان على جداري لوحةٌ زيتية

لخيول تركض..

فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ

وركضتْ نحوك..

*

نهارَ زُرتني..

في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ

حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض

وسقَطَ في مكان ما.. من العالم

وسقَطَ في مكان ما.. من العالم

نيزكٌ مشتعلْ..

حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسلْ..

وحسبتهُ النساء..

سواراً مرصَّعاً بالماسْ..

وحسبه الرجال..

من علامات ليلة القدْرْ..

*

وحين نزعتِ معطفكِ الربيعيّ

وجلستِ أمامي..

فراشةً تحمل في أحقابها ثيابَ الصيف..

تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ..

والنساء كُنَّ على حقّ..

والرجال كانوا على حقّ..

وأنّكِ..

شهيّةٌ كالعسلْ..

وصافيةٌ كالماسْ..

ومذهلةٌ كليلة القدرْ...

(3)

عندما قلتُ لكِ :

"أُحبّكِ".

كنتُ أعرف..

أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة

وأقرع أجراسَ الفضيحة

كنتُ أريد أن أستلم السلطة

لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً

وبحارَ العالم أكثرَ زرقةً

وأطفالَ العالم أكثرَ براءة.

كنتُ أريد..

أن أُنهي عصرَ البربريَّة

وأقتلَ آخر الخلفاء

كان في نيّتي _عندما أحببتكِ_

أن أ**ر أبوابَ الحريم

وأنقذَ أثداءَ النساء..

من أسنان الرجال..

وأجعلَ حَلَمَاتهنّ

ترقصُ في الهواء مبتهجة

كحبّات الزعرور الأحمر..

عندما قلتُ لكِ:

"أُحبّكِ".

كنتُ أعرف..

أنني أخترع أبجديةً جديدة

لمدينةٍ لا تقرأ..

وأنشد أشعاري في قاعة فارغة

وأقدّم النبيذ

لمن لا يعرفون نعمة السُكْرْ.

*

عندما قلتُ لكِ:

"أُحبّكِ"

كنتُ أعرف.. أن المتوحّشين سيتعقبونني

بالرماح المسمومة.. وأقواس النشّاب.

وأنّ صُوَري..

ستُلصَق على كلّ الحيطان

وأنَّ بَصَماتي..

ستوزَّع على كلَّ المخافر

وأن جائزةً كبرى..

ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي

ليُعلّقَ على بوّابة المدينة

كبرتقالةٍ فلسطينية..

عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد..

كنتُ أعرف..

أنّ كلَّ الأُميّين سيقفون ضدّي

وكلَّ آلِ عثمان.. ضدّي

وكلَّ الدراويش .. والطرابيش .. ضدّي.

وكلّ العاطلين بالوراثة

عن ممارسة الحبّ .. ضدّي

وكلَّ المرضى بوَرَم الجنس..

ضدّي..

عندما قرّرتُ أن أقتلَ آخر الخلفاءْ

وأُعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ..

تكونين أنتِ مليكتَها..

كنتُ أعرف..

أنَّ العصافير وحدَها..

ستعلنُ الثورةَ معي..

(4)

حين وزَّع اللهُ النساءَ على الرجالْ

وأعطاني إيَّاكِ..

شعرتُ..

أنّه انحاز بصورة مكشوفة إليّْ

وخالفَ كلَّ الكتب السماويّة التي ألَّفها

فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة

ألبسني الحرير، وألبسهم القطن

أهدى إليَّ الوردة

وأهداهم الغصن..

*

حين عَرَّفني اللهُ عليكِ..

وذهب إلى بيته

فكَّرتُ .. أن أكتب له رسالة

على ورقٍ أزرقْ

وأضعها في مُغلّفٍ أزرقْ

وأغسلها بالدمع الأزرقْ

أبدؤها بعبارة: يا صديقي

كنتُ أريد أن أشكرَهُ

لأنّه اختاركِ لي..

فاللهُ _ كما قالوا لي _

لا يستلم إلا رسائلَ الحب.

ولا يجاوب إلا عليها..

*

حين استلمتُ مكافأتي

ورجعتُ أحملك على راحة يديا

كزهرة مانوليا

بستُ يدَ الله..

وبستُ القمر والكواكب

واحداً .. واحداً

وبستُ الجبال .. والأودية

وأجنحة الطواحين

بستُ الغيومَ الكبيرة

والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة

بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط

والجُزُرَ التي لا تزال بذاكرة الخرائط

بستُ الأمشاط التي ستتمشّطين بها

والمرايا .. التي سترتسمين عليها..

وكلَّ الحمائم البيضاء..

التي ستحمل على أجنحتها

جهازَ عرسك..

(5)

لم أكُنْ يوماً ملِكاً

ولم أنحدر من سلالات الملوكْ

غير أن الإحساسَ بأنّكِ لي..

يعطيني الشعورَ

بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمسْ

وأسيطر على نزوات المطر، وعَرَبات الريح

وأمتلك آلافَ الفدادين فوق الشمس..

وأحكم شعوباً .. لم يحكمها أحدٌ قبلي..

وألعب بكواكب المجموعة الشمسية..

كما يلعب طفلٌ بأصداف البحر...

لم أكنْ يوماً مَلِكاً

ولا أريدُ أن أكونه

غيرَ أن مُجرَّدَ إحساسي

بأنّكِ تنامين في جوف يدي..

كلؤلؤة كبيرة..

في جوف يدي..

يجعلني أتوهَّم..

بأنّني قيصر من قياصرة روسيا

أو أنّني..

**رى أنو شروانْ..

(6)

لماذا أنتِ؟

لماذا أنتِ وحدك؟

من دون جميع النساء

تغيِّرين هندسةَ حياتي

وإيقاعَ أيّامي

وتتسلّلين حافيةً..

إلى عالم شؤوني الصغيرة

وتُقفلين وراءكِ الباب..

ولا أعترض..

*

لماذا؟

أُحبّكِ أنتِ بالذاتْ

وأنتقيكِ أنتِ بالذاتْ

وأسمح لكِ..

بأن تجلسي فوق أهدابي

تُغنّين،

وتُدخّنين،

وتلعبين الورق..

ولا أعترض.

*

لماذا ؟

تشطبينَ كلَّ الأزمنة

وتوقفين حركةَ العصور

وتغتالين في داخلي

جميعَ نساء العشيرة

واحدة .. واحدة..

ولا أعترض

*

لماذا؟

أعطيكِ، من دون جميع النساء

مفاتيحَ مُدُني

التي لم تفتح أبوابَها..

لأيّ طاغية

ولم ترفع راياتها البيضاء..

لأيّة امرأة..

وأطلب من جنودي

أن يستقبلوك بالأناشيد

والمناديل..

وأكاليل الغار..

وأبايعكِ..

أمامَ جميع المواطنين

وعلى أنغام الموسيقى، ورنين الأجراس

أميرةً مدى الحياة..

(7)

علّمتُ أطفالَ العالم

كيف يهجّون اسمكِ..

فتحولت شفاهُهُم إلى أشجار توتْ.

أصبحتِ يا حبيبتي..

في كُتُب القراءة ، وأكياس الحلوى.

خبأتُكِ في كلمات الأنبياء

ونبيذ الرهبان.. ومناديل الوداع

رسمتكِ على نوافذ الكنائس

ومرايا الحُلُم..

وخشب المراكب المسافرة..

أعطيتُ أسماكَ البحر..

عنوانَ عينيكِ

فنسيتْ عناوينها القديمة

أخبرتُ تجّار الشرق..

عن كنوز جسدك..

فصارت القوافل الذاهبةُ إلى الهند

لا تشتري العاج

إلا من أسواق نهديك..

أوصيتُ الريحَ

أن تمشّط خصلات شعرك الفاحم

فاعتذرتْ.. بأنَّ وقتها قصيرْ..

وشعركِ طويلْ..

(Cool

من أنتِ يا امرأة؟

أيّتها الداخلة كالخنجر في تاريخي

أيّتها الطيّبة كعيون الأرانب

والناعمة كوَبَر الخوخة

أيتها النقيّة، كأطواق الياسمين

والبريئة كمرايل الأطفال..

أيتها المفترسة كالكلمة..

أُخرجي من أوراق دفاتري

أُخرجي من شراشف سريري..

أُخرجي من فناجين القهوة

وملاعق السُكَّرْ..

أُخرجي من أزرار قمصاني

وخيوط مناديلي..

أخرجي من فرشاة أسناني

ورغوة الصابون على وجهي

أخرجي من كلّ أشيائي الصغيرة

حتى أستطيع أن أذهب إلى العمل...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:51 am


(9)

إني أُحبّكِ..

ولا ألعبُ معكِ لعبةَ الحبّ

ولا أتخاصم معكِ كالأطفال على أسماكِ البحر

سمكة حمراء لكِ..

وسمكة زرقاء لي..

خذي كلَّ السمك الأحمر والأزرقْ

وظلّي حبيبتي..

خذي البحرَ ، والمراكبَ ، والمسافرين.

وظلّي حبيبتي..

إنني أضع جميع ممتلكاتي أمامك..

ولا أفكر في حساب الربح والخسارة..

ربّما ..

لم يكن عندي أرصدة في البنوك

ولا آبار بترول أتغرغر بها..

وتستحمّ فيها عشيقاتي..

ربّما .. لم تكن عندي ثروة آغاخان..

ولا جزيرةٌ في عرض البحر كأوناسيس

فأنا لستُ سوى شاعر..

كلُّ ثروتي.. موجودةٌ في دفاتري

وفي عينيكِ الجميلتينْ..

(10)

رماني حبُّكِ على أرض الدهشة

هاجمني..

كرائحة امرأةٍ تدخل إلى مصعدْ..

فاجأني..

وأنا أجلس في المقهى مع قصيدة

نسيتُ القصيدة..

فاجأني..

وأنا أقرأُ خطوطَ يدي

نسيتُ يدي..

داهمني كديكٍ متوحّش

لا يرى.. ولا يسمع

إختلط ريشُه بريشي

إختلطتْ صيحاتُه بصيحاتي

فاجأني..

وأنا قاعدٌ على حقائبي

أنتظر قطارَ الأيام..

نسيتُ القطارْ..

ونسيتُ الأيّامْ..

وسافرتُ معكِ..

إلى أرض الدهشة..


فاطِمَهْ





يا ذاتَ الشَفَتيْنِ المعطَّرتينِ بحَبِّ الهالْ

والقَدَميْنِ المرسُومتيْنِ بالأكْوَاريلْ

لم يكنْ في حسابي

أن أكون أشهرَ العُشَّاق بتاريخ العَرَبْ..

وأشهرَ العُشّاق في تاريخ فرنسا..

لم يكُنْ في حسابي..

أن أدخلَ إلى باريسَ بجواز سَفَر عربي

وأخرجَ منها..

رئيساً للجمهوريَّة الخامسَهْ!!..




امرأة تمشي في داخلي




لا أحَدَ قَرأَ فنجاني..

إلاَّ وعرفَ أنَّكِ حبيبتي

لا أَحدَ درَسَ خُطُوطَ يدي

إلا واكتشفَ حروفَ اسْمِكِ الأربعهْ..

كلُّ شيء يمكنُ تكذيبُهْ

إلاَّ رائحةَ امرأةٍ نُحبُّها..

كلُّ شيءٍ يمكنُ إخفاؤُهْ

إلاّ خَطَواتِ امرأةٍ تتحرَّكُ في داخلنا..

كلُّ شيءٍ يمكنُ الجَدَلُ فيه..

إلا أُنوثَتكِ..

2

أينَ أُخْفيكِ يا حبيبتي؟

نحنُ غابتان تشتعلانْ

وكلُّ كاميرات التلفزيون مسلَّطةٌ علينا..

أينَ أُخبِّئكِ يا حبيبتي؟

وكلُّ الصحافيين يريدونَ أن يجعلوا منكِ

نَجْمةَ الغلافْ..

ويجعلوا منّي بطلاً إغريقيّاً

وفضيحةً مكتوبَهْ..

3

أينَ أذهبُ بكِ؟

أينَ تذهبينَ بي؟

وكلُّ المقاهي تحفظُ وجوهَنا عن ظَهْر قلبْ

وكلُّ الفنادق تحفظُ أسماءنا عن ظَهْر قلبْ

وكلُّ الأرصفة تحفظُ موسيقى أقدامِنا

عن ظَهْر قلبْ..

نحنُ مكشوفان للعالم كشُرْفَةٍ بحريَّهْ

ومرئيّانِ كَسَمَكتيْنِ ذهبيَّتيْنْ..

في إناءٍ من الكريستالْ..

4

لا أحَدَ قرأ قصائدي عنكِ..

إلاّ وعرفَ مصادرَ لغتي..

لا أحدَ سافر في كُتُبي

إلا وَصَل بالسلامة إلى مرفأ عينَيْكْ

لا أحَدَ أعطيتُهُ عُنْوانَ بيتي

إلا توجَّهَ صَوْبَ شفتيكْ..

لا أحَدَ فتحَ جواريري

إلاّ ووجدكِ نائمةً هناكَ كفرَاشَهْ..

ولا أحدَ نبشَ أوراقي..

إلاَّ وعرفَ تاريخَ حياتِكْ..

5

علِّميني طريقةً

أحبسُكِ بها في التاء المربوطَهْ

وأمنعُكِ من الخروجْ..

علِّميني أن أرسمَ حول نهديْكِ

دائرةً بالقَلَم البنفسجيّْ

وأمنعهُمَا من الطيرانْ

علِّميني طريقةً أعتقلكِ بها كالنقطة في آخر السطرْ..

علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينَيْكِ .. ولا أتبلّلْ

وأشمُّ بها جسدَكِ المضمَّخَ بالبَهَارات الهنديَّة.. ولا أدوخْ..

وأتَدَحْرَجُ من مُرْتَفَعاتِ نهديْكِ الشاهقينْ..

ولا أتفتَّتْ....

6

إرفعي يَدَيْكِ عن عاداتي الصغيرَهْ

وأشيائي الصغيرَهْ..

عن القلم الذي أكتُبُ بِه..

والأوراقِ التي أُخَرْبشُ عليها..

وعَلاَّقةِ المفاتيح التي أحملها..

والقهوةِ التي أحتسيها..

ورَبْطَات العُنُق التي أقتنيها

إرفعي يَدَيْكِ عن كتابتي..

فليس من المعقول أن أكتبَ بأصابعكِ

وأتنفّسَ برئَتَيْكِ..

ليس من المعقول أن أضحكَ بشفَتيْكِ

وأن تبكي أنتِ بعُيُوني!!.

7

إجلسي معي قليلاً..

لنُعيدَ النظرَ في خريطة الحُبّ التي رسَمْتِها

بقَسْوَة فاتحٍ مَغُوليّْ..

وأنانيّةِ امرأةٍ تريدُ أن تقولَ للرجل:

" كُنْ .. فيكونْ .."

كلِّميني بديمقراطيَّهْ ،

فذُكُورُ القبيلة في بلادي..

أتقنوا لُعْبَةَ القَمْعِ السياسيّْ

ولا أريدُكِ أن تًُمارسي معي

لُعْبَةَ القَمْعِ العاطفيّْ..

8

إجلسي حتى نرى..

أينَ حدودُ عينَيْكِ؟.

وأينَ حدودُ أحزاني؟.

أين تبتديءُ مياهُكِ الإقليميَهْ؟

وأين ينتهي دمي؟.

إجلسي حتى نتفاهَمْ..

على أيِّ جزءٍ من أجزاء جَسَدي

ستتوقّفُ فتوحاتُكْ..

وفي أيِّ ساعةٍ من ساعات الليلْ

ستبدأ غَزَوَاتُكْ؟

9

إجلسي معي قليلاً..

حتى نتّفقَ على طريقة حُبٍّ

لا تكونينَ فيها جاريتي..

ولا أكونُ فيها مستعمرةً صغيرَةً

في قائمة مستعمراتِكْ..

التي لا تزالُ منذ القرن السابع عَشَرْ

تطالبُ نهدَيْكِ بالتحرُّرْ

ولا يسمعانْ..

ولا يسمعانْ..


رسالة حُبّ (11)-(20)




(11)

أحملكُ كالوّشم على ذراع بدويّ،

أَحملكِ .. كطُعْم الجُدَريّ

وأتسكّع معك..

على كلّ أرصفة العالم.

ليس عندي جوازُ سفر

وليس عندي صورةُ فوتوغرافية

منذ كنتُ في الثالثة من عمري.

إنّني لا أُحبّ التصاوير..

كلّ يوم يتغيّر لونُ عيوني

كلّ يوم يتغيّر مكانُ فمي

كلّ يوم يتغير عددُ أسناني

إنّني لا أحبّ الجلوس

على كراسي المصوّرين..

ولا أحبّ الصورَ التذكارية

كلّ أطفال العالم يتشابهون..

وكلّ المعذّبين في الأرض يتشابهون

كأسنان المشط..

لذلك..

نقعتُ جوازَ سفري القديم..

في ماء أحزاني.. وشربتُه..

وقررتُ..

أن أطوفَ العالم على درّاجة الحريّة

وبنفس الطريقة غير الشرعيّة

التي تستعملها الريح عندما تسافر..

وإذا سألوني عن عُنواني

أعطيتُهمْ عنوان كلّ الأرصفة

التي اخترتُها مكاناً دائماً لاقامتي.

وإذا سألوني عن أوراقي

أريتهمْ عينيك يا حبيبتي..

فتركوني أمرُّ

لأنّهم يعرفون..

أن السفر في مدائن عينيكِ..

من حقّ جميع المواطنين في العالم

(12)

وجهُكِ محفورٌ على ميناء ساعتي

محفورٌ على عقرب الدقائق..

وعقرب الثواني..

محفورٌ على الأسابيع..

والشهور.. والسَنَواتْ..

لم يعد لي زمنٌ خصوصيّ

أصبحتِ أنتِ الزمنْ.

*

إنتهتْ معكِ..

مملكةُ شؤوني الصغيرة.

لم يعد لديَّ أشياء أملكها وحدي.

لم يعد عندي زهورٌ أنسّقها وحدي.

لم يعد عندي كُتُبٌ

أقرؤها وحدي..

أنتِ تتدخّلين بين عيني وبين وَرَقتي.

بين فمي ، وبين صوتي.

بين رأسي ، وبين مخدَّتي.

بين أصابعي ، وبين لُفافتي.

*

طبعاً..

أنا لا أشكو من سُكْناكِ فيّْ..

ومن تدخّلك في حركة يدي..

وحركة جفني.. وحركة أفكاري

فحقولُ القمح لا تشكو من وفرة سنابلها

وأشجارُ التين لا تضيق بعصافيرها

والكؤوس لا تضيق بسكنى النبيذ الأحمر فيها.

كلُّ ما أطلبه منكِ يا سيّدتي

أن لا تتحرّكي في داخل قلبي كثيراً..

حتى لا أتوجّع..

(13)

ليس لكِ زمانٌ حقيقي خارجَ لهفتي

أنا زمانكِ

ليس لكِ أبعادٌ واضحة

خارج امتداد ذراعيّ

أنا أبعادُكِ كلّها

زواياك ودوائرك..

خُطوطُكِ المنحنية..

وخُطوطُكِ المستقيمة.

يومَ دخلتِ إلى غابات صدري

دخلتِ إلى الحريّة

يومَ خرجتِ منها

صرتِ جارية..

واشتراكِ شيخُ القبيلة.

*

أنا علّمتُكِ أسماءَ الشجرْ

وحوارَ الصراصير الليليّة

وأعطيتكِ عناوينَ النجوم البعيدة.

أنا أدخلتكِ مدرسةَ الربيع

وعلّمتكِ لغة الطير

وأبجديَّةَ الينابيع.

أنا كتبتُكِ على دفاتر المطرْ

وشراشف الثلج ، وأكواز الصنوبر

وعلّمتُكِ كيف تكلّمين الأرانبَ والثعالب..

وكيف تمشّطين صُوفَ الخِراف الربيعيَّة.

أنا أطلعتُكِ..

على مكاتيب العصافير التي لم تُنْشَرْ

وأعطيتُكِ .. خرائطَ الصيف والشتاء..

لتتعلّمي .. كيف ترتفع السنابلْ

وتزقزقُ الصيصانُ البيضاءْ..

وتتزوّج الأسماكُ بعضَها..

ويتدفّق الحليبُ من ثدي القمرْ..

لكنّكِ ..

تعبتِ من حصان الحريّة

فرماكِ حصانُ الحريّة

تعبتِ من غابات صدري

ومن سمفونية الصراصير الليليّة

تعبتِ من النوم عاريةً..

فوق شراشف القمر..

فتركتِ الغابة..

ليأكلكِ الذئب..

ويفترسَكِ ــ على سُنَّة الله ورسُوله

شيخُ القبيلة..

(14)

السنتان اللتان كنتِ فيهما حبيبتي

هما أهمُّ صفحتين..

في كتاب الحبّ المعاصرْ.

كلُّ الصفحات ، قبلَهما ، بيضاء

وكلُّ الصفحات ، بعدَهما ، بيضاءْ

إنّهما خطّ الاستواء

المارّ بين فمي وفمك

وهُما المقياس الزمنيّ

الذي تعتمده المراصد

وتُضبطُ عليه كلّ ساعات العالم..

(15)

كُلّما طالَ شَعْرُكِ

طالَ عُمْري..

كُلَّما رأَيتُهُ منثوراً على كتفيكِ

لوحةً مرسومةً بالفحم،

والحبر الصينيّ..

وأجنحة السنُونُو

حوَّطتُهُ بكلّ أسماء الله..

هل تعرفين؟

لماذا أستميتُ في عبادة شَعْرك..

لأنّ تفاصيلَ قصّتنا

من أوّل سطر إلى آخر سطرٍ فيها

منقوشةٌ عليه..

شعرُكِ .. هو دفترُ مذكّراتنا

فلا تتركي أحداً..

يسرقُ هذا الدفترْ..

(16)

عندما تضعين رأسكِ على كَتِفي..

وأنا أسوق سيّارتي

تترك النجومُ مداراتها

وتنزل بالألوف..

لتتزحلق على النوافذ الزجاجيّة..

وينزل القمر..

ليستوطنَ على كَتِفي..

عندئذ..

يصبح التدخينُ معكِ مُتْعة..

والحوارُ متعة

والسكوتُ متعة

والضَياعُ في الطُرُقاتِ الشتائيهْ

التي لا أسماء لها..

متعة.

وأتمنّى .. لو نبقى هكذا إلى الأبد

المطر يُغنّي..

ومَسَّاحات المطر تُغنّي

ورأسك الصغير،

متكمّشٌ بأعشاب صدري

كفراشةٍ إفريقية ملوّنة

ترفض أن تطير..

(17)

كُلَّما رأيتُكِ..

أيأسُ من قصائدي.

إنّني لا أيأس من قصائدي

إلا حين أكونُ معك..

جميلةٌ أنتِ .. إلى درجةِ أنّني

حين أفكّر بروعتك .. ألهث..

تلهث لغتي..

وتلهث مُفْرَداتي..

خلّصيني من هذا الإشكال..

كُوني أقلّ جمالاً...

حتى أستردَّ شاعريتي

كُوني امرأةً عادية..

تتكحّل .. وتتعطّر .. وتحبل .. وتلِدْ

كُوني امرأةً مثلَ كلّ النساء..

حتى أتصالح مع لغتي..

ومع فمي..

(18)

لستُ معلِّماً..

لأعلّمك كيف تُحبّينْ.

فالأسماك، لا تحتاج إلى معلِّمْ

لتتعلَّمَ كيف تسبحْ..

والعصافير، لا تحتاج إلى معلِّمْ

لتتعلّمَ كيف تطير..

إسبحي وحدَكِ..

وطيري وحدَكِ..

إن الحبّ ليس له دفاتر..

وأعظمُ عشّاق التاريخ..

كانوا لا يعرفون القراءة..

(19)

دعي بورجوازيَّتكِ ، يا سيّدتي

وسريرَ لويس السادس عشر

الذي تنامين عليه..

دعي عطورَك الفرنسية

وحقائبك المصنوعة من جلد التمساح..

واتبعيني..

إلى جُزُر المطر..

والأناناسْ..

والتوابل الحارقة..

حيث مياه السواحل ساخنة كجسدك..

وثمار المانغو..

مستديرة كنهديكِ..

إرمي كلَّ شيء وراءك..

واقفزي على صدري..

**نجاب إفريقي..

فأنا يعجبني..

أن تتركي خدشاً واحداً على سطح جلدي.

أو جرحاً واحداً على زاوية فمي..

أتباهى به..

أمام رجال العشيرة..

آهِ .. يا امرأةَ التردّد .. والبرودْ

يا امرأة ما** فاكتور.. وإليزابيت آردنْ

متحضِّرة أنتِ إلى درجة لا تحتملْ..

تجلسين على طاولة الحب..

وتأكلين بالشوكة والسكّينْ

أما أنا يا سيّدتي..

فبدويّ يختزن في شفتيه

عصوراً من العطش..

ويخبّئ تحت عباءته

ملايينَ الشموس..

فلا تغضبي منّي..

إذا خالفتُ آدابَ المائدة

ونزعتُ عن رقبتي الفوطةَ البيضاء

وعرَّيتكِ من ملابسك التنكّرية

وعلّمتكِ ..

كيف تأكلين بكلتا يديكِ

وتعشقين بكلتا يديكِ

وتركضين على رمال صدري

كمهْرةٍ بيضاءْ

تصهل في البادية..

(20)

لأنّني أُحبُّكِ..

يحدث شيءٌ غير عاديّ

في تقاليد السماء..

ملحوظة
تم حذف الجزء الاخير من القصيده





العصفور




لو حَمَيْناهُ من البَرْد قليلا..

وحَمَيْناهُ من العين قليلا..

لو غَسَلنا قَدَميْهِ بمياه الورد والآسِ قليلا..

آهِ .. لو نحنُ أخذناهُ إلى ساحات باريسَ العظيمَهْ

وتصوَّرنا مَعَهْ..

مرةً في ساحة (الفاندومِ) أو في ساحة (الباستيلِ)

أو في الضفَّة اليسرى من السينْ..

آهٍ .. لو تَدَحْرَجْنا على الثلج مَعَهْ..

وهو بالقُبَّعة الزرقاءِ يجري..

ودموعي جدولٌ يجري مَعَهْ..

2

آهِ .. لو نحنُ أخذناهُ إلى عالم (ديزني)..

وركبنا في القطارات التي تمرُقُ من بين ملايين

الفَرَاشاتِ إلى قَوْس قُزَحْ..

آهِ .. لو نحن استجبنا لأمانيه الصغيراتِ..

وآهٍ.. لو أكلنا معه (البيتزا) بروما..

وتجوَّلنا بأحياء فلورنسا..

وتركناهُ ليرمي خبزَهُ لطيور (البُندقيَّهْ)..

فلماذا هربَ العصفورُ منّا يا شَقِيَّهْ؟

قد رَسَمْناهُ بأهداب الجفونْ

ونَحَتْناه بأحداق العُيُونْ

وانتظرناهُ قُروناً .. وقُرونْ

فلماذا هربَ العصفورُ منّا؟

دونَ أن يُلقي التحيَّهْ...

3

ربَّما.. لو أنتِ من جنَّتكِ الخضراء ، يا سيّدتي..

لم تطرُديهِ ..

ربَّما .. لو أنتِ ، يا سيِّدتي ، لم تقتُليهِ..

كانَ سلطانَ زمانِهْ..

ربَّما ... لو كانَ حيّاً

دخلَ الشمسَ على ظهر حصَانِهْ

ربَّما .. لو قال شِعْراً..

يقطُرُ السُكَّرُ من تحت لسانِهْ

ربَّما .. لو شاءَ يوماً أن يُغنّي..

يطلعُ الوردُ على قَوْس كَمَانِهْ..

ربَّما .. لو ظلَّ حيّاً..

حرَّكَ الأرضَ بأطرافِ بَنَانِهْ..

4

لا تَقُولي : (لا تُؤاخِذْني ) ..

فقد كانَ قضاءً وقَدَرْ..

هل يكونُ الجهلُ والسُخْفُ قضاءً وقَدَرْ؟

قَمَراً كانَ..

ومَنْ يقتُلُ ، يا سيّدتي ، ضوءَ القَمَرْ؟

وَتَراً كانَ..

ومَنْ يقطعُ من عُودٍ وَتَرْ؟

مَطَراً كانَ ..

ولنْ يأتي إلينا مرةً أُخرى المَطَرْ..

أنتِ لو أعطيتِهِ الفرصةَ يا سيِّدتي..

ربَّما كانَ المسيحَ المُنْتَظَرْ...

5

آهِ .. يا قاتلةَ الحُلْمِ الجميلِ المُبْتَكَرْ..

مؤسفٌ أن يقتلَ الإنسانُ حُلْما..

مؤسفٌ أن ت**ري في الأُفْق نَجْما..

يا التي تبكي طَوَالَ الليل عصفورَ الأمَلْ

سَبَقَ السيفُ العَزَلْ..

لا تلوميني إذا ما يبسَ الدمعُ بعينيَّ

وصارَ القلبُ فَحْمَا..

فأنا كنتُ أباً..

مُدْهِشَ الأحلام.. لكنْ

أنتِ ، يا سيِدتي ، ما كُنْتِ أُمَا..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:52 am


رسالة حُبّ (21)-(28)





(21)

وَعَدتُكِ..

أن أبقى محتفظاً بوقاري

كلّما ذكروا اسمكِ أمامي

أرجوكِ . أن تحرّريني من وعدي القديم.

لأنّني كلّما سمعتُهم..

يتلفّظون باسمك..

أبذُلُ جهدَ الأنبياء..

حتى لا أصرخ..

(22)

أتغرغرُ بذكرياتك الصغيرة الملوَّنة

كما يتغرغر عصفورٌ بأغنية..

كما تتغرغر نافورةُ بيتٍ أندلسي

بمياهها الزرقاءْ...

(23)

فكّرتُ أن أستولدكِ طفلاً..

يأتي.. وفي فمه قصيدة.

فكّرتُ أن استولدكِ قصيدة..

فكّرتُ..

في ليالي الشتاء الطويلة

أن أعتدي على جميع الشرائع

وأزرعَ في رحمك عصفوراً..

يحفظ سلالةَ العصافير..

فكّرتُ ..

في ساعات الهّذَيان واحتراق الأعصابْ..

أن أستنبت في أحشائكِ

غابةَ أطفال..

يحفظون تقاليدَ الأُسرة

في كتابة الشعر

ومغازلةِ النساءْ..

(24)

من أيّ جنسٍ أنتِ يا امرأة؟

من قبَّعة أيّ ساحرٍ خرجتِ؟

مَنْ يدّعي أنه سرق مكتوباً واحداً

من مكاتيب حبّك .. يكذبْ

مَنْ يدّعي أنه سرق إسوارةَ ذهبٍ صغيرة

من خزانتك يكذبْ..

مَنْ يدّعي أنّه سرق مشطاً واحداً

من أمشاط العاج التي تتمشّطين بها..

يكذبْ..

مَنْ يدّعي..

أنه اصطاد سمكةً واحدة..

من بحار عينيك.. يكذبْ.

من يدّعي أنه اكتشف..

نوعَ العطر الذي تستعملينه

وعنوانَ الرجل الذي تكاتبينه..

يكذبْ..

من يدّعي .. أنه اصطحبكِ

إلى أيّ فندق من فنادق العالم

أو دعاكِ إلى أيّ مسرح من مسارح المدينة

أو اشترى لكَِ طوقاً من الياسمين..

يكذبْ .. يكذبْ .. يكذبْ ..

فأنتِ متحفٌ مُغْلَقْ..

يومَ السبت، ويوم الأحدْ..

يومَ الثلاثاء ، ويوم الأربعاءْ

وفي كلّ أيّام الأسبوع

متحفٌ مغلقْ..

في وُجُوه جميع الرجالْ

طَوَالَ أيّام السنة...

(25)

رسائلي إليكِ..

تتخطّاني.. وتتخطّاكِ..

لأن الضوءَ أهمُّ من المصباحْ

والقصيدةَ أهمُّ من الدفترْ

والقبلةَ أهمُّ من الشفة..

رسائلي إليكِ..

أهمُّ منكِ .. وأهمُّ منّي

إنّها الوثائق الوحيدة..

التي سيكتشفُ فيها الناس

جمالكِ..

وجُنوني..

(26)

لن أكونَ آخر رجلٍ في حياتكِ.

ولكنني آخرُ قصيدة

مكتوبةٍ بماء الذهبْ

تُعلَق على جدار نهديْكِ

وآخرُ نبيّ

أقنع الناسَ بوجود جنّة ثانية

وراء أهداب عينيكِ.

(27)

بيني وبينك..

اثنتان وعشرون سنةً من العُمْرْ..

وبين فمي وفمك..

حين يلتصقان..

تنسحق السَنَوات..

وين**ر زجاجُ العمرْ..

(28)

في أيّام الصيف..

أَتمدّد على رمال الشاطئ

وأمارس هوايةَ التفكير بكِ..

لو أنّني أقول للبحر..

ما أشعر به نحوكِ

لترك شواطئَه..

وأصدافَه..

وأسماكَه..

وتبعني...



فاطمة في ساحة الكونكورد




يُمْطِرُ عليَّ كُحْلُكِ الحجازيّْ

وأنا في وَسَط ساحة (الكونكوردْ)

فأَرْتَبكْ..

وترتبكُ معي باريسْ

تسقطُ حكومةٌ .. وتأتي حكومَهْ

وتطيرُ الجرائدُ الفرنسيّةُ من أكْشَاكِها

وتطيرُ الشراشفُ من فوق طاولات المقاهي..

وتطلبُ العصافيرُ اللجوءَ السياسيْ

إلى عَيْنَيْكِ العَربيَّتيْنْ...

2

أيَّتها العربيَّةُ الداخلةُ كالخنجر في صَبَاحات باريسْ

يا مَنْ ترتشفينَ القهوةَ بالحليبْ

وترتشفين معها كُرَيَّاتي الحمراءَ والبيضاءْ

ما كانَ في حسابي أن أُلاقيكِ في محطّة الحزنْ

وأن تلتقطيني بأهداب حنانِكْ

وأنا في ذَرْوَة البرد، والخَوْف، والإنْكِسَارْ

لكنَّ باريسَ قادرةٌ على كلِّ شيءْ

ونبيذُ بوردو الأحمر، هو الذي سَيُلغي الفُروقْ

بين صقيع أوروبا..

وشُموس العالم الثالثْ

بين حيائكِ الجميلْ...

وبين جُنُوني...

3

أيَّتها العربيَّةُ التي تت**َّرُ على أرصفة (المونْمَارترْ)

فتافيتَ ياقُوتٍ..

وغابةَ سُيوفْ..

يا مَنْ يتصالحُ في عَيْنَيْها الضوءُ .. والعُتْمَهْ..

والماءُ .. والحرائقْ

ما كان في حسابي..

وأنا أتمشَّى بين (الفاندوم) .. و( المادلينْ)..

أن أدخلَ في جَدَليَّةِ اللون الأسودْ

وإشكَاليّة العُيُونِ الواسعَهْ

كخواتمِ الفضَّهْ...

ما كانَ في حسابي..

أن أدخلَ في تفاصيل التاريخ العَرَبيّْ

فلقد تخانقتُ مع تاريخي..

وجئتُ إلى باريسَ .. لأُلغيَ ذاكرتي

ولكنْ .. ما أن نزلتُ من الطائرَهْ..

حتى نَزَلَتْ ذاكرتي معي..

ونَزَلَ شَعْرُكِ الغَجَريُّ معي..

ونزلتْ أثوابُكِ .. ومعاطفُكِ..

وأدواتُ زينتكِ معي..

لتسدَّ مداخلَ الطُرُقاتْ

من مطار (شارل دوغول)

إلى كنيسة نوتردامْ...

4

يا فاطمةَ ساحة (الكونكوردْ)..

يا فاطمةَ الفاطِماتْ

أيُّها السيفُ المرصَّعُ بأجمل الآياتْ

أيُّها اللغةُ التي ألغَتْ جميعَ اللغَاتْ..

أُرحِّبُ بكِ في باريسْ..

وأرجو لكِ قامةً سعيدَهْ

فوق أعشاب صدري...

5

يا ذاتَ الشفتينِ المُمْتَلِئتيْنِ كحبَّتَيْ فاكِهَهْ..

كم هُوَ استفزازيٌّ نوعُ العطر الذي تضعينَهْ

وكم هُوَ رائعٌ إفطارُ الصباح معكِ..

وأنتِ تنقرينَ قطعةَ (الكرواسَانْ) كعصفورْ

وتنقرينَ فمي كعصفورْ

أيَّتُها السنجابةُ الآسيويَّهْ

التي تنطُّ من أعلى (برج إيفل) إلى صدري..

ولا تخشى الدُوارْ..

وتستحمُّ بنوافير (قصر فرساي)

ولا تخشى الغَرَقْ..

وتنامُ عاريةً على أعشاب حديقة (التويلري)..

ولا تخشى الفضيحَهْ..

6

أيَّتُها العربيّةُ التي ينقِّطُ العَسَلُ الأسودُ من عينيْها

نُقْطَةً .. نُقْطَهْ..

ويُنقِّطُ الشِعْرُ من شَفَتها السُفْلى

قصيدةً .. قصيدَه

ويرنُّ حَلَقُها الطويل صباحَ يوم الأَحَدْ

كناقُوسِ كنيسَهْ..

ما كانَ في حسابي..

أن أمرَّ معكِ ذاتَ يومٍ تحتَ قَوْس النصرْ

لنضعَ وردةً على قبر العاشق المجهولْ..

ولا كانَ في حسابي..

أن أرى صورتَكِ في متحف اللُوفر

مع أعمال رينوارْ..

وماتيسْ..

وسيزانْ..

وأن أرى أعمالي الشعريَّهْ

تباعُ في مكتبات الضفّةِ اليُسْرى

مع أعمال رامبو..

وفيرلينْ..

وجاك بريفير..

7

صَباحَ الخير..

أيّتها العصفورةُ القادمةُ من المياه الدافئَهْ

لتغتسلَ بأمطار باريسْ

وأمطار حنيني..

صباحَ الخير..

أيَّتُها السَمَكةُ التي تتكلَّمُ اللغةَ العربيَّهْ

وتتهجّى كَلِماتِ الحُبِّ باللغةِ الفَرَنسيَّهْ.

وتتهجَّاني بكُلِّ لُغَاتِ الأُنوثَهْ...

8

كُلَّما سافرتُ إلى باريسَ دونَ حَجْزٍ..

تصيرينَ فُنْدُقي...

9

صَباحَ الخير .. يا بُسْتَانَ الزَعْفَرانْ

صباحَ الخير .. يا سُجَّادةَ الكاشانْ

صباحَ الخير على أصابعكِ النائمة بين أصابعي..

وعلى معطف المطر الذي كنتِ تلبسينَه معي..

وعلى جرائد الصباح التي كنتِ تتصفَحينها معي..

صباحَ الخير..

على الكافيتريات التي ثَرثَرْنا فيها..

وعلى البُوتيكات التي رافقتُكِ إليها..

وعلى المرايا التي دخلناها معاً...

ثم سافرتِ..

وتركتِني حتى الآن .. مَرْسُوماً عليها...


رسالة حُبّ (29)-(50)





(29)

عندما أسمعُ الرجال..

يتحدّثون عنكِ بحماسة

وأسمع النساء..

يتحدّثن عنكِ بعصبيَّة..

أعرفُ..

كم أنتِ جميلة..

(30)

كنتُ أعرفُ دائماً..

أنّكِ فُلّة..

ولكنّني عندما رأيتُكِ بثياب البحر.

أدركتُ ..

أنّك شجرةُ فُلّْ..

(31)

صداقةُ يَدَيْنَا..

أقوى من صداقتي معك..

وأصفى .. وأعمقْ..

فحين كنَّا نختصمُ .. ونغضبْ..

ونرفعُ قبضاتنا في الهواءْ..

كانت يدانا تلتصقان.. وتتعانقان..

وتتغامزان.. على غبائنا...

(32)

طالت أظافرُ حبّنا كثيراً..

علينا..

أن نقصَّ له أظافرَهْ

وإلا ذبحكِ..

وذبحني..

(33)

كلّما قبَلتُكِ..

بعد طول افتراق..

أشعر أنني..

أضعُ رسالةَ حبٍّ مستعجلة

في علبة بريد حمراء..

(34)

رسائلي إليكِ..

ليستْ مقاعد من القطيفة

تستريحين عليها..

إنّني لا أكتب إليكِ .. كي تستريحي

إنني أكتب إليكِ..

كي تحتضري معي..

وتموتي معي..

(35)

يندفع حبِّي نحوكِ..

كحصانٍ أبيض..

يرفضُ سرجَه وفارسَه

لو كنتِ يا سيّدتي

تعرفينَ أشواقَ الخيول

لملأتِ فمي..

لوزاً .. وكرزاً..

وفستقاً أخضر..

(36)

عندما تذهبين إلى الجَبَل

تصبحُ بيروت قارةً غيرَ مسكونة..

تصبحُ أرملة..

أنا ضدَّ الاصطياف كلّه

ضد كلّ ما يأخذك

بعيداً عن صدري..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:54 am


(37)

كلُّ رجل سيُقبِّلُكِ بعدي..

سيكتشف فوق فمك

عريشةً صغيرةً من العنب

زرعتُها أنا...

(38)

إبتعدي قليلاً عن حدقتيْ عينيّ

حتى أُميِّزَ بين الألوان

إنهضي عن أصابعي الخمسة

حتى أعرف حجمَ الكون..

وأقتنع..

أن الأرض كُرويَّة..

(39)

كان المطرُ ينزل علينا معاً..

فتنمو ألوفُ الحشائش

على معطفينا.

بعد رحيلك..

صار المطر يسقط عليَّ وحدي..

فلا ينبت شيء..

على معطفي..

(40)

أتكوَّم..

على رمال نهديكِ.. مُتْعبَاً

كطفلٍ لم ينم منذ يوم ولادته

(41)

آهِ.. لو تتحرّرينَ يوماً..

من غريزة الأرانب..

وتعرفين..

أنني لستُ صيّادَكِ

لكنني حبيبُكِ..

(42)

خطر لي ذاتَ يوم..

أن أخطفكِ على طريقة الشرا**ة..

وأتزوّجَكِ..

تحت طَلَقات الرصاصْ..

والتماع الخناجرْ..

لكنّكِ قتلت حصاني

وهو يَلحس الشمعَ عن أصابع قدميك

وقتلتِ معه..

أجملَ لحظة شعر.. في حياتك.

(43)

عندما تزورينني..

بثوبٍ جديدْ..

أشعر بما يشعر به البستانيّ

حين تُزهر لديه شجرة..

(44)

عيناكِ..

حفلةُ ألعاب ناريّة

أتفرّج عليها مرةً .. كلَّ سنة.

وأظلّ طَوَالَ العام..

أُطفيء الحرائق المشتعلة..

في جلدي..

وفي ثيابي..

(45)

أريد أن أركب معكِ

ولو لمرةٍ واحدة..

قطارَ الجنون..

قطاراً ينسى أرصفتَه،

وقضبانَهُ ، وأسماءَ مسافريه..

أريد أن تلبسي..

ولو لمرة واحدة...

معطفَ المطر..

وتقابليني في محطّة الجنون..

(46)

شكراً .. على الدفاتر الملوّنة

التي أهديتها إليّ.

لا شيء يفتح شهيتي في الدنيا

أكثر من ورق الدفاتر الملوّنة

أنا كالثور الإسباني..

يطيب لي أن أموت..

على أية ورقة ملوّنة

ترتعش أمامي..

فهل كنتِ تعرفين يوم أهديتني دفاترك

نَزَواتي الإسبانية؟

(47)

كلّما سافرتِ..

طالبني عطرُكِ بكِ

كما يطالب الطفل بعودة أمّه..

تصوّري..

حتّى العطور..

حتّى العطورْْ..

تعرفُ الغربةَ..

وتعرف النفيْ..

(48)

هل فكّرتِ يوماً .. إلى أينْ؟

المراكبُ تعرف إلى أينْ..

والأسماكُ تعرف إلى أينْ..

وأسرابُ السنونو تعرف إلى أينْ..

إلا نحن..

نحن نتخبَّط في الماء ولا نغرفْ..

ونلبس ثيابَ السفر ولا نسافرْ

ونكتب المكاتيبَ ، ولا نرسلها..

ونحجز تذكرتينْ..

على كلّ الطائرات المسافرة..

ونبقى في المطار.

أنتِ ، وأنا ، أجبنُ مسافريْنْ

عرفَهما العصرْ..

(49)

مزّقتُ ، يومَ عرفتُكِ ،

كلَّ خرائطي .. ونُبُوءاتي.

وصرتُ كالخيول العربية

أشمُّ رائحةَ أَمطاركِ ، قبل أن تبلّلني

وأسمعُ إيقاعَ صوتك

قبل أن تتكلَّمي..

وأفكُّ ضفائرَك .. بيدي

قبل أن تضفريها..

(50)

إغلقي جميعَ كُتُبي

واقرأي خطوطَ يدي

أو خطوطَ وجهي..

إنني أتطلّع إليك بانبهار طفل

أمامَ شجرةِ عيد الميلادْ..


رسالة حُبّ (51)-(60)





(51)

فكّرتُ أمس.. بحبّي لكِ..

وأحببتُ التفكيرَ بتفكيري..

تذكّرتُ فجأةً..

قَطَراتِ العَسَل على شفتيكِ

فلحستُ السُكَّرَ عن جدران ذاكرتي..

(52)

أرجوكِ أن تحترمي صمتي..

إنَّ أقوى أسلحتي هو الصمتْ.

هل شعرتِ ببلاغتي عندما أسكت؟

هل شعرتِ بروعة الأشياء التي أقولها؟

عندما لا أقولُ شيئاً..

(53)

عندما ركبتِ معي..

(تِلفرِيك) جونيه..

وانزلقتْ المركبةُ بنا على رؤوس الشجرْ..

وأكواز الصنوبرْ..

وصواري السفن..

شعرتُ أنّني ورثتُ العرشَ فجأة..

وخطر لي أن أتزوّجك

في هذه الغرفة الزجاجيّة

المتدحرجة على الغيم.. كفندقٍ صغير

وأن يكون شاهدَ عُرْسِنا الوحيدْ

هو الله..

(54)

علاّقةُ المفاتيح الذهبيّة

التي أهديتنيها..

لا تفتحُ باباً واحداً

من أبوابك الحجريّة

وإنما تفتحُ..

أبوابَ جُروحي..

(55)

لماذا تطلبينَ منّي أن أكتبَ إليكِ؟

لماذا تطلبين منّي

أن أتعرّى أمامكِ كرجل بدائيّ؟

الكتابةُ هي العملُ الوحيدُ الذي يعرّيني.

عندما أتكلّم..

فإنني أحتفظ ببعض الثياب

أما عندما أكتب..

فإنني أصير حرّاً ، وخفيفاً

كعصفور خرافيٍّ لا وزن له..

عندما أكتب..

أنفصل عن التاريخ.. وعن جاذبيَّة الأرض..

وأدورُ ككوكبٍ..

في فضاء عينيك..

(56)

المتعاملُ معكِ..

كالمتعامل مع طيّارة وَرَقْ..

كالمتعامل..

مع الريح، والصُدْفة، ودُوار البحر.

لم أشعر معكِ في يوم من الأيام

بأنني أقف على شيء ثابت..

وإنما كنتُ أتدحرجُ..

من غيمة.. إلى غيمة

كالأطفال المرسومين على سقوف الكنائس.

(57)

إنزعي الخنجرَ المدفونَ في خاصرتي

واتركيني أعيش..

إنزعي رائحتَك من مسامات جلدي

واتركيني أعيش..

إمنحيني الفرصة..

لأتعرّف على امرأة جديدة

تشطب اسمَكِ من مفكّرتي

وتقطعُ خُصُلاتِ شعرك

الملتفّة حول عنقي..

إمنحيني الفرصة..

لأبحث عن طُرُقٍ لم أمشِ عليها معكِ

ومقاعد لم أجلس عليها معكِ..

ومقاهٍ لا تعرفكِ كراسيها..

وأمكنةٍ ..

لا تذكركِ ذاكرتُها.

إمنحيني الفرصة..

لأبحث عن عناوين النساء اللواتي

تركتٌهنّ من أجلك..

وقتلتُهنّ من أجلك

فأنا أريد أن أعيش..

(58)

كلّما ضربَ المطرُ شبابيكي..

أتلمّس مكانكِ الخالي..

كلّما لَحَسَ الضبابُ زجاجَ سياّراتي

وحاصرني الصقيع..

وتجمّعت العصافير

لتنتشل سيّارتي المدفونة في الثلج

أَتذكّر حرارةَ يديكِ الصغيرتين..

والسجائر التي كنا نقتسمها

كالجنود في خنادقهم..

نصفٌ لكِ ..

ونصفٌ لي..

كلما علكت الرياحُ ستائرَ غرفتي

وعلكتْني..

أتذكر حبَّكِ الشتائي..

وأتوسّل إلى الأمطار

أن تُمطِرَ في بلادٍ أخرى

وأتوسّلُ إلى الثلج

أن يتساقطَ في مُدُنٍ أخرى

وأتوسّل إلى الله

أن يلغي الشتاء من مفكّرته

لأنني لا أعرف..

كيف سأقابل الشتاء بعدك..

(59)

الطائرة ترتفع أكثرَ .. وأكثرْ..

وأنا أحبّكِ أكثرَ .. وأكثرْ..

إنني أعاني تجربةً جديدة

تجربةَ حبّ امرأة على ارتفاع ثلاثين ألف قدم.

بدأتُ الآن أفهم الصوفيّة

وأشواقَ المتصوّفين..

*

من الطائرة..

يرى الإنسانُ عواطفه بشكل مختلف

يتحرّر الحبُّ من غُبار الأرض

من جاذبيتها..

من قوانينها..

يصبح الحبُّ كرةً من القطن، معدومةَ الوزن.

الطائرة تنزلق على سجّادة من الغيم المنَّتف.

وعيناك تركضان خلفها..

كعصفوريْْنِ فضوليّينْ..

يلاحقان .. فراشة.

*

أحمق أنا..

حين ظننتُ أنّي مسافرٌ وحدي..

ففي كلِّ مطار نزلتُ فيه..

عثروا عليكِ..

في حقيبة يدي..

(60)

قبلَ أن أدخلَ مدائنَ فمك

كانت شفتاكِ زهرتيْ حَجَرْ

وقدحي نبيذٍ .. بلا نبيذْ

وجزيرتين متجمّدتين في بحار الشمالْ..

ويوم وصلتُ إلى مدينة فمك..

خرجت المدينة كلُّها..

لترشَّني بماء الورد

وتفرشَ تحت موكبي السّجادَ الأحمرْ

وتبايعني خليفةً عليها..


رسالة حُبّ (61) - (70)





(61)

قُضيَ الأمرُ.. وأصبحتِ حبيبتي

قُضيَ الأمر..

ودخلتِ في طيّات لحمي.. كالظفر الطويلْ..

كالزِرِّ في العُرْوَة..

كالحَلَق في أُذُن امرأةٍ إسبانية..

*

لن تستطيعي بعد اليوم..

أن تحتجّي..

بأنّي مَلِكٌ غيرُ ديمُقراطي

فأنا في شؤون الحُبِّ.. أصنعُ دساتيري

وأحكم وحدي.

هل تستشير الورقةُ الشجرةَ قبل أن تطلع؟

هل يستشير الجنينُ أمَّه قبل أن ينزل؟

هل يستشير النهدُ الغلالة..

قبل أن يتكوَّر؟

*

كوني إذَنْ حبيبتي

واسكتي..

ولا تناقشيني في شرعيّة حبّي لكِ

لأن حبّي لكِ شريعةٌ

أنا أكتُبها..

وأنا أنفّذها..

أما أنتِ..

فمهمّتك أن تنامي كزهرة مارغريت

بين ذراعيّ

وتتركيني أحكمُ..

مهمّتك يا حبيبتي

أنْ تظلي حبيبتي..

(62)

أنتِ امرأةٌ مستريحة..

مستريحةٌ ككلّ المقاعد التي لا طموح لها..

وككلّ الجرائد المتروكة في الحدائق العامة.

الحبّ لديك.. حصانٌ

لا يتقدّم.. ولا يتقهقر

ساعي بريد .. يجيء أو لا يجيء

أيّامك كلُها..

مرسومةٌ في خطوط فناجين القهوة..

ووَرَق اللعِبْ..

ووَدَع المنجّماتْ..

مستريحةٌ أنتِ.. كأرجُلِ الطاولة..

نهدُكِ الأيمنُ، لا يعرف شيئاً ، عن نهدك الأيسرْ

وشفتُك العليا..

لا تدري، بشفتك السفلى..

*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:55 am


أردتُ أن أنقل الثورة..

إلى مرتفعات نهديك.. ففشلتْ.

أردتُ أن أعلّمكِ الغضبَ، والكفرَ ، والحرّية

ففشلتْ..

الغضبُ لا يعرفه إلا الغاضبون

والكفرُ لا يعرفه إلا الكافرون..

والحرية سيفٌ..

لا يقطع إلا في يد الأحرار

أما أنتِ..

فمستريحةٌ إلى درجة الفجيعة

تراهنينَ على الخيول الراكضة

ولا تمتطينها..

وتلعبين بالرجال..

ولا تحترمين قواعدَ اللُّعْبَة..

أنتِ لا تعرفينَ قشعريرةَ المغامرة

والصدام مع المجهول ، واللامنتظَرْ

أنتِ تنتظرينَ المنتظَرْ..

كما ينتظر الكتابُ من يقرؤه..

والمقعدُ من يجلس عليه..

والإصبعُ خاتمَ الخطبة..

تنتظرين رجلاً..

يُقشِّر لكِ اللوزَ والفستق

ويسقيكِ لبَنَ العصافيرْ

ويعطيكِ مفاتيحَ مدينةٍ

لم تحاربي من أجلها..

ولا تستحقّين شرفَ الد*** إليها..

(63)

يخطُرُ لي أحياناً..

أن أجلدكِ في إحدى الساحات العامة..

حتى تنشر الجرائد..

صورتي وصورتك في صفحاتها الأولى

وحتى يعرفَ الذين لا يعرفونْ..

أنّكِ حبيبتي.

*

لقد ضجرتُ .. من ممارسة الحبّ خلف الكواليس

ومن تمثيل دور العشَّاق الكلاسيكيين..

أريد أن أعتلي خشبةَ المسرحْ..

وأمزّق السيناريو..

وأعلن أمام الجمهور..

أنني عاشق على مستوى العصرْ

وأنكِ حبيبتي

رغمَ أنفِ العصرْ..

*

أريدُ..

أن تعترف الصحافةُ بي

كواحدٍ .. من أكبر فوضوييّ التاريخ

فهذه هي فرصتي الوحيدة..

لأظهرَ معكِ في صورةٍ واحدة

وليعرفَ الذين يقرأون صفحةَ الجرائم العاطفية

أنّك حبيبتي..

(64)

لا أستطيع أن أخرج من حدود بشريتي

وأعاملكِ على طريقة المجاذيب..

والأولياءْ..

إنني أهين أنوثتَكِ

إذا استبقيتُكِ عندي

كزهرةٍ من الورق..

*

ماذا تقول أنوثتك عني؟

إذا عاملتكِ..

كحقل لا يرغب أحدٌ في امتلاكه..

أو كأرضٍ محايدة..

لا يدخلها المحاربون..

ماذا يقول نهداكِ عني؟

إذا تركتهما يثرثران خلف ظهري..

ونمتْ..

ماذا تقول شفتاكِ عني..

إذا تركتُهما تأكلان بعضهما..

وذهبتْ..

*

ليس بوسعي

أن أنظرَ إليكِ

كما تنظر الأبقار ال**لى..

إلى خطوط سكّة الحديدْ..

ليس بوسعي أن أظلّ واقفاً

تحت جُنون مطرك الاستوائيّ..

بلا مظلّة..

(65)

عندما تكونينَ برفقتي

أحبُّ أن أتجاوز جميعَ إشارات المرور الحمراءْ

أُحسُّ بشهوة طفولية

لارتكاب ملايين المخالفات..

وملايين الحماقات..

*

عندما تكون يدُكِ مطمورةً في يدي

أُحبُّ أن أ**ر جميعَ ألواح الزجاج

التي ركّبوها حول الحُبّ..

وجميعَ البلاغات الرسمية

التي أصدرتها الحكومة

لمصادرة الحُبّ..

وأشعرُ، بنشوةٍ لا حدود لها

حين تصطدم نثاراتُ الزجاج الم**ور..

بعجلات سيّارتي..

(66)

أنتِ لا تستحقّين البحرَ أيتها البيروتيّة..

ولا تستحقّين بيروتْْ

فمنذ عرفتك..

وأنتِ تقتربين من البحر..

كراهبة خائفة من الخطيئة..

تريدُ ماءً بلا بَلَل

وبحراً بلا غَرَق..

وعبثاً .. حاولتُ أن أقنعك

أن تخلعي نظَّارتكِ السوداءْ..

وجواربَكِ السميكة

وساعةَ يدِك..

وتنزلقي في الماء ****ة جميلة..

ولكنّني فشلت.

وعبثاً حاولتُ أن أشرح لكِ

أن الدُوَارَ جزءٌ من البحر

وأن العشقَ فيه شيء من الموت

وأن الحُبَّ والبحر..

لا يقبلان أنصافَ الحلولْ..

ولكنني يئستُ من تحويلك إلى سمكة مغامرة..

فقد كانت كلُّ شروشك بريّة

وكلُّ أفكارك بريّة..

لذلك أبكي عليكِ يا صديقتي

وتبكي معي بيروت..

(67)

كان عندي قبلّكِ .. قبيلةٌ من النساءْ

أنتقي منها ما أريدْ..

وأعتق ما أريدْ..

كانت خيمتي..

بستاناً من الكُحْل والأساورْ

وضميري مقبرةً للأثداء المطعونة

كنتُ أتصرّف بنذالة ثريّ شرقي..

وأمارسُ الحبَّ..

بعقلية رئيس عصابة..

وحين ضربني حبُّكِ.. على غير انتظارْ

شبَّت النيرانُ في خيمتي

وسقطتْ جميعُ أظافري

وأطلقتُ سراحَ محظيّاتي

واكتشفتُ وجهَ الله..

(68)

مرّتْ شهورٌ..

وأنا لا أعرف رقم هاتفكْْ

أنتِ تفرضين حصاراً..

حتى على رقم هاتفكْ..

تمنعين الكلامَ أن يتكلّمْ..

ترفضين صداقةَ صوتي..

وزيارةَ كلماتي لكِ..

*

إذا كنتُ لا أستطيع أن أزورَكِ

فاسمحي لصوتي..

أن يدخلَ غرفةَ جلوسك

وينامَ على السجّادة الفارسيّة..

أنا ممنوع..

من د*** مملكتك الصغيرة..

فلا أعرف في أيِّ ركن تجلسينْ

وأيَّ المجلات تقرأينْ..

لا أعرف لونَ غطاء سريرك..

ولا لونَ ستائرك..

لا أعرف شيئاً عن عالمك الخرافيّّ

ولكنَّني أخترعه..

أضع الأبيضَ .. على الأحمرْ

والأزرقَ .. على الأصفرْ

حتى أصبحَ عندي ثروةٌ من اللوحاتْ

لا يمتلك مثلَها متحفُ اللوفر..

ولكنْْ..

إلى متى أظلّ أخترعك

كما يخترع الصوفيُّ ربَّهْ..

إلى متى؟

أظلُّ أصنعكِ من خلاصة الأزهارْ

كما يفعل بائع العطور..

إلى متى أظلّ أجمعكِ..

قطعةً .. قطعة

من حقول التوليب في هولندا..

وكروم العنب في فرنسا

وهفيفِ المراوح في إسبانيا..

(69)

حين رقصتِ معي..

في تلك الليلة..

حدث شيء غريبْ.

شعرتُ .. أن نجمةً متوهّجة

تركت غرفتها في السماء

والتجأت إلى صدري..

شعرتُ ، كما لو أنّ غابةً كاملة

تنبتُ تحت ثيابي..

شعرتُ..

كما لو أن طفلةً في عامها الثالث

تقرأ .. وتكتب فُروضَها المدرسيّه

على قماش قميصي..

*

ليس من عادتي أن أرقص..

ولكنني .. في تلك الليلة

لم أكن أرقص فحسب..

ولكنني ..

كنتُ الرقصْ..

(70)

عاد المطرُ ، يا حبيبةَ المطرْ..

كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلَهْ

وكالمجنون ، أتركه يبلّل وجهي..

وثيابي..

ويحوّلني إلى إسفنجة بحريّة..

*

المطر..

يعني عودةَ الضباب ، والقراميد المبلّلة

والمواعيد المبلّلة..

يعني عودتَكِ .. وعودةَ الشعر.

أيلول .. يعني عودة يديْنا إلى الالتصاقْ

فطوال أشهر الصيف..

كانت يدُكِ مسافرة..

أيلول..

يعني عودةَ فمك، وشَعْرك

ومعاطفك، وقفّازاتك

وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسيفْ.

*

المطر.. يتساقط كأغنية متوحّشة

ومَطَركِ..

يتساقط في داخلي

كقرع الطبول الإفريقية

يتساقط ..

**هام الهنود الحُمْرْ..

حبّي لكِ على صوت المطرْ..

يأخذ شكلاً آخر..

يصير سنجاباً..

يصير مهراً عربياً..

يصير بَجَعةً تسبح في ضوء القمرْ..

كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ..

وصارت السماء ستارةً من القطيفة الرمادية..

أخرجُ كخَرُوفٍ إلى المراعي

أبحث عن الحشائش الطازجة

وعن رائحتك..

التي هاجرتْ مع الصيف..



رسالة حُبّ (71) - (80)





(71)

يوم تعثرينَ على رَجُل..

يقدر أن يحوّل كلَّ ذرَة من ذرّاتكِ

إلى شِعْرْ..

ويجعل كلَ شَعْرة من شَعَراتكِ .. قصيدة

يوم تعثرين على رَجُل..

يقدر _ كما فعلتُ أنا _

أن يجعلك تغتسلينَ بالشِعرْ..

وتتكحّلين بالشِعرْ..

وتتمشّطين بالشِعرْ..

فسوفَ أتوسّلُ إليكِ..

أن تتبعيه بلا تردّد..

فليس المهمّ أن تكوني لي..

وليس المهمّ .. أن تكوني له

المهمّ..

أن تكوني للشعرْ..

هوايةً خطيرة..

وهي أن أتحدّثَ عنكِ إلى النساءْ..

لذةٌ كبيرةٌ .. أن أزرعَكِ في عيون النساءْ

في فضولهنّ..

في دهشتهنّ.

لذةٌ ما بعدها لذّة..

أن أُضرمَ النارَ في ثياب الجميلاتْ

وأتفرّج بفرح شيطاني..

على الحرائق المشتعلة فيهنّ..

عيونُ النساءْ..

هي المرايا المدهشة..

التي تطمئنني أن قصّة حبّنا غير مألوفة..

وأنكِ امرأة لا تكرّر..

سامحيني إذا فعلتُ هذا..

فأنا لا أطيقُ تعذيبَ الآخرينْ..

غير أنّي أردتُ رسْمَ صورتك

في أحداق النساء..

لأرى.. كيف تزدادُ اتساعا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:56 am

(73)

لا تشتكي من تطرّفي..

هي تلك الأيّام التي نسيتِ فيها تمدّنك

وانزرعتِ بلحمي .. كحربةٍ مسمومة..

أروعُ أيّامك..

_إذا كان لكِ أيَّامٌ قبلي_

هي الأيّام التي اختلط فيها رمادُك برمادي..

كما يختلطُ رمادُ لُفَافَتينْ..

في منفضةٍ واحدة..

(74)

لا أنا أستطيع أن أفعلَ شيئاً

ولا أنتِ تستطيعن أن تفعلي شيئاً

ماذا يستطيع أن يفعل الجرح

بعد دقائق . تضربُ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وينتهي عامٌ .. ويولدُ عامْ..

لا تهمّني السنوات التي تولد..

ولا السنواتُ التي تموت..

فأنتِ الزمنُ الوحيد..

لن أُقَبِّلك عندما تُطفأ الأنوارْ..

كما يفعل كلُّ الأغبياء..

ولن أرقصَ معكِ بشراسة

كما يفعل كلُّ المجانين..

ولن اخترعَ كلاماً سخيفاً

يحمل إليكِ أطيبَ تمنياتي بعامٍ جديدْ.

فالتمثيلُ ليس مهنتي..

إنّي أحبّكِ..

بعيداً عن كؤوس الويسكي..

وقُبَّعات الورقْ..

بعيداً عن موسيقى الجاز..

وانفجار البالونات الملوّنة..

أحبّك..

وأنا أنزفُ على الطاولة وحدي..

كما ينزف مصارع الثيرانْ..

أحبّكِ..

قبل أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وبعد أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وإنما حبيبة كلِّ الساعاتْ..

وكلِّ الأزمنة..

بعد دقائقْ..

سيرحل عامٌ كنتِ سيّدتَه ومليكتَهْ

فيا سيّدتي ومليكتي

لا أريد من الله ذهباً ولا قصوراً..

لا أريد منه ديباجاً ولا حريرا..

أريدُ منه فقط..

أن يُبقيكِ حبيبتي..

(76)

يوم تعرّفتُ عليكِ .. منذ عامينْ

كنتِ قطّةً تركية مدلّلهْ..

تتشمَّس..

وتتثاءب..

وتلحس فروتها..

كنتِ تموئين.. وتشربينَ الحليبَ المعقَّمْ..

وتلعبين بخيوط الصوفْ..

ومن بَصَمات أصابعي..

عندما تعرّفتُ عليكِ..

لم تكن لديكِ همومٌ عاطفية

كبقيَّة القِطَطْ..

ولم تكن لديكِ شهيّةُ المغامرة..

والتناسل ، في الأزقة الضيّقة

كملايين القِطَطِ الأخرى..

*

بعد عامينْ..

من المناقشات العصبيَّة

والغضَب ، والتشنّجاتْ..

تحوّلتِ من قطة سمينة ومترهّلة..

تتعاطى الحبوبَ المنوِّمة..

والماريجوانا..

إلى قطةٍ ترفض تاريخَها..

ف**رتِ زجاجةَ الحليب المعقَّمْ

ورميتِ كرةَ الصوف على الأرض..

ووثبتِ إلى حضني..

*

بعد عامين معي..

أصبحتِ قطةً غيرَ عاديَّهْ

أصبحتِ قطّتي..

(77)

كنتُ ساذجاً..

حين تصوّرتُ أنّني أستطيع أن أغتالكِ بالسفرْ..

وأقتلكِ..

تحت عَجلات القطارات التي تحملني..

صوتُكِ..

يتبعني على كلِّ الطائراتْ..

يخرج كالعصفور من قبّعات المضيفاتْ..

ينتظرني..

في مقاهي سان جرمان.. وسوهو..

كنتُ ساذجاً..

حين ظننتُ أنّي تركتكِ ورائي.

كلُّ حقيبة أفتحها..

أجدكِ فيها..

كلُّ قميصٍ ألبسه ، يحمل رائحتكِ...

كلُّ جريدةٍ صباحية أقرؤها..

تنشر صورتك..

كلُّ مسرحٍ أدخله..

أراكِ في المقعد المجاور لمقعدي..

كلّ زجاجة عطرٍ أشتريها..

هي لكِ..

فمتى .. متى أتخلّص منكِ

أيتها المسافرةُ في سفري..

والراحلةُ في رحيلي..

(78)

أعرف..

ونحن على رصيف المحطّة.

أنَّكِ تنتظرين رجلاً آخر..

وأعرفُ، وأنا أحمل حقائبك

أنكِ ستسافرين مع رجل آخر..

وأعرف .. أنني لم أكنْ..

سوى مروحةٍ صينية خفَّفتْ عنكِ حرارة الصيفْ

ورميتِها بعد الصيفْ..

أعرف أيضاً..

أن رسائل الحبّ التي كتبتُها لكِ..

لم تكن سوى مرايا..

ومع هذا ..

سأحملُ حقائبك..

وحقائبَ حبيبك..

لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً

تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ..

أحلى أيّام حياتي..

(79)

كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ

من أسلاك الهاتف..

وصَبَّحَ عليّْ..

أتحوّلُ إلى غابة..

(80)

لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً

كما تتصوّرينْ..

فأنا كأشجار الصفصافْ

أموتُ دائماً..

وأنا واقفٌ على قدميّْ..

لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً

تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ..

أحلى أيّام حياتي..

(79)

كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ

من أسلاك الهاتف..

وصَبَّحَ عليّْ..

أتحوّلُ إلى غابة..

(80)

لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً

كما تتصوّرينْ..

فأنا كأشجار الصفصافْ

أموتُ دائماً..

وأنا واقفٌ على قدميّْ..



رسالة حُبّ (81) - (89)






(81)

بعد ما احترقتْ روما

واحترقتِ معها..

لا تنتظري منّي..

أن أكتبَ فيكِ قصيدةَ رثاءْ

فما تعودتُ..

أن أرثي العصافير الميِّتة..

أنتِ قاتلتِ على طريقة دون كيشوتْ..

وأنتِ مستلقية على سريرك..

هجمتِ على الطواحين..

وقاتلتِ الهواءْ..

فلم يسقط ظفرٌ واحدٌ..

من أظافرك المطليّة..

ولم تنقطع شعرةٌ واحدةٌ.. من شعرك الطويلْ..

ولم تسقط نقطةُ دمٍ واحدة..

على ثوبك الأبيضْ..

*

أيّ حربٍ.. تتحدّثين عنها؟

فأنتِ لم تدخلي معركةً واحدةً

مع رجل حقيقي..

لم تلمسي ذراعَهْ..

ولم تشُمّي رائحةَ صدرهْ..

ولم تغتسلي بعَرَقِهْ..

وإنّما..

كنتِ تخترعينَ رجالاً من الورقْ..

وفرساناً من الورقْ..

وخيولاً من الورقَ..

وتحبّين .. وتعشقين.. على الورقْ..

*

فيا أيتها الدونكشوتيّه الصغيرة..

إستيقظي من نومك،

واغسلي وجهك،

واشربي كُوبَ حليبك الصباحيّ..

وستعرفين بعدها..

أن كلَّ الرجال الذين عشقتهمْ..

كانوا من ورقْ..

(83)

هل لديكِ حلٌّ لقضيتنا؟

ولا تستطيع أن تغرقْ..

*

فلقد شربتُ من ملح البحر

ما فيه الكفاية..

وشَوَتِ الشموسُ جِلْدي

بما فيه الكفاية..

وأكلتِ الأسماكُ المتوحّشة من لحمي

ما فيه الكفاية..

*

أنا شخصياً..

ضجرتُ من السَفَر

وضجرتُ من الضَجَرْ

فهل لديك حلٌّ .. لهذا السيف

الذي يخترقنا .. ولا يقتلنا؟

هل لديك حلٌّ؟.

لهذا الأفيون الذي نتعاطاه..

ولا يخدّرنا..

*

أنا شخصياً..

أريد أن أستريحْ..

على أيّ حَجَرٍ.. أريد أن أستريحْ

على أيّ كَتِفٍ..

أريدُ أن أستريحْ..

فلقد تعبتُ من المراكب التي لا أشرعةَ لها.

ومن الأرصفة التي لا أرصفة لها.

فقدّمي حلولكِ يا سيّدتي!

وخذي توقيعي عليها قبل أن أراها..

واتركيني أنامْ..

(84)

جاءني صوتُكِ بعد الظهر..

متوهّجاً **بيكة الذَهَبْ..

كان عندي امرأة..

من فوق أجساد جميع النساءْ..

أقفز إليكِ..

وأتركهنَّ في الظلّ..

وأذهب معكِ..

ومرعبٌ . وبَشِعْ..

فظيع.. أن أغازلكِ..

وأنا واقفٌ على نهديْنِ عارييْنْ..

ولكنني فعلتُها..

ولكنني فعلتُها..

لأتحدّاكِ بوفرة من أعرف من النساءْ

ولأتحرر من بَصَمات أصابعك على أيّامي..

*

ولكنني حين سمعتُ صوتك في الهاتف

يتوهّج **بيكة الذهبْ..

نسيتُ نسائي، ومحظيّاتي على الأريكة

وتبعتُكِ..

فيا أيّتها المستعمرةُ دقائقَ عمري..

إرفعي يديكِ لحظةً.. عن شَهَواتي..

لأعرفَ..

كيف أستعملُ جَسَدي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:57 am

(85)

أحببتِني بالحساب. وأحببتُكِ بالشعرْ..

وضعتِ رأسي على مخدةٍ من الحَجَرْ..

ووضعتُ رأسكِ على مخدَّةٍ من القصائدْ

أعطيتِني سمكةً.. وأعطيتُك البحرْ..

أعطيتني قطرةً من زيت القنديلْ..

وطوّبتُ لكِ البيادرْ..

أخذتِني إلى المدن المسكونة بالزمهريرْ

وأخذتُك إلى المدن المسكونة بالدهشة..

*

كنتِ رصينةً كمعلّمة مدرسة..

وجليديةً كالآلات الحاسبة..

ورضيتِ أن أُطعم نهديكِ تيناً و**يباً

لأنّهما لم يأكلا منذ قرون..

أعطيتني شفتيك، وأنتِ خائفة من الزُكامْ

وصافحتِني .. وأنت تلبسين قفازات الدانتيلْ..

أما أنا..

فقد تركتُ في فمكِ نصف فمي..

وتركتُ في راحتكِ .. نصفَ أصابعي...

(86)

إشربي فنجانَ قهوتك..

واستمعي بهدوء إلى كلماتي..

فربّما..

لن نشربَ القهوةَ معاً.. مرةً ثانية

ولن يُتاح لي أن أتكلّم مرةً ثانية.

*

لن أتحدّثَ عنكِ..

سطرانِ مكتوبانِ بالرصاص على هامشهْ..

ولكنني سأتحدّث ..

عمّا هو أكبرُ منكِ .. وأكبرُ منّي

وأنظفُ منكِ .. وأنظفُ منّي..

سأتحدث عن الحبّ..

عن هذه الفَرَاشة المدهشة..

التي حطّتْ على أكتافنا وطردناها..

عن هذه السمكة الذهبيّة..

عن هذه النجمة الزرقاءْ

التي مدّت إلينا يدها

ورفضناها..

*

ليست القضية أن تأخذي حقيبتكِ .. وتذهبي.

كلُّ النساء يأخذن حقائبهنَّ

في لحظات الغضب ويذهبنْ..

ليست القضية أن أطفىء لفافتي بعصبيَّة

في قماش المقعدْ..

كلُّ الرجال يحرقون قماشَ المقاعد عندما يغضبونْ

القضيَّة ليست بهذه البساطة..

وهي لا تتعلّق بكِ .. ولا تتعلّق بي

فنحنُ صِفْرانِ على شمال الحبّ..

وسطرانِ مكتوبانِ بالقلم الرصاص.. على هامشهْ.

القضية هي قضيّة هذه السمكة الذهبيّة..

التي رماها إلينا البحر ذاتَ يوم..

وسحقناها بين أصابعنا..

(87)

أنا متَّهمٌ بالشهريارية..

من أصدقائي..

ومن أعدائي..

متَّهم بالشهرياريّة.

وبأنني أجمعُ النساءْ..

كما أجمعُ طوابعَ البريد..

وعُلَبَ الكبريت الفارغة..

وأعلقهنّ بالدبابيس..

على جدران غرفتي..

وبالأوديبيَّة

وبكلِّ ما في كُتُب الطبّ النفسيّ من أمراض..

ليُثبتوا أنّهم مثقفون..

وأنّني منحرِفْ..

*

لا أحَدَ . يا حبيبتي

يريد أن يستمع إلى إفادتي..

فالقضاةُ معقّدون..

والشهود مرتشون..

وقرار إدانتي

يفهمُ طفولتي..

فأنا أنتمي إلى مدينةٍ لا تحبُّ الأطفالْ..

ولا تعترف بالبراءة..

ولم يسبق لها..

أن اشترت وردةً.. أو ديوانَ شعرْ..

أنا من مدينةٍ .. خشنة اليدينْ..

خشنة القلب..

خشنة العواطف

من كثرة ما ابتلعت من المسامير.. وقِطَعِ الزجاج.

أنا من مدينة جليديّة الأسوار

مات جميعُ أطفالها..

من البرد..

*

إنني لا أفكّر في الاعتذار لأحدْ..

وليس في نيّتي أن أوكّل محامياً

ينقذ رأسي من حبل المشنقة.

فلقد شُنِقتُ..

آلافَ المرّاتْ..

حتى تعوّدتْ رقبتي على الشنقْ..

وتعوّد جَسَدي..

على ركوب سيّارات الإسعاف..

*

ليس في نيّتي أن أعتذر لأحدْ..

ولا أريد حكماً بالبراءة..

من أحدْ..

ولكنّني .. أريد أن أقول لكِ..

لكِ وحدَكِ، يا حبيبتي

في جلسةٍ علنيّة..

وأمام جميع الذين يحاكمونني..

بتهمة حيازة أكثر من امرأة واحدة..

واحتكار العطور، والخواتم ، والأمشاط

في زّمّن الحربْ..

أريدُ أن أقول:

إنّني أحبّك وحدَكِ..

وأتكمَّش بكِ..

كما تتكمَّش قشرةُ الرمّانة بالرمّانة..

والدمعةُ بالعين..

والسكينُ بالجرحْ..

أريد أن أقولْ..

ولو لمرةٍ واحدة

إنني لستُ تلميذاً لشهريارْ

ولم أمارس أبداً هوايةَ القتل الجماعيّ

وتذويب النساء في حامض الكبريتْ.

ولكنني شاعرٌ..

يكتبُ بصوتٍ عالٍ..

ويعشق بصوتٍ عالٍ..

وطفلٌ أخضرُ العينين..

مشنوقٌ على بوّابة مدينةٍ..

لا تعرفُ الطفولة..

(88)

لماذا تخابرينَ .. يا سيّدتي؟

لماذا تعتدينَ عليَّ بهذه الطريقة المتحضِّرة؟

ما دام زمنُ الحنان . قد ماتْ.

وموسم البَيْلَسَان قد ماتْ.

لماذا .. تكلّفين صوتكِ..

أن يغتالني مرةً أخرى؟

إنّني رجلٌ ميّت.

والميّت لا يموت مرّتينْ.

صوتُكِ له أظافرْ..

ولحمي، مطرّز كالشرشف الدمشقيّ،

بالطَعَناتْ..

ممدوداً بيني وبينكِ .. حبلاً من الياسمينْ

وأصبح الآن حبلَ مشنقة..

كان هاتفكِ..

فراشَ حريرٍ أستلقي عليه..

صار صليباً من الشوك أنزف فوقه..

كنتُ أفرح بصوتك..

عندما يخرجُ من سمّاعة الهاتف..

كعصفور أخضرْ..

أشربُ قهوتي معهْ..

وأدخّن معهْ..

وأطير إلى كلّ الآفاق..

معهْ..

كان ينبوعاً، ومِظلّة، ومروحة..

يحمل لي الفرحَ، ورائحةَ البراري..

صار كنواقيس يوم الجمعة الحزينة

يغسلني بأمطار الفجيعة..

*

أوقفي هذه المذبحة يا سيّدتي

فشراييني كلُّها مقطوعة..

وأعصابي كلُّها مقطوعة..

ربّما ..

لا يزال صوتُكِ بنفسجياً

كما كان من قبل..

ولكنني _ مع الأسف _

لا أراه .. لا أراه..

لأنني مصاب بعمى الألوانْ..

(89)

هل وصلنا بحبّنا إلى نقطة اللارجوعْ؟

الرجوع لا يدخل في نطاق همومي.

الذهاب معكِ.. ونحوكِ.. وإليكِ..

هو أساسُ تفكيري.

الذهاب الذي لا يرجع

وليس لديه تذكرةُ عودة.

*

إنني أُحبّكِ..

ولا أطلب منكِ وثيقةَ تأمين

ضدَّ الموت عشقاً.

بل سأطلب منكِ _ على الع**_

أن تساعديني على الموت حرقاً

على الطريقة البوذيّة..

امرأةً مثلك..

تتشقّق قشرةُ الكون

وتصبح الأرضُ

علبة كبريت في يد طفل..

*

مجنونةٌ أنتِ .. إذا فكّرتِ

أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة..

أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ

مرةً أخرى.

فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ

نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ.

وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها..

إنني أُحبّكِ..

ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي..

فأنا أكون في أحسن حالاتي

عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ..

فأنسى تاريخَ وجهي..

وأنسى مساحةَ جسدي

وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ

كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ..

أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة..

أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ

مرةً أخرى.

فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ

نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ.

وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها..

إنني أُحبّكِ..

ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي..

ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ

إنّني بخير هكذا..

إنّني بخير هكذا..

فأنا أكون في أحسن حالاتي

عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ..

فأنسى تاريخَ وجهي..

وأنسى مساحةَ جسدي

وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ

كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ..

أنني أبحث لديكِ عن الطمأنينة..

أو أنني أفكّر في العودة إلى البرّ

مرةً أخرى.

فأنا نسيتُ تاريخي البريَّ كلَّهْ

نسيت الشوارعَ ، والأرصفةَ ، وأشجارَ السَروْ.

وكلَّ الأشياء التي لا تستطيع تغييرَ عناوينها..

إنني أُحبّكِ..

ولا أريدُ أقراصاً منوّمة لأشواقي..

ولا حبوباً لمقاومة الدُوارْ

إنّني بخير هكذا..

إنّني بخير هكذا..

فأنا أكون في أحسن حالاتي

عندما تهاجمني نوباتُ الهذيانْ..

فأنسى تاريخَ وجهي..

وأنسى مساحةَ جسدي

وأتلاشى.. تحت شمس نهديْكِ

كما تتلاشى مدينةٌ من الشمعْ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:58 am

رسالة حُبّ (90) - (95)




(90)

رسالتُكِ ، في صندوق بريدي ، فُلَّةٌ بيضاء

حمامةٌ أَليفة..

تنتظرني لتنامَ في جوف يدي

فشكراً لكِ يا سخيَّةَ اليدينْ..

شكراً على موسم الفُلّْ..

*

تسألين:

ماذا فعلتُ في غيابك؟

غيابُكِ لم يحدثْ.

ورحلتُكِ لم تتم.

ظللتِ أنت وحقائبك قاعدةً على رصيف فكري

ظلَّ جوازُ سفرك معي

وتذكرةُ الطائرة في جيبي..

*

ممنوعةٌ أنتِ من السَفَرْ..

إلا داخلَ الحدود الإقليمية لقلبي..

ممنوعةٌ أنتِ من السفرْ..

خارجَ خريطة عواطفي واهتمامي بك..

أنتِ طفلةٌ لا تعرف أن تسافر وحدَها..

أن تمشي على أرصفة مُدُن الحبّ.. وحدَها..

أن تنزل في فنادق الأحلام.. وحدَها.

تسافرينَ معي.. أو لا تسافرينْ..

تتناولينَ إفطارَ الصباح معي..

وتتكئين في الشوارع المزدحمة على كَتِفي.

أو تظلّين جائعة..

وضائعة..

رسالتُك في صندوق بريدي

جزيرةُ ياقوتْ..

وتسألين عن بيروتْ..

شوارعُ بيروت، ساحاتُها، مقاهيها، مطاعمُها،

مرفأها.. بواخرها.. كلُّها تصبُّ في عينيْكِ

ويوم تغمضين عينيكِ..

تختفي بيروتْ.

لم أكن أتصوّر من قبل..

أن امرأةً تقدر أن تعمِّرَ مدينة..

أن تخترعَ مدينة..

أن تعطي مدينةً ما..

شمسَها ، وبحرها ، وحضارتَها..

لماذا أتحدّث عن المدن والأوطانْ؟

أنتِ وطني..

وجهُكِ وطني..

صوتُكِ وطني..

تجويف يدك الصغيرة وطني..

وفي هذا الوطن ولدتُ..

وفي هذا الوطن..

أريدُ أن أموت...

*

رسالتُكِ في صندوق بريدي

شمسٌ إفريقيَّة..

وأنا أُحبّكِ

على مستوى الهمجيّة أُحبّك..

على مستوى النار والزلازل أُحبّكِ..

على مستوى الحمّى والجنون.. أُحبّكِ

فلا تسافري مرةً أخرى..

لأنّ الله _ منذ رحلتِ _ دخل في نوبة بكاء عصبية..

وأضربَ عن الطعام..

رسالتُكِ في صندوق بريدي..

ديكٌ مذبوحْ..

ذبحَ نفسَه.. وذبحني..

أحبّ أن يكون حبي لكِ على مستوى الذبحْ

على مستوى النزيف والإستشهادْ..

أُحبّ أن أمشي معكِ دائماً

على حَدِّ الخنجرْ..

وأن أتدحرجَ معكِ عشرةَ آلاف سنة

قبل أن نتهشَّم معاً على سطح الأرض.

تقرأين تعاليمَ ماو..

وكلَّ كُتُب الثورة الثقافية..

وتمشينَ في المسيرات الطويلة

ترفعين لافتات الحريّة

وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم

وأن ي**روا جدرانَ العالم القديم..

وحين يهاجمك الحبّ..

كوحش أزرق الأنيابْ..

ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة..

وترمين صورة ماو على الأرض

وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية

التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك..

وتلتجئين باكيةً..

إلى صدر جدّتك

وتتزوَّجين..

على طريقة جدّتك..

(91)

تلبسين ملابسَ الهيبيّينْ..

وتعلّقين على شعرك الزهورْ

وفي رقبتك الأجراسْ..

وتمشينَ في المسيرات الطويلة

ترفعين لافتات الحريّة

وتطالبين أن يحكم الطلاب العالم

وأن ي**روا جدرانَ العالم القديم..

وحين يهاجمك الحبّ..

كوحش أزرق الأنيابْ..

ترتعشين أمامه كفأرة مذعورة..

وترمين صورة ماو على الأرض

وترمين معها، كلَّ لافتات الحرية

التي رفعتِها .. أنت وزميلاتك..

وتلتجئين باكيةً..

إلى صدر جدّتك

وتتزوَّجين..

على طريقة جدّتك..

(92)

أشعر بالحاجة إلى النطق باسمك هذا اليوم..

لم أزرعه شمساً في رأس الورقة.. لم أتدفّأ به..

واليوم، وتشرين يهاجمني ويحاصر نوافذي، أشعر بحاجة إلى النطق به. بحاجة إلى أن أوقد ناراً صغيرة.. بحاجة إلى غطاء.. ومعطف.. وإليك.. يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال، وطرابين الزعتر البريّ..

لم أعد قادراً على حبس اسمكِ في حلقي. لم أعد قادراً على حبسك في داخلي مدةً أطول. ماذا تفعل الوردةُ بعطرها؟

أين تذهب الحقول بسنابلها، والطاووس بذيله، والقنديل بزيته؟

أين أذهب بكِ؟ أين أُخفيكِ؟

والناس يرونك في إشارات يدي، في نبرة صوتي في إيقاع خطواتي..

من رائحة ثيابي يعرف الناس أنكِ حبيبتي، من رائحة جلدي يعرف الناس أنكِ كنتِ معي، من خَدَر ذراعي يعرف الناس أنكِ كنتِ نائمة عليها..

لن أستطيع إخفاءك بعد اليوم..

فمن أناقة خطي يعرف الناس أنني أكتب إليكِ..

من فرحة خطاي يعرفون أنني ذاهبٌ إلى موعدك..

من كثافة العشب على فمي يعرفون أني قبّلتكِ..

لا يمكننا.. لا يمكننا .. أن نستمر في ارتداء الملابس التنكريَّة.. بعد الآن..

فالدروبُ التي مشينا عليها لا يمكن أن تسكت..

والعصافيرُ المبلّلة التي وقفت على أكتافنا سوف تخبر العصافيرَ الأخرى..

كيف تريدينني أن أمحو أخبارنا من ذاكرة العصافير..

كيف يمكنني أن أُقنع العصافير.. أن لا تنشر مذكّراتها؟

(93)

هذه رسالة غير عاديّة، عن يوم غير عاديّ.

قليلة جداً هي الأيّام غير العاديّة في حياة الإنسان. الأيّام التي يخرج بها من قفص بشريّته .. ليصبح عصفوراً.

يوم.. أو نصف يوم.. ربّما.. في حياة الانسان كلّها، يخرج فيه من السيلول الضيق، ليمارس حرّيته، ليقول ما يشاء.. ويحرّك يديه كما يشاء، ويحبّ من يشاء في الوقت الذي يشاء..

فإذا كتبتُ لكِ عن هذا اليوم غير العاديّ، فلأنني أشعر أنني تحرّرت في هذا اليوم من دَبَقي ومن صمغي.. وخرجتُ من صندوق النفاق الإجتماعي، ومن مغارة التاريخ، لأمارس حريتي كما يمارسها أيّ عصفور شارد في البريّة.

*

البحر كتابٌ أزرقُ الغلاف.. أزرقُ الصفحات..

وأنتِ بثوب الإستحمام، تقرأين تحت الشمس.

الحشرات الصغيرة تزحف على جسدك الزنبقيّ لتشرب الضوء..

ظَهْرُكِ مكشوف.. وقدماكِ تلعبان بحرية وطفولة على العشب النابت أمام باب بيتنا البحريّ..

وأخيراً.. أصبح لنا بابٌ .. ومفتاحٌ.. ومنزلٌ بحريّ نلتجيء إليه..

ربّما لا تدركين معنى أن يكون للإنسان بيت، ومفتاح، وامرأة يحبّها..

ربّما لا تدركين أنني تلميذٌ هاربٌ من جميع مدارس الحبّ ومعلّميها..

هارب من ممارسة الحبّ بالإكراه، وممارسة الشوق بالإكراه، وممارسة الجنس بالإكراه..

وللمرة الأولى منذ عشرين سنة، أدخل معك منزلنا البحريّ فلا أشعر أن له سقفاً .. وجدراناً..

للمرة الأولى أدفن وجهي في صدر امرأةٍ أُحبُّها.. وأتمنى أن لا أستيقظ..

للمرة الأولى أقيم حواراً طويلاً مع جسد امرأةٍ أُحبّها.. ولا أفكر في الحصول على إجازة..

للمرة الأولى منذ عصور، أفكّر بتجديد إقامتي معك..

وحين يفكر رجل في تمديد إقامته مع امرأة .. فهذا يعني أنه دخل مرحلة الشعر.. أو مرحلة الهيستريا..

*

البحر شريطٌ من الحرير الأزرق على رأس تلميذة..

ونهداكِ يقفزان من الماء.. ****تين متوحّشتين..

وأنا أنكش في الرمل الساخن بحثاً عن لؤلؤة تشبه استدارة نهدَيْكِ..

نخلتُ كلَّ ذرّات الرمل، وفتحتُ مئات الأصداف، ولم أعثر على لؤلؤة بملاستهما..

إنتهى رملُ البحر كلُّه.. وانتهت قواقعي كلُّها.. ورجعتُ إلى صدرك نادماً ومعتذراً.. كطالبٍ راسبٍ في امتحاناته..

نتخبّط في الماء.. كطائرين بحرييّن لا وطن لهما.

قطراتُ الماء تكرج على الجسدين المتشابكينْ..

تتدحرج.. تشهق.. تغنّي.. ترقص.. تصرخ.. لا تعرف أيَّ الجسدَيْن تبلِّل..

قطراتُ الماء دوَّختها جغرافيةُ الجسدينْ المتداخلين..

لم تعد تعرف أين تسقط.. على أيّ أرض تتزحلق..

ضاعت جنسيّةُ الرخام. لم يعد للعنق اسم.. ولا للذراع اسم.. ولا للخصر اسم.. ضاعت أسماء الأسماء. الرخام كلّه معجون ببعضه.. براري الثلج كلها تشتعل.. وأنا.. وأنتِ.. مزروعان في زرقة الماء.. **يفيْنِ من الذَهَب..

*

الحبُّ يجرفنا كصَدَفتيْن صغيرتيْن..

وأنا أتمسّك بشعرك بشراسة إنسان يغرق..

لم يكن بإمكاني أن أكون أكثر تحضّراً، فحين تلتصقين بي ****ة زرقاء.. أكونُ سخيفاً وغبيّاً إذا لم أجرّك معي إلى الهاوية.. لنستقرّ في قعر البحر سفينتيْن لا يعرف أحدٌ مكانَهما...

*

إنتهى يومُنا البحريّ..

ذهبتِ أنتِ . وظلّتْ رغوةُ البحر تزحف على جسدي..

ظلّت الشمس جرحاً من الياقوت على جبيني.

حاولتُ أن أستعيدَكِ ، وأستعيدَ البحر..

نجحتُ في استرداد البحر.. ولم أنجح في استردادك.. فما يأخذه البحر لا يردّه.

حاولتُ أن أركِّبَ يومنا البحريّ تركيباً ذهنيّاً..

وألصق عشرات التفاصيل الصغيرة ببعضها.. كقطع الفسيفساء.

تذكّرتُ كلَّ شيء.

قبَّعتكِ البيضاء، ونظّارة الشمس، وكتابك الفرنسيّ المطمور بالرمل.. حتى النملة الخضراء، التي كانت تتسلّق على ركبتك الشمعيّة.. لم أنْسَها.. حتى قطرات العَرَق التي كانت تتزحلق كحبّات اللؤلؤ.. على رقبتك لم أنسَها..

حتى قَدَمُكِ الحافية التي كانت تتقلّب على الرمل، كعصفورة عطشى.. لم أنْسَها..

*

إنتهى يومُنا البحريّ..

لا زال ثوبُ استحمامك البرتقاليّ، مشتعلاً كشجرة الكرز في مخيّلتي..

لا زال الماء المتساقط من شعرك.. يبلّل دفاتري..

كلُّ سطر أكتبه .. يغرق في الماء.

كلُّ قصيدة أكتبها.. تغرق في الماء..

واتركي الشمس.. تُشرق ثانيةً، على جَسَدي

*

إنتهى يومُنا البحريّ..

وكتبَ البحرُ في دفتر مذكّراته:

"كانا رجلاً وامرأة..

وكنتُ بحراً حقيقياً.."

(94)

ساعة الكرملين تدقُّ في موسكو.. منتصف الليل..

وأنا عائد إلى فندقي من مسرح البُلْشوي حيث شاهدت باليه (بحيرة البجع)، تحفة تشايكوفسكي المذهلة.

خلال فترة العرض بحثتُ عن يدك أكثر من مرة.. عن يميني بحثت عنها.. وعن يساري بحثت عنها..

عندما أكون في حالة الفن، أو في حالة العشق.. أبحث عن يدك.. ألتجيء إليها، أكلّمها.. أضغط عليها.. أنزلق على لزوجتها.. أنام في جوفها..

ومن خلال أمطار الياسمين، خرجتِ أنتِ بَجَعةً بيضاء من بحيرة ذكرياتي.

ورجعتُ إلى فندقي في آخر الليل.. لألملم زَغَبَ القطن المتناثر على ثيابي..

(95)

الفودكا.. تمرُّ فوق لساني سيفاً من نار..

ومع كلّ قطرةٍ تمرين أنتِ.

حاولتُ هذه الليلة أن أجامل..

حاولتُ أن أكون روسياً..

يبتلع عَشَرات الحرائق.. ولا يحترقْ

لكنني فشلت..

لأنّني كنتُ أواجه ناريْنْ..

فتاةُ المطعم موسكوفيَّة. إسمُها ناتاشا..

وأُحبّ أن أسمّيكِ ، مثلها، ناتاشا..

وأحبّ أن تركضي معي

وأحبّ أن تركضي معي

كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء..

كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء..

*

*

القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة

القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة

ووجهكِ ، يعوم كالوردة،

ووجهكِ ، يعوم كالوردة،

على سطح السائل اللؤلؤيّ..

على سطح السائل اللؤلؤيّ..

يا ناتاشا.. يا حبيبتي

يا ناتاشا.. يا حبيبتي

يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم.

يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم.

أما أنا فأشربُها..

أما أنا فأشربُها..

لأهربَ إليك..

لأهربَ إليك..

وأحبّ أن تركضي معي

كحمامةٍ، على ثلوج الساحة الحمراء..

*

القدحُ الصغيرُ يشتعلُ كالحمرة

ووجهكِ ، يعوم كالوردة،

على سطح السائل اللؤلؤيّ..

يا ناتاشا.. يا حبيبتي

يشربُ الرجالُ الخمرةَ ليهربوا من حبيباتهم.

أما أنا فأشربُها..

لأهربَ إليك..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصقر
الصقر


عدد المساهمات : 324
نقاط : 24053
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 8:59 am


رسالة حُبّ (96) - (100)






(96)

أكتب إليكِ من لينغراد. عاصمة القياصرة.

درجة الحرارة صفر. وأنا ألبسك على جسدي كنزةً من الحنان.. واتدفَّأ بكِ كما تتدفَّأ كنيسةٌ بشموعها..

يُريحني أن ألبسَكِ على جسدي، فأنتِ حَطَبي وفحمي في هذه القارَّة المرتعشة المفاصل.

قضيتُ اليوم كلَّه في متحف الهيرميتاج.

كلُّ متاحف العالم تبدو أكواخاً فقيرة من القشّ أمام هذا المتحف الخرافة، حتى اللوفر العظيم يغطِّي وجهه بيديه مختجلاً إذا ذُكر اسمُ الهيرميتاج.

ألفا غرفة تضمّ أروع وأثمن ما صنعته أصابع البشر، جمعها القياصرة قطعةً قطعةً من كلّ زاوية من زوايا الأرض.

كلُّ مصوّري العالم ونحّاتيه يتنفّسون في غرف الهيرميتاج ويتحدّثون مع الزوّار..

الهيرميتاج هو فندق كلّ عباقرة العالم.. فيه ينامون.. وفيه يرسمون .. وينحتون...

هنا وطن الفنّانين.. فلوحات رينوار، وماتيس، وفان غوخ ، وغويا، والغريكو، وروبنس، الموجودة هنا أعظم من آثارهم الموجودة في بلادهم الأصلية.

زرتُ الجناح الخاص بالامبراطورة كاترينا الثانية. رأيت ملابسها، وجواهرها، وأمشاطها، وخواتمها، وأثواب نومها المطرّزة بالذهب، ومعاطفها المشغولة بالحجارة الثمينة.

في لحظة من لحظات الحلم تصوَّرتك كاترين الثانية..

وأردتُ أن أُخرج جميع ما في الخزائن البللورية من عقود وأساور وأطرحها على قدميكِ.. يا قيصرةَ القياصرة..

في لحظة من لحظات الشرود، تصوّرت أن المتحف متحفك، والتيجان تيجانك، والوصيفات وصيفاتك..

وأنكِ تركبين العربة الملكيّة الموشّاة بالذهب وأحجار الياقوت والزمرّد.. وتنزلقين على ثلوج لينغراد.

هل تسمعين صوتي، وأنا أهتف مع الرعايا المتناثرين على أرصفة لينغراد (حفظ الله الملكة).

أنا واحدٌ من رعاياكِ يا قيصرة القياصرة.

أنا مواطنٌ يُحبّكِ..

على سواحل بحر الشمال تلتفّ ذراعي حول خصرك بحركة تلقائية..

على كلّ البحار أنت متمدّدة..

وعلى سطوح كلّ المراكب أنت مستلقية..

سمك منتشر في شراييني كبقعة حبر على ثوب أبيض..

ونهدك يطيعني كما تطيع التفاحة جاذبية الأرض..

إنفصالي عنكِ خرافة..

فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه..

حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني.

إنفصالي عنكِ خرافة..

(98)

فنحن نسقط إلى الأعلى، نتدحرج إلى ذروة الشمس، يمسح الواحدُ منا حدودَ الآخر.. يُلغيه..

لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ..

لستُ نادماً على أعوامي الضائِعةِ معكِ..

حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني.

حين تكونين معي. يكون واحدٌ منّا فقط، ينتهي واحدٌ منّا. يصير صوتكِ امتداداً لفمي، وتصير ذراعي امتداداً طبيعياً لذراعك.. ويصير شعركِ الأسود امتداداً لأحزاني.

فأنا لا أحترفُ الندامة.

فأنا لا أحترفُ الندامة.

ولستُ آسفاً ..

لأنني لعبتُ على حصانٍ خاسرْ..

إن المقامرة على النساء.. كالمقامرة على الخيولْ..

غيرُ مضمونة النتائج..

ولا تصدُقُ فيها النُبُوءاتْ..

فكلُّ رجل ينتقي فَرَساً..

وكلُّ امرأة تنتقي جواداً..

ولا يربح في نهاية الشوط..

سوى النساءْ..

*

إن تجاربي مع الخيل والنساء.. متشابهة..

أربحُ مرةً.. وأخسرُ مرّاتْ..

أنتصرُ مرةً.. وأُهزم مرّاتْ..

ورغم هذا أستمرُّ في اللعبة..

وأجدُ في ممارستها الكثير من الشعرْ..

فلا أجمل من السقوط المفاجئ..

تحت حوافر الخيلْ..

أو تحت حوافر الحُبّ..

(99)

إطمئني يا سيّدتي!

فما جئت لأشْتُمَكِ،

أو لأشنقَكِ على حبال غَضَبي

ولا جئتُ، لأراجع دفاتري القديمة معكِ

فأنا رجلٌ ..

لا يحتفظ بدفاتر حبّه القديمة..

ولا يعود إليها أبداً..

لكنني جئتُ لأشكرك..

على زهور الحزن التي زرعتها في داخلي

فمنكِ تعلّمتُ أن أحبَّ الزهورَ السوداءْ..

وأشتريها..

وأوزّعها في زوايا غرفتي.

*

ليس في نيّتي،

أن أفضح انتهازيّتكِ..

أو أكشف الأوراق المغشوشة

التي كنتِ تلعبين بها.. خلال عامينْ..

لكنني جئتُ لأشكرك..

على مواسم الدمع..

وليالي الوجع الطويلة..

وعلى كلّ الأوراق الصفراء

التي نثرتِها على أرض حياتي..

فلولاكِ، لم أكتشفْ

لذّةَ الكتابة باللون الأصفرْ

ولذّةَ التفكير..

باللون الأصفرْ..

ولذّةَ العشق باللون الأصفرْ..

(100)

هذه هي رسالتي الأخيرة..

ولن يكون بعدها رسائلْ...

هذه.. آخرُ غيمةٍ رماديةٍ

تمطر عليكِ..

ولن تعرفي بعدها المطرْ..

هذا آخرُ النبيذ في إنائي..

وبعده..

لن يكون سُكْرٌ.. ولا نبيذْ..

هذه آخرُ رسائل الجنونْ..

وآخرُ رسائل الطفولة...

ولن تعرفي بعدي، نقاءَ الطفولة، وطرافة الجنونْ..

لقد عشقتُكِ..

كطفلٍ هاربٍ من المدرسة..

يخبئ في جيوبه العصافير..

ويخبّئ القصائدْ..

كنتُ معكِ..

طفلَ الهلوسة، والشرود، والتناقضاتْ..

كنتُ طفلَ الشعر، والكتابة العصبيّة

أما أنتِ..

فكنتِ امرأةً شرقيّةَ الشروشْ

تنتظر قدَرَها..

في خطوط فناجين القهوة..

وملاءات الخاطباتْ....

ما أتعسكِ يا سيّدتي..

فلن تكوني في الكُتُب الزرقاء.. بعد اليوم

ولن تكوني في ورق الرسائلْ،

وبكاء الشموعْ..

وحقيبة موزع البريدْ..

لن تكوني في عرائس السُكَّرْ..

وطيّارات الورق الملوّنة..

لن تكوني في وَجَع القصائدْ..

فلقد نفيتِ نفسكِ خارجَ حدائق طفولتي..

وأصبحتِ نثراً....



الحب لا يقف على الضوء الأحمر






" أنت في العشرين تستطيع أن تُحبّ..

وأنت في الثمانين تستطيع أن تُحبّ..

هناك دائماً مناسبة لاشتعال البرق.."

فرانسواز ساغان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صانع المعروف
صانع المعروف


عدد المساهمات : 179
نقاط : 23882
تاريخ التسجيل : 25/06/2011

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريااا موسوعة أشعار نزار   حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 I_icon_minitimeالخميس يوليو 07, 2011 12:44 pm

حصريااا موسوعة أشعار نزار - صفحة 4 13715367556512882706



رووووووووووووووووووووووووووووووووعة حقيقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

حصريااا موسوعة أشعار نزار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» من أشعار نزار
» أروع ما كتب نزار قباني
» موسوعة الأدعية الصحيحة
» موسوعة الغاز و فوازير
» موسوعة تفسير سورة الفاتحة
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة ومنتديات صانع المعروف :: القسم الأدبي والثقافي :: منتدى نزف الأقلام وبوح الخواطر-