أصول السنة

موضوع: أصول السنة الثلاثاء يوليو 05, 2011 8:47 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا المنتدى الغالي نلتقي دوماً على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. لذلك فعلينا جميعاً أن نتعلم ..

" أصول السنة "
للعلامة
أحمد بن محمد بن حنبل
رحمه الله

وهو
كتاب صغير في حجمه لكنه عظيم الفائدة جمع فيه الإمام أحمد بن حنبل رحمه
الله تعالى الأصول التي ينبغي للمسلم أن يتعلمها ويسير عليها لتصح عقيدته
.. والعقيدة هي أهم شيء في حياة الإنسان .. فإذا صحت عقيدة المرء نجا وصحت
سائر أعماله وإن فسدت عقيدته ضاع وهلك ..

ولأهمية
الأمر فكرت أن نتناول هنا شرحاً مبسطاً لهذه الأصول حتى يصحح الله لنا
معتقداتنا وأعمالنا .. تقبل الله منا ومنكم وسدد على الحق خطانا وخطاكم ..

قال الإمام عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى :

أصول السنة عندنا :

الأصـــل الأول : التمسك بما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - .

الأصل الثاني : والإقتداء بهم .

الشرح :

- الصحابة رضي الله عنهم هم قوم اختارهم الله لصحبة
نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وقدشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم في
الحديث " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "متفق عليه ،
ولقوله أيضاً صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل
أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "متفق عليه

- وعلينا أن نقتدي بهم في أفعالهم بشروط اتفق العلماء عليها وهي :

1 - أن لا يخالف الكتاب أو السنة .
2 - اشتهار هذا الأمر عن الصحابي وسكوت الصحابة عنه .. (أي لم ينكروا عليه) .
__________________

الأصل الثالث : وترك البدع .

الأصل الرابع : وكل بدعة ضلالة .

الشرح :

- من أصول السنة أن نترك البدع ، والبدعة هي :

"" طريقة مخترعة في الدين يقصد بها التقرب إلى الله "".

لذلك فالأشياء المخترعة في أمر الدنيا لا تعد بدعة ، والطريقة المبتدعة في عبادة الله لا تقبل لأن شروط قبول العمل عند الله أمران :

1 - أن يكون خالصاً لوجهه تعالى.
2 - أن يكون على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكما أمر به .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد " . متفق عليه

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : " أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته " ابن ماجه

- وكل بدعة ضلالة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " . رواه أحمد

وعليه فيجب علينا نحن المسلمون أن نترك أي بدعة لم
يقم بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح حتى لا نقع في ضلالة
ولقد قال أهل العلم : إن ذنب المبتدع أكبر من العاصي لأن العاصي يعلم أنه
مقيم على معصية وذلك يورثه ذلاً وانكساراً لله أما المبتدع فيظن أنه يتقرب
إلى الله بعمل طاعة لم يعملها من سبقوه ( وفي ذلك معنى خفي من اتهام الرسول
صلى الله عليه وسلم إما بالتقصير في تبليغ الرسالة وإما بأنهم فعلوا أحسن
مما كان يفعل عليه أفضل الصلاة والسلام ) .

وقد روي في هذا الأمر أنه
جاء رجل إلى الإمام مالك فقال : يا إمام المسلمين إني أريد أن أحرم بالعمرة
من المسجد ( أي المسجد النبوي ) فقال الإمام : لا تفعل فإنما أخشى عليك
الفتنة قال : وأي فتنة تقصد ؟ قال مالك : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } .النور (63) .

الأصل الخامس : وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء .

الأصل السادس : وترك المراء والجدال والخصومات في الدين .

الشرح :

- أهل الأهواء هم أهل البدع ومن سمة أهل البدع أن يكتموا الحق كما وصفهم الله في كتابه { وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِين َ} (49)النور
وإن تدعوهم إلى الكتاب والسنة يرفضوا وهذه هي العلاقة
بين البدعة والهوى فلذلك نجد صاحب البدعة ليس عنده قاعدة فالقاعدة عنده هي
الهوى .

وهجر أصحاب البدع والأهواء عبادة شرعية أي أننا
مأمورين بها شرعاً ومثابين عليها أجراً بدليل هجر النبي صلى الله عليه وسلم
لكعب بن مالك وصاحبه .

وفي مجالسة المبتدعة ومخالطتهم مفاسد عديدة منها :
* تكثير سوادهم .
* تأثر القلب وفساده بهم .
* مخالفة أمر الله تعالى حيث قال سبحانه{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ
فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ
الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (68)الأنعام .

وقال عز وجل{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (28)الكهف .

- أما عن ترك المراء والجدال فيكفينا فيه حديث سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا
وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ
مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ) سنن أبي داود .

الأصل السابع : والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الأصل الثامن : والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن.

الشرح:

قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى إن القرآن
والسنة في رتبة واحدة من حيث الحجة ، قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني
أوتيت القرآن ومثله معه " أخرجه أحمد .
وقال تعالى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) } النجم
والسنة تخصص عموم القرآن بدليل قوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ} البقرة (173)

وهذا عموم فجاءت السنة فخصته فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال " رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني .فقوله (الحوت) يعني جميع الكائنات البحرية وقوله (أحل لنا) فيه تخصيص هذه الأمة بذلك.

شروط تفسير السنة للقرآن :-

1 - أن يكون الحديث نصاً في تفسير الآية كما قال تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} الأنفال (60) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا إن القوة الرمي " هذا نص من السنة في المسألة .

2 - أن يكون الأثر ليس في المسألة لكن له مرجع قال تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} القلم (42) ففيها قولان :

- أنها للقوة والشدة .
- أنها ساق الله تعالى وهذا تفسير ابن مسعود لقول النبي صلي الله عليه وسلم " فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن "فرغم أنها ليست نصاً في المسألة ولكنها تحمل على الحديث أي تفسير الآية بالحديث .

مثال آخر :- قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} الأنعام (82) فتلبس الأمر على الصحابة أنه الظلم على عمومه فيوضح لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس ذلك بل إنه الشرك لقوله تعالى {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان (13) . متفق عليه

فوائد:-

1 - استحباب السؤال في الدين .
2 - تفسير الآية على عموم اللفظ أو المعنى المتبادر إلى الذهن حتى يأتي غير ذلك .
3 - تفسير القرآن بالقرآن لقوله صلى الله عليه وسلم " ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " إنما هو الشرك .
4 - تفسير القرآن بالسنة ... لأنهم لما أشكل عليهم ذهبوا إلى رسول الله
5 - فضل علم التفسير وفهم كتاب الله .

الأصل التاسع : وليس في السنة قياس .

الشرح :

الدليل حديث معاذة : " أَنَّ
امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ أَتَجْزِي إِحْدَانَا صَلَاتَهَا إِذَا
طَهُرَتْ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ كُنَّا نَحِيضُ مَعَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَأْمُرُنَا بِهِ أَوْ قَالَتْ
فَلَا نَفْعَلُهُ "

فلا يجوز أن نقيس قضاء الصوم للمرأة التي أفطرت أيام
الحيض أو النفاس أو لأي عذر شرعي ( أي صوم رمضان ) على أنه يجب قضاء
الصلاة ، وذلك لأنه كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها كان يحدث ذلك في
عهد النبي ولم يأمر بذلك .

فوائد الأثر :

- استحباب تشديد النكير على مثل من يرد السنة بمثل هذا القياس .
- معرفة الحرورية وهم الخوارج ومعرفة أصل من أصول الخوارج وهو رد السنة بالقياس والنظر العقلي
- مبنى الأحكام الشرعية على التعبد وعدم ربط الأحكام
بعلة لأن العلة ربما لا تستقيم كمثل من قال أن زكاة الفطر تخرج أموال
لأنها أنفع للفقير أو جواز التماثيل لأن النهي كان لأنها تُعبد أما الآن
فلا تُعبد .
- عدم جواز القياس عند وجود النص وهذا سبب هلاك إبليس عندما قاس فضل أصله على أصل آدم عليه السلام ،
وهذا من جهله إذ أن شرف الأصل لا يقتضي شرف الفرع كما أنه بنى بتسليم أن
النار أفضل من الطين وهذا غير صحيح ، باعتبار هذا لا يسجد ، وباعتبارين
آخرين يسجد إذ أن الله أمره وأن الملائكة سجدت والملائكة أفضل من إبليس فهي
خلقت من نور ، والنور أفضل من النار .

الأصل العاشر : ولا تضرب لها الأمثال ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء ، وإنما هو الإتباع ، وترك الهوى

الأصل الحادي عشر : ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها ، لم يكن من أهلها .

الشرح :

مثال : في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" قَالَ سُلَيْمَانُ
بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى
مِائَةِ امْرَأَةٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ
يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
فَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا
امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ .

الاعتراضات :-

- من ذا الذي يقوى على إتيان مائة امرأة قي ليلة واحدة وأين له بالوقت لهذا .
- أنه تكلم بهذا وسط الناس ولا يجوز هذا لأنه منافي للحياء
- أنه اشترط على الله الولد على طريقة العصبيين

الجواب :-

- أما أنه لا يقوى على ذلك فإن الأنبياء لهم خصوصيات
مثل وكزة موسى للرجل وهو من قوم فرعون فمات، وثبت أن النبي صلى الله عليه
وسلم أوتي قوة أربعين ، وكما في قوة أهل الجنة .
- قولهم كيف تكفي ليلة لهذا فيكتفى بأن تستدل على هذا من التاريخ فقد كتب ابن الجوزي ثلاث آلاف مجلد .
- قولهم أنه تكلم وسط الناس ، فأين الناس ؟! بدليل "
فقال له صاحبه " أي أنه كان واحدا ، وفي رواية أنه ملك وحتى لو قيل بين
الناس فيجوز من باب نشر السنة وتعليم الناس .
- قولهم أنه اشترط على الله .. فليس في الحديث من شرط وفيه فائدة من جواز تمني الذكر لفائدة شرعية كالمجاهدة والدعوة .

الأصل الثاني عشر : الإيمان
بالقدر خيره وشره ، والتصديق بالأحاديث فيه ، والإيمان بها ، لا يقال : "
لم " ولا " كيف " إنما هو التصديق والإيمان بها ، ومن لا يعرف تفسير الحديث
، ويبلغه عقله ، فقد كفي ذلك وأحكم له ، فعليه الإيمان به والتسليم له ،
مثل حديث : " الصادق المصدوق " ، ومثل ما كان مثله في القدر ، ومثل أحاديث
الرؤية كلها ، وإن نبت عن الأسماع ، واستوحش منها المسمع ، وإنما عليه
الإيمان بها ، وأن لا يرد منها حرفا واحدا ، وغيرها من الأحاديث المأثورات
عن الثقات ، وأن لا يخاصم أحدا ، ولا يناظره ، ولا يتعلم الجدال ، فإن
الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ، ومنهي عنه ، لا
يكون صاحبه – وإن أصاب بكلامه السنة – من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ،
ويؤمن بالآثار .

الشرح :

القضاء والقدر من عند الله ، والله لا يأتي إلا
بالخير ، فالله لا يختار لعباده إلا الخير ، وتجد كلمة "عباده" فيها تخصيص
الخير لمن أسلم وجهه لله وعبده حق عبادته فقبل أن تسأل .. أنظر في نفسك .

والمراد بالشر هو شر المقدور لا القدر الذي هو من
فعل الله ، يعني المقدورات وليس التقدير ، لذا يجب التأمل في كل قضاء وقدر
يأتي لنا فسوف تجد فيه الخير .

قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} .

فذكر الخوف والجوع والفقر ونقص الأولاد لكن تذكر أنه عز وجل قال في أول الآية {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } وهذا اختبار من رب العالمين لذا قال بعدها { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } والبشارة لا تأتي إلا بالخير وتأمل باقي الخير من قوله تعالى { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } فهل في هذا كله مثقال ذرة من شر ، لذا يجب الإيمان والتسليم حتى تكون عبدا لله وحده فلا يصيبك إلا الخير .

إن الله عز وجل رحيم حليم بعباده لذا تجد أن أتباع
الله هم أولو الألباب وتجد أن الدين هو دين العقل حيث يكرمه ولا يدعوه إلى
التفكير في الكيفية حتى يزداد إيمانا وذكرا وشكرا وتنزيها لله ، وهنا تجد أن العقل شرط التكليف بالعبادة لأنه هو المسئول عن التصرفات . قال تعالى { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } .

الأصل الثالث عشر : والقرآن
كلام الله وليس بمخلوق ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق قال فإن كلام الله ليس
ببائن منه وليس منه شيء مخلوق . وإياك ومناظرة من أحدث فيه ومن قال باللفظ
وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله
فهذا صاحب بدعة مثل من قال " هو مخلوق " وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق

الشرح

أن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق

أدلة الكتاب

قوله تعالى {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} والتكليم هو المشافهة بالكلام ولا يجوز أن يكون كلام المتكلم حال في غيره

قوله تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}

قوله تعالى {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}
فلو كانت البحار مداداً للكتبة لنفدت البحار وتكسرت الأقلام ولم يلحق
الفناء كلمات ربي كما لا يلحق الفناء علم الله ومن فني كلامه لحقته الآفات
وجرى عليه السكوت فلما لم يجز ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلماً .

أدلة السنة

حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما
منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا
يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين
يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة "

قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إن هذا القرآن كلام الله ، فلا يغرنكم فيما عطفتموه على أهوائكم "

قول الإمام مالك رحمه الله (القرآن كلام الله عز وجل ويستفظع قول من يقول القرآن مخلوق قال مالك يوجع ضرباًٍ ويحبس حتى يموت) .

الأصل الرابع عشر :- والإيمان بالرؤية يوم القيامة ، كما روى عن النبي من الأحاديث الصحاح

الأصل الخامس عشر :- وأن النبي قد رأى ربه ، فإنه مأثور عن رسول الله صحيح .رواه
قتادة عن عكرمة عن بن عباس ، ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس ،
ورواه علي بن زيد ، ويوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، والحديث عندنا على
ظاهره كما جاء عن النبي ، والكلام فيه بدعة ، ولكن نؤمن به كما جاء على
ظاهره ، ولا نناظر فيه أحداً

الشرح :

أدلة الكتاب:

1) قال تعالي {وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ }.
2) قال تعالى {ِّللَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى}.

أدلة السنة:

1ـ الحديث " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ".

2ـ الحديث " فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك "

مسألة : رؤية النبي ربه :-

ثلاثة أقوال لأهل العلم ..

الأول :- لأهل السنة والجماعة قالوا أن النبي لم يراه رؤية بصرية بدليل :

ـ قول النبي لما سُئل فقال " نور أنى أراه ". وفي رواية " رأيت نورا ". ، وقوله ( أنى ) استفهام لتأكيد النفي وهي الرؤية البصرية وهو نفي إيجابي يفيد أن بينه وبين ربه حجاب .

- نفي أم المؤمنين عائشة أن النبي رأى ربه .

ـ قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} تفيد نفي الرؤيا في الدنيا وإثباتها في الآخرة .

الثاني :- أن النبي رأى ربه بفؤاده وهو مروى عن ابن عباس لقوله "رأيت ربي في أحسن صورة ".

والحديث فيه ضعف ففيه ( ابن جدعان ) قال عنه الذهبي
ليس بالثبت وفيه ( الحكم بن أبان ) قال عنه الحافظ صدوق عابد وله أوهام ،
إنما الذي صح عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} .

قال رآه بفؤاده مرتين ، ولم يصح عن ابن عباس أنه صرح
بالرؤية البصرية بل أطلق الرؤيا في بعض الروايات ، وفي بعضها قيدها برؤية
الفؤاد .

قال العلامة الألباني رحمه الله :

هذا مع كونه موقوفاً فإن مفهومه أنه لم يره بعينه فلا
يخالف حديث عائشة في الباب الذي صرحت فيه بنفيها الرؤية لأنها تعني رؤية
العين ومثله حديث أبي ذر السابق قال " نور أنى أراه " .

نعم هذا الحديث يخالف حديث عائشة من جهة أخرى فإن فيه أنها سألت النبي عن قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} . فقال إنما هو جبريل ومما لا شك فيه أن المرفوع مقدم على الموقوف. أ. هـ

الثالث:ـ قول الصوفية أن النبي رأى ربه بدليل قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}

وهذا فهم منهم (كعادتهم) إذ المقصود هنا بالرؤية هو
جبريل كما هو وارد في أحاديث الإسراء والمعراج الثابتة لأنه رآه على صورته
الحقيقة كما خلقه الله بدليل قوله {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } . وربنا
جل علاه على العرش سبحانه وتعالى .

الأصل السادس عشر : :- الإيمان بالميزان يوم القيامة كما جاء "يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضه " ، وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر .، والإيمان به والتصديق به والإعراض عن من رد ذلك وترك مجادلته .

الشرح :

أدلة الكتاب :

- قال تعالى { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } سورة الكهف

أدلة السنة :

1) الحديث : " انه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة ، لا يزن عند الله جناح بعوضه ".
2) حديث البطاقه من أن العبد
يوضع في الميزان وتوضع سيئاته فترجح سيئاته ثم يسحب إلى النار فتوقفه
ملائكة الرحمة وتقول لك بطاقة فيوضع ومعه البطاقة فيرجح .

والميزان توزن فيه الأعمال التي هي سبب دخول الجنه فقال تعالى { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون }
ولا إشكال بين قوله صلى الله عليه وسلم " لن يدخل أحداً عمله الجنه " لأن الباء في الآيه سببيه إذ الأعمال سبب دخول الجنه ، والباء في الحديث عوضيه ، ويفك هذا الإشكال بالآتي :

- الدخول سيكون برحمة الله والتفاضل سيكون بالأعمال .
- أن العمل الصالح بحاجة لرحمة الله حتى يوفق إليه العبد ابتداءاً ولا يقبل إلا برحمة الله .
- قوله تعالى { أن تلكم الجنة أورثتموها } فكما هو معلوم أن الميراث يكون بلا جهد ولا عناء ، وكذلك لا يوجد عمل بلا رحمه .

الأصل السابع عشر :- وأن الله تعالى يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان ، والإيمان به والتصديق به .
الأصل الثامن عشر :-
والإيمان بالحوض وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضاً يوم القيامة ترد
عليه أمته ، عرضة مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت
به الأخبار من غير وجه .

وهذا ثابت فقال تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
فسئل سعيد بن جبير هل الكوثر نهراً في الجنة فقال :نعم هو كذلك ، كذا حديث
بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبداً "
__________________

موضوع: رد: أصول السنة الخميس يوليو 07, 2011 12:36 pm

موضوع: رد: أصول السنة الخميس يوليو 07, 2011 1:17 pm

» أخي / أختي إليكم كنوز من السنة المطهرة

أصول السنة

أصول السنة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة