الألم يعتصرنى وانا اكتب فى هذا الموضوع بعدما صار حال أغلب الأسر المصرية يرثى له ، وهذا واقع الحال وليس وهما أو إدعاء ، فقد أصبحت الاسره المصريه مفككه مهلهله تفتقد إلى الحميميه والود الذى كان أهم مايميزها فى السابق – وأتساءل أين ذهب الترابط الاسرى؟ وأين صله الرحم التى حثنا عليه ديننا الحنيف ؟ لقد اخذتنا الدنيا عن اقرب الاحباء إلينا ولنقف مع انفسنا لحظات ونتساءل أولا عن العمود الفقرى فى كل أسره ( الأم ) لقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بالأم فى كتابه العزيز فى مواطن كثيره ليس لأنها هى التى حملت وأنجبت فقط وإنما لأنها هى التى ربت وعلمت ووجهت وكافأت وعاقبت فكم من امهات إنتهى دورهنَّ بالنسبة لأبنائهن بمجرد عملية الفصال (الفطام ) فهل سألت كل أم نفسها ماهودورى فى حياة أبنائى وبناتى ؟ ولأن الأم عطاء دائم لاينقطع ، والأبناء دائما ينتظرون الكثير والكثير من هذا النهر المتدفق بالحنان والحب ،فهى عليها العبء الاكبر فى تربية أبنائها لاسيما مع غياب الاب فى عمله أغلب الوقت ، ومع شديد حبى واحترامى لكل أم أعطت وضحت وأفنت عمرها فى تربية أبنائها فإن هناك من الأمهات من لاتستحق هذه الكلمة لأنها لاتعرف المعنى الحقيقى للأمومه وعليها أن تراجع جديد مدى تأثيرها فى حياة ابنائها ، ويأتى دور الاب فى المرتبه الثانيه لما له من مكانه كبيره فى الأسره وقد يعتقد الكثير من الاباء أن دورهم إنما يقتصر على الإنفاق على الاسره وتوفير الحياه الكريمة لهم فقط وهذا بالطبع إعتقاد خاطئ لأن الاب رعايه ، إهتمام ، قوة يستمد منها الابناء قوتهم ، الأب يمثل لأبنائه الرمز والقدوة فى سلوكياته لأبنائه ، الأب لابد ان يكون محاورا جيدا لأبنائه ، يضحكهم وقت السمر ويبكيهم خجلا منه لو أغضبوه ، الأب مُلهِم لأبنائه منذ نعومة اظافرهم يعلمهم كيف يواجهون المواقف ، كيف يستفيدون من اخطائهم ، يغرس فيهم المبادئ والقيم النبيله ، يعلمهم معنى الحلال والحرام ، يعلمهم الإرتباط بذويهم ويغرس فيهم معنى صلة الرحم ، يسألهم عن أداء صلواتهم كل يوم ، ويحاورهم كيف كان يومهم - فهل سأل كل اب نفسه هل نجح فى أداء دوره كأب وهل كان له بالفعل تأثير إيجابى فى حياة أبنائه ، ليس عيبا أن نحاسب أنفسنا ,نعيد حساباتنا من جديد ولكن العيب هو الإستمرار فيما نحن عليه من إصرار على عدم الإعتراف بالخطأ ، ويأتى دور الأبناء والذين اصبح معظمهم غلاظ القلوب على والديهم فمع وصايا كل الأديان بالوالدين ( القرأن والإنجيل والتوراه ) أرى الكثيرين جاحدون ، منكرون لفضل أبائهم وامهاتهم ، قساة القلوب عليهم ، بل أن من الأبناء من بلغ به الحد أن يضرب والديه أو يسبهم أو يقتلهم فهل هذا إبن صالح ؟ وليسأل كل من يفعل هذا الجرم نفسه هل جئت إلى الدنيا من نكاح أم من سفاح ؟ لاادرى كيف يفعل بعض الأبناء هذا بوالديهم – ألم يستمعوا إلى قوله الله تعالى ولو مره واحده ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِ إرحمهما كما ربيانى صغيرا ) صدق الله العظيم - ولا أنكر أن هناك أباء وأمهات وأبناء أدوا أدوارهم على أكمل وجه وفقا لما أمرنا به ديننا الحنيف وكان الترابط الاسرى هو نتيجه طبيعية للدور الإيجابى للوالدين فى تربية ابنائهم – إننى أدعو كل أفراد الأسره من جديد إلى الترابط والإلتفاف حول المعنى الحقيقى لمفهوم الاسرة ، فمازال الوقت باق فى إنقاذ مايمكن إنقاذه وأن يبدأ الوالدين بأنفسهما فى التصالح مع النفس أولا ليغيروا مابها من فساد ثم التصالح مع الله الذى يقبل توبه عباده وأن يضعا نصب أعينهما أن تربية الابناء على الفضيلة هى رسالة ساميه لاينجح فيها إلا الأقوياء الذين يستحقون بحق وعن قناعة لقب ( أصحاب رساله )