الجزري
ومنهم
الشيخ الصالح العابد الناسك أبو محمد عبد الله بن موسى بن احمد الجزري
نزيل دمشق المقيم بمشهد أبي بكر من جامع دمشق توفي يوم الاثنين السادس
والعشرين من صفر سنة خمس وعشرين وسبعمائة وكانت جنازته مشهودة ودفن بمقبرة
الباب الصغير بدمشق قال العلامة أبو الفدا اسماعيل ابن كثير كان من
الصالحين الكبار مباركا خيرا عليه سكينة ووقار وكانت له مطالعة كثيرة وله
فهم جيد وعقل صحيح وكان من الملازمين لمجالس الشيخ تقي الدين ابن تيمية
وكان ينقل من كلامه اشياء كثيرة ويفهمها يعجز عنها كبار الفقهاء. انتهى.
الاسكندري
ومنهم
الشيخ المحدث العالم جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يعقوب ابن سيدهم بن
اردبين الاسكندري نزيل دمشق من سنة سبع وسبعمائة وسمع من ابن مشرف وابن
الموازيني والدمياطي وآخرين وقرأ الكثير وبالغ في الطلب ونسخ وحصل ودأب سمع
منه بعض شيوخنا في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وذكره الذهبي في معجمه
المختص بالمحدثين وقال أوذي من أجل ابن تيمية وقطع رزقه وبالغوا في
التحرير عليه ثم انصلح حاله انتهى وقد ترجم الشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام
فيما وجدته بخطه في غير ما موضع من كتبه بضبطه منها على الجواب الباهر في
زيارة المقابر قال أجاب به شيخ الاسلام أبو العباس احمد بن عبد الحليم بن
عبد السلام ابن تيمية ثم قال : علقه لنفسه عبد الله بن يعقوب الاسكندري
عفا الله عنه.
ابن طولوبغا السيفي
ومنهم
الشيخ المسند المكثر العالم أسد الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الشيخ
العالم المحدث المفيد أبي نصر محمد بن طولوبغا بن عبد الله السيفي سمع
الكثير بإفادة أبيه من طائفة من المسندين واحضره عند الحافظ الذهبي وآخرين.
وكتب بخطه فوائد واشياء مما يرويه وكان يترجم ابن تيمية بشيخ الاسلام كأبيه.
ابن الفخر
ومنهم
الشيخ الامام العالم الحافظ فخر الدين سليل العلماء والصالحين أبو بكر
عبد الرحمن بن الامام العلامة أبي عبد الله محمد بن الامام العلامة القدوة
بركة المسلمين فخر الدين أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف بن محمد ابن نصر
ابن أبي القاسم البعلبكي ابن الفخر الدمشقي ولد يوم الخميس الرابع والعشرين
من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وستمائة وسمع من ابن البخاري في
الخامسة من عمره ومن التقي الواسطي وخلق وكتب الكثير وعلق وأفاد الشيوخ
وطبق وخرج لجماعة من الأعيان وفسر بعض القرآن وكان يقص على الناس في عدة
مواعيد مع العفة والصلاح الشديد توفي يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة سنة
اثنين وثلاثين وسبعمائة ودفن بمقبرة الصوفية ولم يعقب فيما قاله ابن رجب
خرج للشيخ تقي الدين ابن تيمية جزءا من مروياته العلية وكان يترجمه بشيخ
الاسلام أسوة أمثاله من الاعلام فيما وجدته بخطه وتقييده الحسن وضبطه.
ابن رجب
ومنهم الشيخ
الامام العلامة الزاهد القدوة البركة الحافظ العمدة الثقة الحجة واعظ
المسلمين مفيد المحدثين زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الامام
المقرئ المحدث شهاب الدين أبي العباس احمد بن رجب وعبد الرحمن بن الحسن بن
محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي الدمشقي الحنبلي أحد الأئمة الزهاد
والعلماء العباد سمع من محمد بن الخباز وابراهيم بن داود العطار والميدومي
وأبي الحزم بن القلانسي وخلق من رواة الآثار له مصنفات مفيدة ومؤلفات
عديدة منها شرح جامع الترمذي أبي عيسى وشرح من أول صحيح البخاري الى
الجنائز شرحا نفيسا وله كتاب طبقات أصحاب مذهبه جعله ذيلا على من بدأ به
وهو القاضي أبو الحسين محمد ابن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين ابن
الفراء قال فيه أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي
القاسم الخضر بن محمد ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي الامام الفقيه المجتهد
المحدث الحافظ المفسر الاصولي الزاهد تقي الدين أبو العباس شيخ الاسلام
وعلم الاعلام وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والاسهاب في أمره ثم ذكر ابن
رجب ترجمة الشيخ تقي الدين وفيها ذكر موته ودفنه ثم قال وصلى عليه صلاة
الغائب في غالب بلاد الاسلام القريبة والبعيدة حتى في اليمن والصين وأخبر
المسافرون أنه نودي بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة الصلاة على ترجمان
القرآن.
توفي الشيخ زين الدين بن رجب في شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة ودفن
بمقبرة الباب الصغير جوار قبر الشيخ الفقيه الزاهد أبي الفرج عبد الواحد
بن محمد الشيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفي في ذي الحجة سنة ثمانين
وأربعمائة وهو الذي نشر مذهب الامام أحمد بن حنبل ببيت المقدس ثم بدمشق
رحمه الله تعالى لقد حدثني من حفر لحد ابن رجب ان الشيخ زين الدين بن رجب
جاءه قبل أن يموت بأيام قال فقال لي احفر لي هنا لحدا وأشار الى البقعة
التي دفن فيها قال فحفرت له فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال
هذا جيد ثم خرج
قال فوالله ما شعرت به بعد ايام إلا وقد أتي به ميتا محمولا في نعشه فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه.
لحافظ العراقي ومنهم
الشيخ الامام العلامة الأوحد شيخ العصر حافظ الوقت زين الدين شيخ
المحدثين علم الناقدين عمدة المخرجين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ابن
عبد الرحمن بن أبي بكر بن ابراهيم بن العراقي المصري الشافعي مولده في
جمادى الاولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة سمع من خلق من المسندين مثل محمد بن
اسماعيل بن الخباز والميدومي وآخرين ومنهم عدة من أصحاب علي بن البخاري
فخر الدين وحدث وأملى وأفاد وتكلم على العلل والاسناد ومعاني المتون
وفقهها فأجاد صنف التصانيف التي اشتهرت وخرج تخاريج رويت وانتشرت ولقد قال
فيما أملاه من لفظه في يوم عاشوراء من محرم سنة خمس وتسعين وسبعمائة
بالمدرسة الظاهرية القديمة بعد ان روى من طريق الامام أبي بكر أحمد بن
الحسين البيهقي قال انبأنا أبو سعد الماليني أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال
حدثنا الحسن بن علي الأهوازي حدثنا معمر بن سهل قال حدثنا حجاج بن نصير قال
حدثنا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي
هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أوسع
على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته هذا حديث في إسناده
لين وحجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان الطاحي وسليمان بن أبي عبد الله مضعفون
لكن ابن حبان ذكرهم في الثقاة وباقيهم ثقاة فهو حديث حسن على رأي ابن
حبان ولحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه طريق آخر صححه الحافظ أبو الفضل
بن ناصر وفيه زيادات منكرة وقد روي حديث التوسعة يوم عاشوراء من حديث
جابر وابن مسعود وأبي سعيد الخدري وابن عمر رضي الله تعالى عنهم وأصحها
حديث جابر قاله أبو الفضل ابن العراقي المشار إليه وقال أيضا ورواه البيهقي
في الشعب من قول ابراهيم بن محمد بن المنتشر واما قول الشيخ الامام تقي
الدين ابن تيمية انه ما روى احد من أئمة الحديث ما فيه توسيع النفقة يوم
عاشوراء وان اعلى ما بلغه فيه قول ابراهيم بن محمد المنتشر فهو عجيب [ منه
] فهو كما ذكرته في عدة من كتب أئمة الحديث وقد جمعت طرقه في جزء والله
تعالى أعلم.
ابن عبد الحق البغدادي
ومنهم الشيخ
الامام العلامة صفي الدين مفتي المسلمين أبو الفضائل عبد المؤمن بن عبد
الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود البغدادي الحنبلي مولده في جمادى الآخرة
سنة ثمان وخمسين وستمائة وله مصنفات في فنون من العلم كالفقه والاصول
واللغة والتاريخ والطب والحساب قال المحدث أبو الخير سعيد الدهلي واختصر
الكتاب الذي ألفه شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية في الرد على ابن المطهر
ورسمه بكتاب المطالب العوال لتقرير منهاج الاستقامة والاعتدال وكتاب
مراصد الاطلاع على [ اسماء ] الامكنة والبقاع انتهى وهذا هو مختصر معجم
البلدان لياقوت توفي الشيخ صفي الدين رحمه الله في صفر سنة تسع وثلاثين
وسبعمائة ودفن بمقبرة الامام احمد رحمه الله تعالى عليه وقد وجدت بخط
المحدث ابي نصر محمد بن طولوبغا السيفي نقلت من خط الامام المحدث الفاضل
الأديب البارع صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي الحنبلي يقول
قال العبد الفقير عبد المؤمن بن عبد الحق حين بلغه وفاة الشيخ الامام
العالم بقية العلماء المجتهدين تقي الدين أحمد ابن تيمية الحراني رحمه
الله تعالى ورضي عنه
طبت مثوى يا خاتم العلماء % في مقام الزلفى مع الاتقياء
وذكر باقي القصيدة
ابن السلار
ومنهم
الشيخ الامام العالم شيخ القراء عمدة أهل الأداء أمين الدين علم المجودين
بقية السلف الصالحين أبو محمد عبد الوهاب بن يوسف ابن ابراهيم بن السلار
بن بيرم بن السلار بن محمود بن بهرام بن السلار بن بختيار الدمشقي الشافعي
زوج شيختنا زينب ابنة الامام شرف الدين عبد الله ابن تيمية أخي تقي الدين
رحمهم الله وكان الشيخ أمين الدين المشار أليه يعظم الشيخ تقي الدين ويثني
عليه ويذكره بشيخ الاسلام في ترجمته وأوصى أن يدفن عنده فدفن في تربته
ورثاه بقصيدة دالية سمعت منه ورويت عنه أولها كل حي له الممات ورود ومنها
كان شيخ الاسلام نقلا وعقلا % باب ذي البدع عنده مردود
وقال الشيخ أمين الدين بن السلار وأنشدني الشيخ الامام مسند الشام بهاء
الدين القاسم بن مظفر بن محمود ابن عساكر لنفسه في شيخ الاسلام ابن تيمية
هذين البيتين يوم الاربعاء سابع رجب عام عشرين وسبعمائة بمنزلة بدمشق
تقي الدين أضحى بحر علم % يجيب السائلين بلا قنوط
أحاط بكل علم فيه نفع % فقل ما شئت في البحر المحيط
اليونيني
ومنهم
الشيخ الإمام العالم المحدث الفقيه نور الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن
سليمان بن أيدغدي بن علي بن سليمان اليونيني الحنبلي الملقب بحنبل أخذ عن
خلق من الشيوخ من أصحاب ابن البخاري وغيرهم وكتب بخطه كثيرا وخرج لنفسه
تخاريج ووجدت بخطه في غير ما موضع ترجم الشيخ تقي الدين بشيخ الاسلام من
ذلك على الجزء الذي فيه مائة حديث انتقاها الشيخ تقي الدين من صحيح
البخاري مشتملة على الثلاثيات الإسناد وموافقات وأبدال وعوالي فقال فيما
وجدته بخطه انتقاء الشيخ الإمام شيخ الإسلام حسنة الزمان بقية السلف عمدة
الخلف مفتي الفرق تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
ابن تيمية الحراني رحمه الله عليهم أجمعين.
ابن اللخام البعلي
ومنهم
الشيخ الإمام العالم أقضى القضاة مفتي المسلمين علاء الدين أبو الحسن علي
بن محمد بن عباس البعلي نزيل دمشق الحنبلي كان للشيخ تقي الدين من
المعظمين وبشيخ الاسلام له من المترجمين وجمع في مصنف اختيارته من مسائل
الفروع ورتبها على أبواب الفقه مع زيادة من فوائده على المجموع .
وقد وجدت بخطه قال الشيخ الإمام العالم العلامة الأوحد الحافظ المجتهد
الزاهد العابد القدوة إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء
آخر المجتهدين أوحد علماء الدين بركة الإسلام حجة الاعلام برهان
المتكلمين قامع المبتدعين ذو العلوم الرفيعة والفنون البديعة محيي السنة
ومن عظمت به لله علينا المنة وقامت به على أعدائه الحجة واستبانت ببركته
وهديه المحجة تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن
عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني قدس الله روحه واثابه
الجنة برحمته ثم ذكر بعض كلام الشيخ تقي الدين في تصنيف له.
الزبيدي
ومنهم
الشيخ العالم الفاضل الصالح أبو زيد علي بن زيد بن علوان بن صبرة ابن
مهدي بن حريز الزبيدي اليمني الشافعي نزيل حلب سمع من أصحاب الحجار
وطبقتهم ورحل في هذا الشأن وطلب وقرأ بنفسه وطبق وكتب وجدت بخطه على المائة
حديث المنتقاة من صحيح البخاري التي انتقاها الشيخ تقي الدين ابن تيمية
رحمة الله تعالى على الشيخ الإمام العلامة مفتي المسلمين ورحلة الطالبين
أبي عبد الله محمد بن علي بن احمد الحنبلي الشهير بابن اليونانية وذكر
بقية طبقة السماع وكتب في آخرها ما نصه وكتب علي بن زيد بن علوان بن صبرة
بن مهدي الزبيدي اليمني.
الكندي
ومنهم
الشيخ الإمام المقرئ المحدث الأديب البارع علاء الدين أبو الحسن علي بن
المظفر بن ابراهيم بن عمر بن زيد بن هبة الله الكندي الإسكندراني ثم
الدمشقي سمع من عبد الله بن الخشوعي واحمد بن عبد الدائم وآخرين يبلغون
نحوا من مائتي شيخ وهو صاحب كتاب التذكرة الكندية في خمسين مجلدا كانت
وقفا قبل الفتنة بخانقاه الرئيس أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي
الحبيشي السميساطي بدمشق وكانت علومه جمة وكتابته حسنة وشعره رائقا فائقا
وكان شيخ دار الحديث النفيسية بدمشق مدة عشر سنين الى أن توفي ببستانه عند
قبة المسجد ليلة الاربعاء سابع عشر شهر رجب سنة ست عشرة وسبعمائة ودفن من
الغد بالمزة عن ست وسبعين سنة وكان كثير الملازمة للشيخ تقي الدين ومن
خواص أصحابه المشهورين كثير التعظيم له والاحترام وترجمه بشيخ الاسلام.
شيخ الحديث بحلب عمر ابن حبيب
ومنهم الشيخ الامام
العالم الفقيه الفاضل المحدث الرحال الصدر الكبير المسند المكثر زين الدين
جمال المحدثين ابو القاسم عمر بن الحسن بن عمر ابن حبيب بن عمر الدمشقي
الشافعي شيخ الحديث بحلب وناظر الحسبة بها سمع من ابن البخاري ومحمد بن
الكمال عبد الرحيم والتقي ابراهيم الواسطي وأحمد بن شيبان وزينب ابنة مكي
وخلق يزيدون على خمسمائة انسان منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية سمع منه جزء
ابن عرفة في سنة عشر وسبعمائة وخرج له الحافظ ابو عبد الله الذهبي معجما
عن شيوخه توفي ببلد مراغة سنة ست وعشرين وسبعمائة عن ثلاث وستين سنة.
أبي رسلان البلقيني
ومنها
شيخنا الامام شيخ الاسلام مجتهد العصر نادره الوقت فقيه الدنيا سراج
الدين خاتمة المجتهدين أبو حفص عمر بن رسلان بن أبي المظفر نصير بن أبي
التقى صالح وهو أول من سكن بلقين بن حمد بن محمدا ابن عبد الحق بن مسافر
الكناني البلقيني امام الأئمة وعالم الامة ولد في شعبان أربع وعشرين
وسبعمائة وتوفي سنة خمس وثمانمائة حدث عن طائفة من الشيوخ سماعا وعن آخرين
إجازة منهم ما قال في أربعين حديثا خرجت له فحدث بها قال انبانا الشيخ
الإمام المسند الثقة أبو الفرج عبد الرحمن بن الامام شهاب الدين عبد
الحليم ابن شيخ الإسلام أبي البركات عبد السلام بن عبد الله ابن أبي
القاسم ابن تيمية الحراني إجازة من دمشق وأجاز لي آخرون قالوا انبأنا احمد
بن عبد الدائم ثم حول المسند ووصله وما قبله الى الحسن بن عرفة فروى من
جزئه حديثا وقال عقيبة شيخنا هذا ولد بحران سنة ثلاث وستين وستمائة وسمع
من ابن عبد الدائم ومن ابن أبي اليسر وابن أبي عمر والفخر علي وجماعة
يزيدون على المائة وكان عالما فاضلا دينا ثقة وتفرد وعلا سنده وعمر وحدث
بالكثير توفي ليلة الخميس ثالث ذي القعدة سنة سبع وأربعين وسبعمائة وهو
أخو الشيخ تقي الدين الإمام رحمهما الله تعالى انتهى ولما قدم شيخنا شيخ
الإسلام البلقيني رحمة الله عليه دمشق مع السلطان الملك الظاهر أبي سعيد
والقى الدروس بمحراب الحنفية من جامع دمشق ذكر في بعض دروسه مسألة لم يرها
لغيره فاستطرد وحكى فيما ذكره لي بعض من كان حاضرا من الأئمة قال سمعته
يقول كان شيخ الإسلام ابن تيمية مرة يلقي درسا فذكر مسألة قال عنها هذه
مسألة ليست في كتاب فقال بعض من كان يناوئه ولم يسمه هذه في الف كتاب فكان
شيخ الاسلام ابن تيمية اذا عرضت تلك المسأله في دروسه يقول هذه ليست في
كتاب ثم يقول وقال الكذاب هذه في الف كتاب.
ابن نجيح
ومنهم
الشيخ الامام العالم القاضي المحدث المتقن أبو حفص عمر بن سعد الله بن
عبد الأحد بن سعد الله بن حفص عبد القاهر بن عبد الواحد بن عمر الحراني
الشهير بابن نجيح ولد سنة خمس وثمانين وستمائة وسمع من ابن البخاري حضورا
ومن يوسف الغسولي وآخرين وخرج له عن شيوخه جزءا حدث به وذكره الذهبي في
معجمه المختص بالمحدثين فقال عالم ذكي خير وقور متواضع بصير بالفقه
والعربية سمع الكثير وولي مشيخة الضيائية فألقى دروسا محررة تخرج بابن
تيمية وغيره وناب في الحكم فحمد .انتهى.
توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة مطعونا شهيدا رحمه الله تعالى وكان أحد خواص
الشيخ تقي الدين ومحبيه ويترجمه بشيخ الإسلام كأبي عبد الله أخيه.
ابن شقير
ومنهم
الشيخ العالم الفاضل الصالح الخير تقي الدين أبو حفص عمر ابن عبد الله بن
عبد الأحد بن عبد الله بن سلامة بن خليفة بن شقير الحراني الحنبلي مولده
فيما وجدته بخطه ليلة عيد الفطر من سنة ست وستين وستمائة ذكره الذهبي في
معجمه المختص بالمحدثين وقال شيخ فاضل متدين مشهور سمع الكثير بنفسه ودار
على المشايخ وسمع من القاسم الأربلي والفخر علي وزينب وابن شيبان وخلق
وقال توفي في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وسبعمائة عن ثمان وسبعين.
انتهى.
القباني
ومنهم
الشيخ الإمام العالم القدوة الزاهد العابد المفتي سراج الدين أبو حفص عمر
بن الشيخ الإمام الفقيه الزاهد العابد القدوة نجم الدين أبي عمر عبد
الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن اللخمي القباني ثم الحموي
الحنبلي نزيل القدس الشريف لازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية واشتغل عليه
وانتفع بما حصله مما لديه فبرز على أقرانه وفضل وكان جامعا بين العلم
والعمل ذكره ابن رجب في طبقاته وذكر فضله وقال لم أر على طريقه في الصلاح
مثله انتهى حدث في سلخ رمضان سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بقية موسى من
المسجد الأقصى فقال واخبرنا المشايخ الثمانية والأربعون الإمام العلامة
شيخ الإسلام ( تقي الدين ) أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
ابن تيمية وأخوه أبو محمد عبد الرحمن وذكر بقية الشيوخ وساق الإسناد الى
الحسن بن عرفة فذكر من جزئه حديثا.
لبزار ومنهم
الشيخ العالم الفقيه الفاضل المحدث سراج الدين أبو حفص عمر ابن علي بن
موسى بن الخليل البغدادي الازجي البزار ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة
تقريبا سمع ببغداد من عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي وتلا عليه القرآن
بحرف أبي عمرو بن العلاء وسمع من أسماعيل بن الطبال ومحمد بن عبد المحسن
بن عبد الغفار ابن الدواليبي وعلي بن أبي القاسم عبد الله بن عمر ابن أبي
القاسم وغيرهم ورحل الى دمشق فقرأ على الحجار صحيح البخاري بمدرسة شرف
الإسلام ابن الحنبلي بدمشق وحضره خلق منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية
وصحبه وأخذ عنه وكان بدمشق مقيما بالضيائية من سفح قاسيون وله مصنفات في
الحديث والفقه والرقائق وكان ذا عبادة وتهجد رجع في آخر عمره الى بغداد ثم
توجه منها الى الحج في سنة تسع وأربعين وسبعمائة فلما وصل الى حاجر توفي
بها صبيحة يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة تسع المذكورة
بالطاعون ومات معه كذلك نحو من خمسين رجلا فدفن الجميع بحاجر رحمهم الله
تعالى كان سراج الدين المذكور للشيخ تقي الدين معظما وبشيخ الاسلام له
مترجما وجمع له ترجمة مفردة سماها الأعلام العلية في مناقب الإمام ابن
تيمية ومما ذكره فيها قال حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء من أصحاب
الأئمة النبلاء الذين خاضوا في اقوال المتكلمين ليسترجعوا منها الصواب
ويميزوا بين القشر واللباب ان كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال
الأصوليين ومعقولاتهم وانه لم يستقر في قلبه منها قول ولم يبن له من
مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل وانه كان خائفا على نفسه
من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل حتى من الله تعالى عليه بمطالعة
مؤلفات هذا الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام وما أورده من النقليات والعقليات
في هذا النظام فما هو إلا ان وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم
فانجلى عنه ما كان قد غشيه من أقوال المتكلمين.